الدراما اليمنية‮.. ‬متى تتجاوز الموسمية¿


استطلاع‮/ ‬محمد دماج‮ / ‬أمين الجرموزي –

نلاحظ أن الدراما اليمنية تنشط بشكل موسمي‮ ‬خلال شهر رمضان المبارك وتفاجئنا بعضها بنماذج جيدة جاذبة للمشاهد وممكن أن تسوق إلى البلدان المجاورة وبعضها‮ ‬يعرض وهو ما زال‮ ‬يحتاج إلى لمسات فنية عديدة والبعض الآخر‮ ‬يكون من الأساس‮ ‬غير قابل للعرض‮.‬
وهنا نتساءل عن أسباب الإنتاج الموسمي‮ ‬واقتصاره على شهر رمضان وكيفية تطوير الدراما اليمنية ليصبح الإنتاج طوال العام‮.‬
المخرج مجاهد السريحي‮: ‬
الدراما الرمضانية تعتبر موسمية ارتبطت بشهر رمضان وكذلك النصوص التي‮ ‬تتسم بالخصوصية ولو تعتمد على مدار العام لتحسنت وأصبحت أفضل مما هو قائم وتجاوزت النطاق المحلي‮ ‬ولكن صفة الموسمية واقتصارها على القطاع العام وإحجام القطاع الخاص عن الدخول بهذا المجال من الاستثمار جعلها محدودة‮ ‬بينما نحن نلاحظ أن الدراما التركية والهندية وحتى الخليجية أصبحت تدر دخلاٍ‮ ‬كبيراٍ‮ ‬يساهم في‮ ‬الإنتاج القومي‮ ‬لهذه البلدان وبلدان أخرى أيضا‮. ‬
وإذا خرجنا عن ما‮ ‬يسمى بالخصوصية الرمضانية وما‮ ‬ينتج خلال شهر رمضان الذي‮ ‬يمكن وصفه كسلق البيض‮.. ‬وعملنا طوال السنة سيعمل الممثلون والكتاب والمخرجون وسوف نصل إلى مستوى عالُ‮ ‬لأن بلادنا تمتلك تراثاٍ‮ ‬غنياٍ‮ ‬بمختلف أنواع الفنون‮.‬

الأستاذ‮/ ‬مفتاح الزوبة‮ – ‬أستاذ بكلية الإعلام جامعة صنعاء‮:‬
الدراما اليمنية مثل الدراما العربية تنشط في‮ ‬رمضان مع فارق وجود الدراما العربية طوال العام أما اليمنية فموسمية‮.‬
ويرجع السبب إلى إقبال المشاهدين على التلفزيون لاسيما في‮ ‬ليالي‮ ‬رمضان باعتباره وسيلة الترفيه الأولى للمواطن العربي‮ ‬خلال الشهر الكريم‮.‬
ويكمن الخلل في‮ ‬عدم تطور الدراما اليمنية في‮ ‬عدم توافر الإمكانيات لا سيما المادية وكذلك لا‮ ‬يوجد مراكز تخريج متخصصين في‮ ‬التمثيل وما‮ ‬يتعلق به سوى كلية الفنون الجميلة أما أقسام الإذاعة والتلفزيون فلا تسمن ولا تغني‮ ‬من جوع في‮ ‬ما‮ ‬يتعلق بالدراما‮.‬
ولا ننسى في‮ ‬هذا الجانب قلة كتاب القصة والسيناريو المحترفين فنجد ركاكة النصوص والقصص التي‮ ‬تدور حولها الدراما وركاكة الحوارات ورتابتها لأن الكتاب ليسوا محترفين أو متخصصين‮.‬

الممثل‮ – ‬كمال طماح‮:‬
يكمن الخلل في‮ ‬عدم تطور الدراما اليمنية في‮ ‬عدة أمور أهمها عدم احترام التخصص أي‮ ‬أن الممثل في‮ ‬الغالب‮ ‬يكون المؤلف والمخرج وهو من‮ ‬يختار بقية الأدوار والمفروض أن‮ ‬يعطى الخبز لخبازه‮ ‬المؤلف‮ ‬يجب أن‮ ‬يقوم بدوره كمؤلف والمخرج كذلك والممثل‮ ‬ولو احترمنا مبدأ احترام التخصص لقفزت الدراما للعالي‮ ‬لكن الحاصل‮ ‬غير‮ ‬والأمر الثاني‮ ‬هو عدم وجود شركات إنتاج قوية تضخ المادة لكي‮ ‬تقدم أعمالاٍ‮ ‬قوية باستثناء قناة السعيدة‮ ‬وكذلك عدم وجود الدعم الكافي‮ ‬للمثل وهو العنصر المهم في‮ ‬الموضوع فكيف ستجد ممثلاٍ‮ ‬يؤدي‮ ‬أداءٍ‮ ‬جيداٍ‮ ‬وأجوره المالية ضئيلة‮ ‬وأيضاٍ‮ ‬عدم الاهتمام من قبل وزارتي‮ ‬الإعلام والثقافة وعدم وجود كتاب نصوص ذي‮ ‬خبرة في‮ ‬كتابة النص المسرحي‮ ‬الراقي‮ ‬الذي‮ ‬يحترم المشاهد والموجود حالياٍ‮ ‬مجموعة من الكتاب‮ ‬يعدون بالأصابع لذلك لا‮ ‬يوجد تنافس في‮ ‬كتابة النص المسرحي‮.‬
السبب الأول في‮ ‬نظري‮ ‬أن المشاهد اليمني‮ ‬يكون مشغولاٍ‮ ‬طوال العام لأن الشعب اليمني‮ ‬شعب كادح وبذلك تجده‮ ‬غير مواضب على مشاهدة التلفاز طوال العام ولا‮ ‬يتفرغ‮ ‬للمشاهدة إلا في‮ ‬رمضان وبذلك تحاول القنوات التركيز في‮ ‬الإنتاج الدرامي‮ ‬في‮ ‬رمضان لكي‮ ‬تجد من‮ ‬يشاهدها ولكي‮ ‬تجد رعاة ومعلنين لأعمالهم لتغطية تكاليف الإنتاج‮.‬

