هوس الوصاية السعودية يفصح عن نفسه من واشنطن .. ماذا بعد سقوط الأوراق ؟
أبو بكر عبدالله
تصريحات الحاكم السعودي محمد بن سلمان لمجلة ” التايم ” الأميركية عن خططه لإنهاء العدوان على اليمن، كشفت المرامي الحقيقية لهذا العدوان، بعدما صرح أن بلاده تسعى إلى إدارة حرب مخابراتية تسعى لـ” تقسيم الحوثيين” مفصحا عن رغبة النظام السعودي في “منح الفرصة لأشخاص في الصف الثاني أو الثالث للحوثيين يرغبون بمستقبل مغاير لمساعدتهم على فصلهم عن قادة الصف الأول للحوثيين الإيديولوجيين”.
لم يكن هذا التصريح كلاما في الهواء كما قد يتوهم البعض، بل أن تكرار التصريح بذلك في مقابلات صحفية عدة أجرتها معه مؤخرا الصحافة الأميركية، تؤكد أنه يمثل اليوم خيارا استراتيجيا بما حمله من اعتراف رسمي سعودي بفشل الخيار العسكري الذي راهن عليه وحلفاؤه طيلة ثلاث سنوات من العدوان والحصار.
في حواره مع “التايم ” الأميركية أفصح أبن سلمان عن هذا الخيار للمرة الثانية في أقل من أسبوع وكان سبقه بتصريحات مشابهة نقلتها عنه مجلة ” ذا اتلانتك” الأميركية وأفصح فيها عن خطة ناعمة قد تضع نهاية للعدوان السعودي العسكري على اليمن تقتضي إحداث انقسام في صفوف أنصار الله.
يعرف الطاغية السعودي الصغير أن لدى المجتمع الأميركي حصانة من الدعاية الصفراء ولذلك عجز عن المناورة حيال ما يعانيه من هوس الوصاية الذي يريد فرضه من جديد على اليمن أيا كان الثمن حتى لو اضطر لدعم “منشقين من الحوثيين” للإمساك بزمام السلطة مقابل أن يعلنوا له فروض الولاء والطاعة.
لم يعد الأميركيون بحاجة إلى دليل يؤكد أن العدوان الذي يشنه التحالف السعودي الإماراتي الأميركي البريطاني على اليمن لا يستهدف إعادة ” الشرعية الزائفة” للفار هادي وحكومته المترنحة ويدركون أن السقف لم يعد يحتمل المزيد من الأكاذيب الدعائية عن محاربة النفوذ الإيراني في اليمن، لكنهم يحاولون حشر حليفهم السعودي في الزاوية الحرجة بكشف أبعاد الدور القذر الذي يمارسه ومحاولاته اليائسة إعادة هذا البلد إلى نفوذ الوصاية السعودية الأميركية البريطانية.
تصريحات محمد بن سلمان على أنها كشفت حال تخبط مروع لدى النظام السعودي وحلفائه وفقدانهم الكثير من أوراق اللعبة الخطرة بعدما دخل العدوان على اليمن عامه الرابع فهي حملت إقرارا بعدم القدرة على كسر إرادة اليمنيين بعدما أبدوا قدرة أسطورية على امتصاص الصدمات وقدرة على التجدد وإنتاج البدائل رغم كل الآثار التي خلفتها 3 سنوات من العدوان الوحشي والحصار ناهيك عمّا لديهم من قوة ردع تتجاوز احدث المنظومات الدفاعية الأميركية وتهدد العمق السعودي بصورة شبه يومية.
حلم الوصاية الذي أفصح عنه الطاغية السعودي من واشنطن هذه المرة لم يكن جديدا فتلك سياسة سعودية قديمة تمارس في اليمن منذ أكثر من 60 عاما، ومثلت الهدف الأول والثاني والعاشر في هذا العدوان، لكن الجديد فيها إقراره باستحالة عودة قوى الوصاية بالخيار العسكري.
صمود اليمنيين وبراعتهم في المواجهة وامتصاص الصدمات وحرب النفس الطويل هي من أظهرت ابن سلمان في مفتتح العام الرابع للعدوان ممنيا نفسه بطوق نجاة بانشقاق في جماعة أنصار الله للخروج من حقل ألغام خَيْبَتهِ وتعيد له إنجازات أسلافه بالسيطرة الناعمة على هذا البلد وسلب قراره وسيادته على نحو يجنبه تداعيات العدوان العسكري التي صارت تهدد طموحه بوراثة العرش.
انكشاف الأوراق لم يكن سعوديا وحسب فالحال كان أكثر سوءا لدى الفار هادي وحكومته العميلة الذين صاروا يلهثون في المحافل الدولية للنعيق بالتحديات التي يواجهونها في ظل السياسات التي يتبعها تحالف العدوان في المحافظات الجنوبية المحتلة متسولين ضغوطا دولية ترغم التحالف على تغيير سياساته تجاه الورقة الساقطة لـ” الشرعية الزائفة ” باعتبار أنها تحول دون تحقيق أهدافهم “في مواجهة الحوثيين” وتحقيق انتصارات ميدانية على الأرض.
ومؤخرا بلغت الهستيريا بطابور عملاء الرياض إلى عرقلة زيارات ميدانية كان المبعوث ألأممي مارتن غريفت أعلنها لزيارة المحافظات الجنوبية ودعوته إلى إلغائها أو تأجيلها في ما بدا محاولة لتسول تحركات من المبعوث ألأممي تحافظ على ماء الوجه بإقناع الغازي الإماراتي السماح له وحكومته العميلة بالعودة إلى عدن .