قيادات حزبية وخبراء وإعلاميون لـ”الثورة”:
مجود: عمل كبير يبذل من قبل القيادة السياسية والشرفاء والأحرار ستكون نتيجته النصر
أنعم: التدخل العسكري المباشر ومحاولة زرع الفتنة الداخلية أقوى المحطات التآمرية
الروحاني : المزاج الشعبي وحنكة القيادة خلطا الأوراق، وأربكا قوى الهيمنة والاستكبار
البشيري: العدوان عمل شيطاني يراد منه إبقاء الأثر السيئ على الواقع اليمني لعقود
الحيفي: هناك مؤامرات لمنع وصول الغاز والمشتقات النفطية، وإعاقة الخدمات
الحنبصي: جهود جبارة لرأب الصدع، وطابور خامس يحاول تغذية الخلافات والنعرات
يا الله .. توقف الزمن ولا زال العالم يراقب الانتهاكات والمجازر الوحشية المرتكبة بحق الشعوب المستضعفة بصمت, ذنبها الوحيد أنها فقيرة وتريد اختيار الحياة التي تناسبها وترفض أن يتدخل الآخرون في قرارها الوطني.
سقطت المفاهيم الديمقراطية والحقوق المدنية, والقيم الإنسانية التي ما انفك قادة الغرب يزايدون بها على الشعوب الفقيرة والمستضعفة.
انهار الجدار الذي كان يتكئ عليه العالم المتحضر بفعل طغيان المال المدنس, ولبس العار الأمم المتحدة التي تحولت إلى ماخور يسوق الزيف وتباع في أروقته القرارات الممهورة بدماء الإنسانية والقيم الحضارية المعاصرة.
تخلى المجتمع الدولي عن اليمن, فاستحضر أبناؤه التاريخ وأمجاد الأسلاف وقرر مجابهة الطغيان وحيداً, مفترشاً الأرض وملتحفاً السماء غير مكترث لبريق الذهب وزمجرة المتنمرين, معتداً بتاريخه ومنتصراً للقيم الأخلاقية والحقوق الإنسانية ولمعتقده, مستعيناً بربه ومتكئٌ على الحق وأهله.
(الثورة) سألت عدداً من السياسيين والأكاديميين عن (دور القيادة السياسية ونجاحها في التعامل مع الأزمات والتحديات التي تعصف بالبلاد, وأبرز محاولات العدو في افتعال الأزمات السياسية والاقتصادية), وخرجت بالتالي:
استطلاع/ جمال الظاهري
البداية مع الأستاذ/ صادق مجود – رئيس حزب الوفاق الوطني- الذي بدأ حديثه عن دور القيادة السياسية في إفشال مخططات العدوان الذي عرفها بالمباشرة وغير المباشرة وقال: لقد نجحت القيادة السياسية للبلاد في إفشال مخططات العدوان سواء كانت تلك المخططات مباشرة أو عبر أدواته في الداخل فحالة الأمن والاستقرار التي ننعم بها والتطور في قدرات الجيش والمنظومة الصاروخية, إلا دليل وإثبات قاطع على نجاح القيادة السياسية, وها نحن على عتبة العام الرابع والشعب اليمني يقدم أنصع صور الصمود في مواجهة العدوان ومقارعته رغم كل الظروف الصعبة في كل المجالات.
هناك عمل كبير يبذل من قبل القيادة السياسية والشرفاء والأحرار ستكون نتيجته النصر المؤكد والكبير وستكون إرادة الشعب أقوى من عدوان وغطرسة المعتدين والمتآمرين على اليمن وبهذا فإن الشعب قد أثبت للجميع بأنه عصي ولن يركع إلا لله وأنه عازم على المضي قدماً حتى يتحقق له العزة والكرامة التي يطمح إليها, فقد ضحى بأغلى ما يملك, فمن يضحي بالدم حتما لن ينكسر أبداً مهما عظمت المؤامرات ضده.
الأزمات في المناطق المحتلة
نعتقد أن الأزمات السياسية لا وجود لها إلا في المناطق التي تخضع لسيطرة الاحتلال وخاصة في الجزء الجنوبي للبلاد فالاحتلال عبر أدواته يحاول خلق الأزمات ليتسنى له السيطرة الكاملة على ثروات البلاد وإدارة مقدراته ونهبها في غمار الغفلة والإذلال من قبل حكومة الفار هادي وكل العملاء والمرتزقة.
وبالنسبة للوضع في المحافظات التي يسيطر عليها الجيش واللجان الشعبية فإن كل ما حدث أو سيحدث لا يعدو كونه محاولات يائسة وبائسة وأوراق يحاول من خلالها المعتدي خلخلة الجبهة الداخلية وتسويق الأمر إعلاميا كنصر يحسب له.
صمود أسطوري
نحن نواجه عدواناً حقيقياً وكبيراً يقابله صمود أسطوري وثقة وثبات منقطع النظير في مقارعة هذا العدوان وإفشال مخططاته, ونكبده يومياً خسائر كبيرة في عدته وعتاده.. بل ونتوغل في حدوده وندمر قواته العسكرية بشكل يومي وبوتيرة متسارعة, ونتيجة لذلك سعى العدوان لاستخدام الورقة الاقتصادية والحصار كجزء من التكتيك الحربي, بل إن الورقة الاقتصادية أصبحت أهم أوراقه بعد فشله في الميدان, ويهدف من وراء ذلك الحصول على تسوية سياسية حسب هواه, ولكن هيهات له ذلك مع هذا الصمود الشعبي الذي أذهل العالم.
بدوره الأستاذ/ محمد طاهر أنعم – عضو الهيئة العليا لحزب الرشاد – استهل حديثه مثمناً دور القيادة السياسية ووصفه بالجيد جداً وقال: بالنسبة لموقف وعمل القيادة السياسية من العدوان إيجابي وجيد جداً, نحن كنا نطالب من أول يوم من ارتماء الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور وبعض أعضاء حكومته في أحضان العدوان, كنا نطالب بتشكيل حكومة في الداخل لتسيير الأمر وعدم البقاء في فراغ سياسي ودستوري وهذا ما تم, واعتبر ذلك خطوة ايجابية – تشكيل مجلس سياسي ومن ثم حكومة وهيئات حكومية والانطلاق في دولة مستقلة خارجة من تأثير وسيطرة العدوان واعتبر هذا ايجابي جداً, وحكومة الإنقاذ ليس بها شيء سلبي ولكن عملها مقبول بشكل عام.
وعن الدور الشعبي في وأد المؤامرات قال: الشعب اليمني له دور كبير جداً في الصبر على العدوان ومقاومة جميع المؤامرات وهي مؤامرات كثيرة جداً ومتعددة, مؤامرات في الجانب العسكري وهي أكبر المؤامرات, محاولة تدمير البنية التحتية, قتل اليمنيين واستهداف رموزهم وطرقاتهم ومساكنهم ومستشفياتهم ومدنهم وقراهم, وكذلك كانت من مؤامرات العدوان المؤامرة الاقتصادية ومحاولة حصار الشعب اليمني ومنع دخول المنتجات الغذائية والأدوية وغيره, وكذلك التأمر على البنك المركزي ونقله ومحاولة تخريب العملة, هناك مؤامرة سياسية بالحصار السياسي والدبلوماسي على الحكومة اليمنية وعدم مشاركتها في الأمم المتحدة والجامعة العربية وغيرها, هذا جزء من مؤامرات العدوان إضافة إلى محاولتهم خلق فتنة داخلية.