المخرج سامي‮ ‬محمد حزام‮ :‬
سبب نشاط الدراما اليمنية في‮ ‬شهر رمضان‮ ‬يعود إلى أن هذا الشهر‮ ‬يعتبر موسماٍ‮ ‬للعاملين في‮ ‬المجال الفني‮ ‬سواء كانوا مخرجين أوممثلين و فنيين وغيرهم وخصوصاٍ‮ ‬العاملين في‮ ‬القطاع الحكومي‮ ‬الذي‮ ‬يرصد موازنة خاصة للإنتاج الدرامي‮ ‬في‮ ‬شهر رمضان وعندما‮ ‬يتوفر المال تتحرك عجلة الإنتاج ونحن نأمل أن‮ ‬يستمر الإنتاج طيلة السنة وليس في‮ ‬شهر رمضان فقط‮.. ‬وندعو القطاع الخاص إلى الدخول في‮ ‬هذا المجال ولن‮ ‬يندم‮.. ‬

المذيع‮/ ‬عبدالله اليوسفي‮: ‬
الدراما اليمنية تعاني‮ ‬منذ زمن من الركاكة والضعف في‮ ‬الأداء وغالباٍ‮ ‬ماتكون المواضيع المطروحة في‮ ‬الدراما اليمنية مكررة وتتركز على شخص واحد هو البطل والمسيطر على المسلسل مثلاٍ‮.. ‬لكنها في‮ ‬الآونة الأخيرة بدأت تتطور وظهرت هنالك بعض الأعمال الدرامية التي‮ ‬تحظى بالمتابعة الداخلية والخارجية‮ .. ‬أعتقد أن سبب الضعف والهشاشة في‮ ‬الدراما اليمنية كان‮ ‬غياب الدعم الكافي‮ ‬من قبل الدولة والقطاعات الخاصة‮ ‬هذا الشيء أفرز دراما‮ ‬يهتم صناعها بالعائد المادي‮ ‬منها في‮ ‬الغالب وظهر هناك ممثلون بالوساطة والعلاقات على الرغم من أن هناك شخصيات وأسماء لامعة تستطيع أن تغير من واقع الدراما اليمنية‮ ‬الخلل أيضاٍ‮ ‬في‮ ‬محدودية المنتجين والمهتمين بالإنتاج الدرامي‮ ‬في‮ ‬اليمن‮ ‬والمنتجون إن وجدوا ليس لديهم الإمكانيات الكافية للنهوض بالعمل الدرامي‮.. ‬من الملاحظ أن الدراما اليمنية تكون في‮ ‬أوج نشاطها خلال شهر رمضان وذلك عائد لتعود المشاهد على المتابعة الدرامية في‮ ‬رمضان فقط ورمضان هو موسم لمختلف الأعمال الفنية ولذلك كان هذا الشهر هو المتنفس الوحيد لما وجد من أعمال والتي‮ ‬غالباٍ‮ ‬ما تظهر متشابهة في‮ ‬أكثر من فضائية‮ ‬يمنية لأن الكاتب ربما‮ ‬يكون واحداٍ‮ ‬وهناك نقطة مهمة في‮ ‬الدراما اليمنية وهي‮ ‬أنها لا تتناول المواضيع والهموم المجتمعية بجدية كافية بقدر ما تتناولها بسخرية وترفيه لمجرد الضحك‮.. ‬ولكي‮ ‬لا نكون حاقدين على الدراما اليمنية كما قد‮ ‬يفهم البعض فإنها قد شهدت في‮ ‬الفترة الأخيرة تطوراٍ‮ ‬ملحوظاٍ‮ ‬خاصة التي‮ ‬ينتجها اشلقطاع الخاص ويخرجها مخرجون مهرة وندرة المخرجين المهرة في‮ ‬اليمن ربما‮ ‬يكون سبباٍ‮ ‬أيضاٍ‮ ‬من أسباب الهشاشة والضعف‮ ‬والممثلون أيضاٍ‮ ‬هم ممثلون بالفطرة ولم‮ ‬يتعلموا فن التمثيل‮ .. ‬وربما تكون الموسمية هي‮ ‬التي‮ ‬قتلت العمل الدرامي‮ ‬اليمني‮ ‬باعتقادي‮.‬

المخرج‮/ ‬ياسر الظاهري‮:‬
قلة الكتاب الذين‮ ‬يتعاملون مع الدراما التلفزيونية وعدد محدود من المخرجين الذين لديهم القدرة على المعالجة الدرامية‮ ‬ويكمن الخلل في‮ ‬هذه الفترة في‮ ‬المؤلف والمخرج وتكلفة الدراما عالية ولا‮ ‬يمكن تعويضها إلا في‮ ‬رمضان أو أن تباع الدراما اليمنية لخارج اليمن‮.‬

قد يعجبك ايضا