الإسهام في رفع المستوى المعيشي للرواد وتنمية الاقتصاد الوطني

*ثقافة ريادة الأعمال بين الواقع والطموح (1)

فيصل حسين السنباني *
مما لا شك فيه أن الوضع الاقتصادي في الوطن حاليا يعاني من أزمة خانقة جدا ، وكذلك وضع النظام الوظيفي في اليمن حيث أننا نعاني من أزمة بطالة من فترة طويلة جدا نتيجة السياسات الحكومية الخاطئة في الانظمة الحاكمة سابقا وتفاقمت هذه المشاكل بشكل كبير جد خلال السنوات التي تلت الربيع العبري والذي تسبب في توسع رقعة الفقر وانتشاره وضياع أجيال من الشباب عن الحصول على فرص للعمل والحياة الكريمة وتخلفهم اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا عن أقرانهم في الدول التي اتسمت بالاستقرار الاقتصادي و السياسي ، وذلك نتيجة أن تلك الدول المتفهمة لحاجات ومتطلبات الشباب حرصت في سياساتها العامة على احتواء هؤلاء الشباب عبر برامج تأهيل وتدريب مهني منظم ومعتمد رسميا وإعدادهم لسوق العمل بما يتلاءم واحتياجات تلك الاسواق, وهذا كان عبر المسار الرسمي ورافق ذلك مسار آخر جديد تمثل في تعميم ثقافة ( ريادة الاعمال ) وأصبح هذا الموضوع علما يدرس وكتباً تقرأ ونظريات ومخرجات من أعرق الاكاديميات العالمية وله الآن اهتمام خاص من قبل الدول والحكومات والأنظمة الرسمية وكذلك الكيانات الاقتصادية العالمية والمنظمات والهيئات الدولية ، حيث يعتبر هذا المسار طوق النجاة في غياب نظام حكومي يولد أو ينتج الوظيفة العامة أو ما يسمى عندنا بالدرجة الوظيفية ، لأن كثيراً من دول العالم تقوم حاليا بتشجيع الشباب على أن يكونوا ( رواداً لأعمالهم الخاصة ) وفي سبيل ذلك تقوم بتسهيل الاجراءات وتشجيعهم على العمل على مشاريعهم الخاصة والتي تساعدهم في تأسيسها او ايجاد كيانات مؤسسية تعمل على تمويلهم وتدريبهم مثل ( بنك الأمل ) و( وكالة تنمية المشروعات الصغيرة ) التابعة للصندوق الاجتماعي للتنمية وغيرها .
ومن هنا سوف نلقي نظرة على موضوع ريادة الأعمال والتعريف به وبمحتوياته وذلك لوضع شبابنا اليمني في أول طريق العمل الحر المؤسسي الخاص وتفعيل دورهم الوطني في خدمة الوطن اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا .
تعريف ريادة الأعمال :
هي عمليّة خلق نوع جديد من المنظّمات التي لم يسبق قيام مثلها، أو تطوير منشأة قائمة بأعمالها وتسخير الفرص المتاحة لتطوير هذه المنشأة والتقدم بها بأسلوب ابتكاري ومستحدث، ويأخذ رائد الأعمال في عمليّة الريادة بعين الاعتبار مدى المخاطر التي يمكن أن تواجهه وكما يسلط الضوء أيضاً على العوائد التي قد يأتي بها المشروع.
وريادة الأعمال هي الاستعداد لإدارة وتنظيم وتطوير المشروعات بالتزامن مع التأثر بالمخاطر بهدف الوصول إلى الأرباح، وتعتمد ريادة الأعمال على المبادرة بإنشاء عمل جديد؛ عن طريق الاستفادة من الموارد المتاحة، والعمل، ورأس المال الذي يُساهم في الحصول على الربح، وتُعرَّف ريادة الأعمال بأنّها نشاط يهتمّ بتأسيس الأعمال المتنوعة؛ من أجل تحقيق الربح مع تقدير المُخاطرة المترتبة على ذلك. ومن التعريفات الأُخرى لريادة الأعمال هي مجموعة من المهارات التي تُساهم ببدء عمل جديد؛ من خلال ربطه مع القدرة على تحقيق فرص جديدة.
خصائص ريادة الأعمال :
