القضية الفلسطينية والعبرية السعودية
عبدالفتاح علي البنوس
من يوم لآخر تتجلى الحقائق ، وتظهر واضحة للعيان ، غير محتاجة لشواهد أو أدلة أو إثباتات ،فالتجربة هي خير شاهد وبرهان ، والحقيقة المعاشة هي لوحدها من تنسف الدعاوى الكاذبة والاتهامات الباطلة والإشاعات المغرضة ، كان يقال لنا في السابق خلال مراحل الدراسة بأن آل سعود من أصول يهودية ، وإن زعيمهم المؤسس جذوره يهودية وأنه استوطن شبه الجزيرة العربية بتوجيهات بريطانية ، تحكي ذلك مذكرات المستر همفر والذي كشف المستور وأماط اللثام عن طبيعة الدور الذي ستلعبه السعودية والمهام الموكل إليها تنفيذها في المنطقة من خلال التحالف الديني السياسي الذي جمع الوهابية بآل سعود في تقاسم يهودي الأهداف والمكاسب ، اتضح للعالم ضرره الجسيم الذي طال الإسلام والمسلمين على حد سواء ، وكل ذلك مقابل البقاء على كرسي الحكم واستمرار العبث بثروات ومقدرات الشعب السعودي .
تقاسم محمد بن عبدالوهاب ومحمد بن سعود السلطة ، فكانت السلطة الدينية بيد محمد بن عبدالوهاب وكانت السلطة السياسية بيد محمد بن سعود ، وكانت النزعة اليهودية هي الطاغية على السياسة السعودية والعقيدة الوهابية التي انتشرت بسرعة نتيجة الدعم المالي الكبير الذي حظيت به من قبل ملوك السعودية ، حيث تم ترويض مشايخ ودعاة الوهابية بالمال وتم تسخيرهم لمصلحة الملوك والأمراء ، يمجدونهم ويعظمونهم ويحرمون الخروج عليهم ، وسخروا فتاواهم وخطبهم ومؤلفاتهم من أجل تكريس ثقافة الخنوع والعبودية والطاعة العمياء لولي الأمر حتى وإن جلد ظهرك وأخذ مالك ، وساقوا لتمرير هذه الثقافة المغلوطة وهذا الفكر الخبيث الكثير من الأحاديث المكذوبة على رسول الله والتي تحمل الماركة والعلامة الأموية المسجلة ، بما في ذلك الروايات الإسرائيلية والتي تتعارض جملة وتفصيلا مع كتاب الله وهدي رسوله الصادق الأمين .
ومع مرور الأيام وتعاقبها وجدنا آل سعود أقرب مودة لليهود والنصارى ، وأكثر ولاء وطاعة لهم حتى من الله جل في علاه وكل ذلك من أجل الفوز برضاهم ودعمهم وإسنادهم ، حيث سخروا كل الإمكانيات والمقدرات والثروات السعودية لمصلحتهم ودعم اقتصادياتهم في الوقت الذي تعيش فيه الشعوب العربية والإسلامية حالة من الفقر المدقع دون أن يحرك ذلك أي ساكن لدى ملوك وأمراء آل سعود ، وجاء اليوم الذي لا يجد فيه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أي حرج في المجاهرة بحق الإسرائيليين في إقامة دولتهم على الأراضي الفلسطينية المحتلة ، ولا يتورع في الحديث عن تطبيع العلاقات مع هذا الكيان المحتل والدخول معه في علاقات اقتصادية وتحالفات سياسية وعسكرية على حساب القضية الفلسطينية التي لم تعد تمثل لهم أدنى اهتمام نزولا عند رغبة واشنطن وتل أبيب .
وليس هذا فحسب بل قام بن سلمان بزيارات سرية للكيان الإسرائيلي ،وقام بإرسال وفود سعودية إلى تل أبيب لتطبيع العلاقات مع هذا الكيان ، وهناك لقاءات واجتماعات ومصالح متبادلة بين الجانبين المتضرر الوحيد منها هي القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني الذي لطالما خدع بآل سعود ودعمهم لفلسطين وإذا بهم في خندق واحد مع الصهيوني المحتل ، يهاجمون حماس ويغذون الخلاف بينها وحركة فتح خدمة لإسرائيل ، يفتحون الأجواء أمام الطيران الهندي للوصول إلى تل أبيب ، وهي ذات الأجواء التي منعوا الطيران القطري من المرور عبرها ، اليوم آل سعود هم من يهندس مع مصر وأمريكا لصفقة القرن والتي يراد بأن تقضي على حلم الشعب الفلسطيني في إقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف .
بالمختصر المفيد، العبرية السعودية هي امتداد للعبرية اليهودية الإسرائيلية ،وآل سعود سرطان خبيث ينهش في جسد العروبة والإسلام ، وهم على استعداد لبيع كل شيء والمتاجرة بكل شيء مقابل البقاء على عرش الحكم في السعودية ، اعتدوا على اليمن ، وتآمروا على سوريا والعراق ، وقبلهما ليبيا ، ومصر ، وقطر ، هم من أشعل الفتنة الطائفية والمذهبية وقسم المسلمين إلى سنة وشيعة ، وهم من باعوا القدس وتاجروا بالمقدسات وحولوا موسم الحج إلى موسم للسياحة والاستجمام ، شوهوا معالم الدين ، وأساءوا إلى قيم وأخلاقيات المسلمين ، هم اليوم من يشعلون الحروب و الفتن ويغذون الصراعات ويفتعلون الأزمات في المنطقة ، هم أول من سيعترف بإسرائيل ، وأول من سيتحالف معها في حربها على حزب الله وحركات المقاومة الفلسطينية التي يجري الترتيب والتحضير لها حاليا ، هم من سمحوا بتدنيس النشطاء اليهود للحرمين الشريفين ، هم من يقتلون حجاج بيت الله الحرام بدم بارد وينشرون الخبث والتطرف والتشدد ويغذون الرذيلة والسفور والفاحشة والانفتاح في آن واحد ، إنهم بحق وحقيقة صهاينة العرب شاء من شاء وأبى من أبى .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .