بالمختصر المفيد.. النازحون وهمجية العدوان
عبدالفتاح علي البنوس
رغم أوجاعهم الأشد ألما وحسرة ، ومعاناتهم التي لا حدود ولا وصف لها ، وواقعهم المدمي للقلوب ، وخسائرهم الباهظة التي تكبدوها جراء العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي على بلادنا والذي كان السبب وراء نزوحهم من مناطقهم وترك كل ممتلكاتهم حفاظا على سلامتهم وذويهم من خطر الموت تحت قصف طائرات التحالف السلولي العبري اللعين ، إلا أن كل ذلك لم يشفع لهم لدى السفاح السعودي والإماراتي والأمريكي والإسرائيلي ، ولم يمنحهم الحصانة من القتل ، تقديرا لظروفهم ، حيث تصر طائرات هذا التحالف الملعون على ملاحقتهم وتعقبهم والترصد لهم عمدا ، ومن ثم استهدافهم بصواريخ حقدهم وإجرامهم حتى وهم في مراكز الإيواء الإغاثية ومخيمات النزوح الإنسانية التي تجرم المعاهدات والقوانين والأعراف الدولية الاعتداء عليها أو استهدافها وتعريض حياة المقيمين فيها للخطر بأي شكل من الأشكال.
إنه الحقد الدفين ، إنه النفس الإجرامي اللعين ، إنه القبح الخليجي القذر المشبع بالأمركة والصهينة والوهبنة ، إنها النزعة الوحشية التي عليها أحفاد القردة والخنازير التي تدفعهم لاستهداف النازحين من النساء والأطفال والرجال ، بعد أن ظنوا بأن النزوح سيكتب لهم الحياة وسيحميهم من الموت ، وللعدوان سلسلة من الجرائم والمذابح البشعة التي طالت مخيمات النازحين والتي للأسف يتم تبريرها بأكاذيب وادعاءات وافتراءات تدحضها الهيئات والمنظمات الإغاثية التي تدير وتشرف على هذه المخيمات والمراكز ، ولكن دون جدوى ، فلا يزال الضمير الدولي تحت تأثير تحالف البترو دولار الذي نجح في شراء الذمم وإخراس الألسن وإسكات الأفواه التي كانت تدعي الدفاع عن الحقوق والحريات وتنصب من نفسها الوصية على الجوانب الإنسانية والضمير الإنساني الدولي ، قبل أن تتم تعريتها وكشفها على حقيقتها والوقوف على أدوارها المشبوهة الخاضعة لمعايير الاستغلال والمتاجرة والارتزاق.
ففي مخيم المزرق بمديرية حرض استشهد ما يقارب من 45 نازحا وأصيب حوالي 250 نازحا وذلك نتيجة استهداف طائرات العدوان لمخيم النازحين هناك في 30 مارس 2015م ، وفي جريمة جديدة ضد النازحين استشهد 13 مواطنا وأصيب العشرات جراء قصف طيران العدوان السعودي يوم السبت 6يونيو2015م على مخيم النازحين بمديرية حيران وقرية دغيج بمحافظة حجة ، وتوالت جرائم العدوان في حق النازحين حيث شن طيران العدوان السعودي الأمريكي في الـ20 من سبتمبر 2015م غارتين على مخيم الزغن للنازحين بمديرية صرواح بمحافظة مارب أسفرتا عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى غالبيتهم من الأطفال والنساء ، وتكررت الاعتداءات والجرائم على مخيمات النازحين والتي لن تكون آخرها جريمة استهداف مخيم للنازحين بمديرية الحالي محافظة الحديدة والتي خلفت ما يزيد على 30شهيدا وجريحا في مذبحة بشعة ارتكبها طيران العدوان بعد يومين من زيارة بعثة الأمم المتحدة للمخيم والاطلاع على أوضاع النازحين فيه ، وهو ما يؤكد تعمد طائرات العدوان استهداف الأسر النازحة ومضاعفة معاناتها وأوجاعها والتنكيل بها بعد تشريدها وتهجيرها من منازلها.
بالمختصر المفيد, استهداف مخيمات ومراكز إيواء النازحين همجية وعربدة سعودية إماراتية أمريكية قذرة ، تحمل في مضامينها الصورة الحقيقية لهذا العدوان وتعكس النفسيات المريضة والمأزومة لقادته من آل سعود وآل نهيان ومرتزقتهم وستظل هذه الجرائم شواهد سيوثقها المؤرخون تحكي عن بطولات وإنجازات أشباه الرجال وما هم برجال ، التي تستهدف النساء والأطفال في مخيمات النزوح ومراكز الإيواء بعد أن عجزوا عن مواجهة رجال الرجال من جيشنا ولجاننا في جبهات العزة والكرامة ، وهم بذلك جلبوا على أنفسهم العار والفضيحة التي ستلاحقهم وتطاردهم أينما ذهبوا ، وستكون سببا في استحقاقهم للعنات الأجيال المتعاقبة.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.