الطموح والدافعيّة لدى الرائد تقوده إلى بناء منظمة أو شركة.
الرؤية العامة أو الأهداف التي تسعى المنشأة لتحقيقها بالأفكار الداعمة والقوة الفريدة من نوعها في السوق.
الوضوح للرؤى الشموليّة وقابلة للتحديث والتطوير باستمرار إلا أنّها غير متكاملة.
منح الرائد نفسه دفعة من الأمل والتشجيع ليقويها ويدفعها للمضي قدماً في تحقيق أهدافها.
تحويل الأهداف المأمولة إلى واقع ملموس بالعزم والإصرار والإرادة.
السعي الدؤوب للرائد لإنجاح فكرته.
وضع الرائد نصب عينيه احتماليّة وجود مخاطر، ويتم بناءً على ذلك حساب تكاليف المخاطر التي يمكن أن يتكبّدها، وتوضّح كيفية الدخول إلى السوق والكشف عن حاجة العميل وتلبيتها.
إقدام الريادي على إقناع الآخرين للانضمام إلى فريق عملهم ومساعدتهم في تحقيق الأهداف.
امتياز الرياديين بتفكيرهم الإيجابي وقدرتهم على اتخاذ القرار المناسب في موقف ما من بين مجموعة من القرارات.
دور رواد الأعمال
اختلاق الفرص في إشباع حاجات الأفراد من خلال إقامة أسواق جديدة، ويبدعون في الترويج لمنتجاتهم بأساليب مبتكرة تختلف عن رجال الأعمال التقليديين الذي يعتمدون فقط في دورهم على أداء الوظائف الإداريّة الخمسة.
التطلع الدائم نحو الكشف والتنقيب عن المصادر للموارد، إذ يبتكرون مصادر ولا يتبعون خطى غيرهم في الاعتماد فقط على المصادر التقليدية المتوفرة بين أيدي الجميع على حد سواء.
استغلال رأس المال واستخدامه في استحداث عناصر إنتاج جديدة أو موارد رأسماليّة جديدة، وتقع على عاتق الريادي مسؤوليّة تحديد عناصر الإنتاج لذلك فإنه يلجأ للاستحداث والابتكار وبالتالي التميّز.
إدخال التكنولوجيا والتقنيات الحديثة في العمليّة الإنتاجيّة ومراحلها جميعها، فيستغل رواد الأعمال أي فرصة تُتاح لهم ويستفيدون منها بتحويلها إلى مكاسب.
إيجاد فرص عمل جديدة، توفّر الشركات الخاصة فرص العمل باستمرار أكثر من الدوائر الحكوميّة ومنظماتها.
مميزات و فوائد الريادة
تساهم في رفع المستوى المادي لرائد الأعمال والعاملين في منظمته وتنمية الاقتصاد الوطنيّ.
منح القوى العاملة الشعور بالرضا الوظيفيّ من خلال توفير فرص العمل. تنمية الصناعات القائمة وتحديثها باستمرار وتركز بشكل خاص على تلك القائمة في المناطق النائية والريفيّة.
الدعم المستمر للقيام بالصناعة المحلية والتشجيع عليها والاعتماد عليها والتصدير إلى الخارج بدلاً من الاستيراد.
رفع مستوى الدخل القومي الذي يقود إلى رفع مستوى النمو الاقتصاديّ.
خلق بيئة تنافسيّة شريفة بين المنظمات القائمة، وبالتالي إيجاد المنتجات ذات الجودة الأعلى.
تقديم عدد أكبر من الخدمات والمنتجات للأفراد.
إيجاد أسواق جديدة واستحداثها.
الشعور بالاستقلاليّة، وتحقيق التحرر من الاتكال على ما يقوم به الآخرون من مهام ووظائف.
إعطاء الحافز والدعم الكامل لتحقيق إنجازات غير مسبوقة.
الحد من الهجرة لأصحاب الخبرات والمواهب من خلال إتاحة فرص العمل المناسبة لقدراتهم ومستوياتهم التعليمية.
ولأهمية هذا الموضوع الحيوي و الذي يعتبر نقطة انطلاق وتصحيح لأوضاع الشباب اليمني سوف نستكمل بقية محتوياته في مقالاتنا القادمة بإذن الله تعالى .

* رائد أعمال ومهتم بالمشاريع والمبادرات المجتمعية

قد يعجبك ايضا