الإعلام المعادي.. وسائل تفقد تـأثيرها
ماجد السياغي
التحولات اللافتة التي شهدها ويشهدها الحقل الإعلامي على صعيد التقنية والمعلومة ترافقت بظهور مراكز اعلامية جديدة تحركها أجندة خاصة مستفيدة من رخص التكلفة وسرعة الانتشار وانحسار دور الرقيب.
وعليه : فقد تمكنت القوى المتحكمة برؤوس الأموال توظيف هذه الطفرة في خدمة مشاريعها وأشياء كثيرة ذات ارتباط.
و كما هو معلوم ان السعودية ودول الخليج تحتل المرتبة الأولى عربياً في انتاج الرسائل الإعلامية نظراً لما تمتلكه من وسائل وامكانات كبيرة من أجل الحصول على أصوات داعمة ، فعمدت على صناعة الأفكار وترويض المفاهيم وذهبت الى ابعد من ذلك بتضليل شعوب المنطقة والعالم كما هو معمول به اليوم في عدوانها على اليمن. وتزييف وعي المتلقي المتلهف لمعرفة ما يدور على الواقع في كل من سوريا والعراق وليبيا بشكل لا يتسق مع الهوى الرسمي لمجمل السياسات الإعلامية لهذه الدول وسياساتها الوطنية وهمها المجتمعي.
غير ان تزاحم النوافذ الاتصالية وتنوعها مع ما تشهده خارطة المهنة الإعلامية من تزايد اعداد الهواة جعلت من ( المستخدم ) اكثر من كونه مستقبلاً عادياً يتابع ويشارك كل ما يجري من خلال جهازه اللوحي في اي وقت ومتى ما يشاء.
لذلك فإن ما تبثه وسائل الإعلام المعادية اليوم من معلومات وأخبار وآراء تجافي الحقيقة ساهم في تغيير النتيجة المطلوبة وقلل من اهتمام المتلقي لهذه المنصات والوسائل و اصبح يدرك مدى استخفافها بالمشاهد. فبعد ان تداولت بالكذب والتضليل المعتاد ما يجري في اليمن منذ بداية العدوان تاتي اليوم لتعيد نفس الأسطوانة ، فيما المشاهد الحية التي تبثها وسائل الاعلام المناهضة تسقط زيف هذا الأعداء.
ناهيك عن الحرب الإعلامية الافتراضية التي مورست على سوريا نرى اليوم حضوراً وفعاليةً للنظام والجيش العربي السوري اكثر من اي وقت مضى.
لقد وقعت هذه الوسائل في مصيدة التطور المذهل للآلة الاتصالية وبها ومن خلالها تحولت من تضليل المجتمعات الى تضليل نفسها لأن القائمين عليها لم يكونوا موفقين في بلورة مفهوم عام مترابط ومعقول حول تضليل حقيقة ما يجري بصورة شبه مقنعة للمشاهد الذي أفرزت له الكثير من العناصر وعياً سياسياً واعلامياً، الأمر الذي جعلها تدمر نفسها من الداخل والمقصود بذلك المصداقية.
صفوة القول لا يمكن إغفال دور المتلاعبين بالعقول سواءً بالتدجين او الترويض او صناعة الأفكار بأفكارٍ مضادة ولكي لا نقع في التعميم اللامنصف فإن الاستخفاف بعقلية المواطن الصحفي من قبل الإدارة المتحكمة بالعدوان يكلفها كثيراً من حيث المال والوقت والجهد المبذول في سبيل تزييف الوعي وتغيير الحقيقة، كيف لا وهي لا تستطيع تحديد اللاعبين والمتابعين والمحترفين والهواة الذين يقومون بالأدوار المتوقعة والغير متوقعة في ظل المشهد الرقمي متعدد الأغراض المتنوع بوسائله الاتصالية الناقلة والمنتجة وان كانت دول تحالف العدوان تعتبرها نصف أسلحتها الإ انها ليست حكراً على احد فالجميع يستخدمها وفي كل المجتمعات ومنها المجتمع السعودي الذي يتصدر قائمة الدول العربية في استخدام توليفة الشبكة العنكبوتية.
وكوننا نمتلك الحقيقة ما علينا سوى سرعة توفيرها ونشرها في مربع الآلة الاتصالية وهي كافية وكفيلة بدحض زيف الاعلام المعادي والتباساته المجوفة.