أنصار الله ومشروع الدولة (7 الأخيرة )
حمير العزكي
كل ما سبق الحديث عنه ليس أكثر من قراءة عابرة في ملامح تجربة أنصار الله مع مشروع الدولة اليمنية محكومين وحكاما وفي كلا الحالتين معتدى عليهم بست حروب شنتها عليهم السلطة وعدوان عالمي شن عليهم وهم منذ الوهلة الأولى لوصولهم إلى السلطة وفي كلا الحالتين أيضا كانت الظروف أقسى وأسوأ ما تكون في كل المجالات وشتى الجوانب ولكنهم ورغم كل ذلك استطاعوا إن يصنعوا تلك الملامح وان يحفروا آثارهم في جدار التاريخ الذي كتبته وستكتبه انتصاراتهم وتخلده مسيرتهم ومساراتهم المستقبلية.
وكما أن من الإجحاف و الخطأ اتهام أنصار الله بالقضاء على الدولة وتقويض مؤسساتها فإن من الخطأ والإجحاف أيضا النظر إلى تجربتهم بمثالية مفرطة، فكما ظلمتهم أعين السخط التي لم تر فيهم حسنة واحدة ظلمتهم أيضا أعين الرضى التي لم تر فيهم عيبا وأعفت بذلك نفسها عن واجب تقديم النصح والمشورة وتخلت عن مسؤوليتها في انتقادهم النقد البناء كما أخلت أيضاً بالتزاماتها الوطنية بالمبادرة بوضع الرؤى والبرامج والخطط التي يحتاج إليها أنصار الله في تجربتهم الناشئة والتي يستطيعون من خلالها تطوير الأداء وتلافي القصور.
أكاد أجزم انه لا توجد أي مشكلة بين أنصار الله ومشروع الدولة ولايوجد أي مجال للتشكيك في نوايا قيادتي الثورة والسلطة في احترام الدولة والسعي الحثيث و الجاد نحو بناء الدولة بناء حديثا على أسس متينة وفق مشروع وطني يتشارك كل أبناء الوطن في وضع آلياته وخططه وبرامجه بل ويشاركون في تنفيذها وسيثبت قادم الأيام ذلك داحضا كل شبهات المشككين ومبددا كل مخاوف المصابين بأزمة الثقة بالسلطة نتيجة عقود من الشعارات الجوفاء والتنظير المكتبي المستغل للدعاية الداخلية والخارجية وهذا مما يستوجب عذر تلك المخاوف بالإضافة إلى افتراض حسن النية الذي يخرجهم من دائرة المأزومين ويمنحهم قابلية التعاطي الإيجابي مع الخطوات المستقبلية في مشروع الدولة.
وتظل المشكلة الحقيقية والمعضلة المستعصية في طريقة تعاطي الآخرين مع أنصار الله من خلال قناعاتهم المسبقة المبنية على زيف الدعايات وكذب الشائعات التي اختلقوها ثم روجوا لها ثم صدقوها فحددوا على ضوء ضلالها مواقفهم ومساراتهم العدائية لأنصار الله كما أدى تفاقم هذه المشكلة بل وتفشيها حتى صارت وباء يجتاح الوعي المجتمعي ويغيبه إلى حد كبير إلى التأثير نسبيا على البسطاء نتيجة لعدم الاهتمام الكافي واللازم فكريا وإعلاميا برؤية أنصار الله للدولة وربط كافة التحركات والخطوات والإنجازات بتلك الرؤية.