وجهة نظر.. اليمن بين كبار القارة
د.محمد النظاري
ليس من السهل أن تكون أحد النجوم الذين يمثلون أكبر القارات في نهائياتها لكرة القدم، وهو حلم تسعى لتحقيقه كل المنتخبات ويراود كل اللاعبين .
ما حققه نجوم منتخبنا بصعوده للنهائيات الآسيوية لكرة القدم له أبعاد كثيرة من أهمها أنه تحقق والجماهير اليمنية تتعطش لخبر سعيد يمحو بعض ما تعانيه بلادهم .
هؤلاء النجوم الآتون من معظم المحافظات، مجسدين الجغرافية الوطنية، وحدوا كل اليمنيين حولهم، وكانوا عصر الثلاثاء القبلة التي اتجه إليها اليمن بسياسييه ومثقفيه ورياضييه وبسطائه .
الصعود للنهائيات أثبت أن اليمن قادر على تحقيق ما يظنه الكثير مستحيلاً، ونقل صورة رائعة عن اليمن واليمنيين، فكثير من المنتخبات لم تستطع الوصول للنهائيات بالرغم من أن وضعها الأمني والاقتصادي أفضل منا بكثير .
الصعود بحد ذاته إنجاز، ولكن المستوى لم يكن بقدر الصعود، خاصة وأن لقاءنا الأخير أمام النيبال كان تحصيل حاصل بعد خسارة طاجيكستان من الفلبين، وكنا نتمنى أن يخلص ذلك لاعبينا من الضغوط التي كانت سائدة قبل اللقاء، ولكن ظهر اللاعبون بمستوى فني متواضع يعكس قدرات المدرب .
لا بد من تغيير المدرب، وليس كما نقل عن أمين عام الاتحاد عن الإبقاء على الاثيوبي امبراتو الذي لم يقدم شيئاً في التصفيات وعاجز عن تقديم أي شيء في النهائيات، ولا بد أيضاً من العمل على إيجاد لقاءات إعدادية ، وأن تكون مع منتخبات قوية تقترب من المنتخبات المتأهلة، أما إذا استمررنا على اللعب مع الفرق الرديفة في مصر وغيرها، فلن تتحقق الفائدة .
لا بد من الإشادة وتقديم الشكر لرئيس الاتحاد وكل الاعضاء الذين بذلوا مجهودات فيما وصل إليه المنتخب .
تكريم اللاعبين ينبغي أن يرتقي لقيمة الحدث، وأن يبتعد عن الشخصنة والتسييس وتجيير الصعود لجهة بعينها ، فهذا يضر باللحمة الوطنية التي خلقها المنتخب في نفوس اليمنيين.
المنتخب الذي توحدنا جميعا حوله لكونه يمثلنا جميعا، لا تجعلوه أيها الساسة باباً للفرقة، من حقكم الاحتفال به كيمنيين وليس كأوصياء .
مجدداً نبارك لليمن واليمنيين في مقدمتهم نجوم المنتخب هذا الصعود التاريخي والأول بعد تحقيق الوحدة المباركة، ونتمنى أن نشارك في النهائيات كمنافسين وليس كمشاركين .
