خروج الثعابين من جحورها
السفراء والمفاوضون الأمميون .. ورحلة الشتاء والصيف (3)
عبدالوهاب الضوراني
لا سيما وأن ثمة جهوداً وتحركات دبلوماسية إقليمية وعلى المستوى الدولي بدأت تلوح في الأفق الآن من أجل إعادة إحياء جهود الأمم المتحدة والمجتمع الدولي الرامية إلى استئناف مفاوضات السلام مجدداً في اليمن والتحضير لجولة أممية جديدة من المحتمل أن يقوم بها في غضون الأيام القليلة إلى صنعاء المبعوث الدولي الجديد بعد أن توصلت العديد من المساعي والجهود والبعثات الدبلوماسية الدولية والإقليمية المتعثرة والمثيرة دائما للجدل في الماضي إلى اليمن إلى طريق مسدود ولم تسفر عن أي نتائج إيجابية ملموسة وإنما أسفرت عن حزمة من المشاريع والصفقات و”البرمات” التي قوبلت بعدم الرضا والقبول وبالرفض أيضا في اليمن والتي كان يقوم بها بين الوقت والآخر العديد من السفراء والمبعوثين الدوليين الذين كانوا يدينون في واقع الأمر بشكل أو بآخر بالطاعة والولاء لأسيادهم حكام ومشائخ السعودية وقراصنة الصحراء والرمال المتحركة في منطقة الخليج خلال رحلاتهم الاستخباراتية المتكررة والتي اشتهرت داخل كواليس ودهاليز الأمم المتحدة بـ”رحلة الشتاء والصيف” وما أدراك ما رحلة الشتاء والصيف إلى اليمن ويعملون بشكل أو بآخر لحسابهم ويقبضون الثمن أولا بأول بدءاً بالمستقيل بنعمر وانتهاء بسيئ السمعة العميل رقم واحد لجهاز الاستخبارات المركزية ” C.I.A” اسماعيل ولد الشيخ وغيرهما من المرتزقة والمنافقين الدوليين الذين دأبوا على ممارسة الدجل والكذب والضحك على ذقون الحكام الأغبياء في السعودية ومنطقة الخليج البارعين في ترويض الصقور وامتطاء صهوات الخيول ودر الحليب من ضروع الماعز والنوق وإناث الدواب والذين قراراتهم ليست بأيديهم وإنما في أيدي الصهاينة والأمريكان.
وقد أعلن ولد الشيخ وهو يغادر اليمن بخفي حنين لآخر مرة لأسياده الفهود ومشائخ الدرهم والدينار قائلاً بالحرف الواحد “انتم تقايضون شعبا عصيا وأبيا لا يقاوم قد يفرط في حياته ولا يفرط في أرضه أو كرامته التي تعتبر أغلى شيء في حياته” وهي نفس المقولة والتغريدة الشهيرة التي أطلقها المجاهد الكبير عمر المختار وهو يواجه الموت ويتدلى فوق حبل المشنقة قائلا “نحن لا نهزم، ننتصر أو نموت” .
كما أنه حان الوقت الذي ينبغي فيه على الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وكل النشطاء والمتشدقين بحقوق الإنسان في العالم الذين يزعمون بأن لهم ثمة اهتمامات ونشاطات إنسانية واستثنائية في هذا الجانب وأصبحت أصواتهم المزعجة نشازا وأشبه لحد بعيد بأصداء وإيقاعات الطبول التي تصم الآذان وهم يتفرجون الآن وبدم بارد على الدماء اليمنية التي تسيل هنا وهناك والتي ملأت الأخضر واليابس فوق الأرض ولا يحركون ساكنا “أذن من طين وأذن من عجين” وكأن الدماء التي تسفك والتي أصبحت الآن أرخص من التراب دماء بقر وليست دماء بشر ومسلمين.
حان الوقت الآن أيضا الذي ينبغي عليهم فيه الخروج عن صمت أهل الكهف والرقيم والضغط بكل ما أوتوا من قوة والجأش على السفاح سلمان ومن على شاكلته من القتلة والسفاحين في منظومة التحالف العسكري الذي انشئ ضد اليمن لإرغامهم من الآن فصاعدا وبأي شكل من الأشكال على الأخذ بعين الاعتبار بقرارات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والقبول بهذا الوجه أو بآخر بالوفود والمبعوثين الدوليين الآنفي الذكر، لا سيما أن ثمة جهودا تبذل الآن خلف الكواليس من أجل التحضير والإعداد لزيارة خاصة من المتوقع أن يقوم بها بين عشية وضحاها لليمن مبعوث دولي جديد سيحل ضيفا على اليمن قريبا حاملا معه مشروعا أمميا واستثنائيا جديدا لإحياء جهود ومساعي الأمم المتحدة الرامية لاحتواء الأزمة ونزع فتيل برميل البارود من الاشتعال مجددا في اليمن.. فماذا يا ترى سيحمله لنا معه المبعوث الجديد أو بالأحرى الثعبان القادم لتوه من الصحراء والرمال المتحركة في رحلة “الشتاء والصيف” القادمة في جعبته واحشائه من اللدغات ومن المشاريع والمفاجآت التي لا تزال خباياها في علم الغيب وطي الكتمان؟؟