استحالة النصر العسكري
ما زال العدوان مستمراً حتى بعد أن وصل إلى قانعة تامة باستحالة النصر العسكري في اليمن وأصبحت حتى الأمم المتحدة والدول المختلفة الخارجية بريطانيا روسيا الولايات المتحدة والصين وفرنسا الجميع يقول إنه لا يمكن تحقيق نصر عسكري وحسم, توجه العدوان إلى المؤامرات الاقتصادية والحصار ونشر الشائعات والفتنة وغيرها من الأشياء في محاولة لإضعاف الشعب اليمني وإجبار الشعب على الاستسلام, لكن هذا الأمر مستبعد إن شاء الله, وما تزال الذاكرة الجمعية اليمنية ذاكرة مقاومة ذاكرة تحدٍ ورفض للاستسلام والانبطاح أمام السعوديين وخاصة جاءت هذه الأيام مناسبة ترحيل المغتربين اليمنيين من السعودية لتزيد اليمنيين إصراراً على التحدي والمقاومة وسننتصر بإذن الله تعالى.
أهم الحلقات التآمرية
ويختم الأستاذ محمد طاهر أنعم حديثه باستعراض بعض المحطات الهامة التي حاول العدوان فيها إرادة الشعب اليمني بالقول: المحطات كثيرة التي حاول فيها العدوان كسر الإرادة اليمنية ابتداءً من الحصار السياسي بعد ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر ثم التدخل العسكري المباشر في 26 مارس 2015م وهي أهم وأقوى الحلقات التي لا تزال مستمرة حتى الآن, ولكن صمد الشعب اليمني صموداً كبيرا بحمد الله ثلاث سنوات كاملة, وسيستمر في الصمود إن شاء الله حتى تحقيق النصر, كذلك الحصار الاقتصادي – نقل البنك المركزي التلاعب بالعملة إيقاف رواتب الموظفين في الدولة, هذه كانت من محطات العدوان الكثيرة, وأيضاً ومحاولة إثارة الفتنة الداخلية وفكفكة المجتمع اليمني والقوى السياسية من الداخل.
عازمون على الصمود
أما الأستاذ/ فاروق مطهر الروحاني الأمين العام المساعد لحزب الحرية التنموي فقد بدأ حديثه باستحضار ذكرى العدوان ومشارفته على الدخول في العام الرابع وقال: وشعبنا اليمني العظيم قيادة وجيشاً ولجاناً ومختلف شرائح المجتمع يتهيأون لإحياء الذكرى الثالثة من الصمود والتضحية في وجه قوى تحالف العدوان والغزو السعودي الأمريكي الإماراتي البريطاني وأذنابهم, ليقول للعالم بأنه عازم ومصر على مواصلة الصمود وتحقيق النصر لقضيته العادلة.
وهُنا وفي هذه الذكرى لا يفوتنا أن نستحضر ما تعرضت له البلاد وما زالت من الأزمات السياسية والاقتصادية التي مرت بها, وموقف ودور القيادة السياسية منها خلال فترة العدوان وإلى اليوم وكيف تعاملوا معها فإننا وفي ما يخص الملف السياسي وما أراد العدوان تمريره من مخططات, وبالرغم من أن هذا الملف ليس بالجديد وليس وليداً للحظة أو لبداية العدوان المباشر نقول بأن القيادة السياسية قد نجحت في التعامل مع كل تحدياته.
ويستطرد فاروق الروحاني ويقول.. اليمن ليس بمعزل عن ما يحدث في المنطقة والعالم, فهذه الأزمات مرتبطة بأجندة العدوان وتغذيها التركة الضخمة من السياسات الخاطئة والمتراكمة التي تعود لعقود من السياسات الخاطئة التي كانت سبباً في وصول البلاد إلى ما وصلت إليه, من أحداث ثورات 2011م, وإلى ما قبل ثورة الـ21 من سبتمبر المجيدة, وهذا ما يرفضه طيف واسع من شعبنا ولذا خرجوا في ثورة الـ21 من سبتمبر ليعلنوا رفضهم لتلك السياسات والوصاية والارتهان ورفض تحويل اليمن إلى كنتونات تحت مسمى الأقاليم.
المزاج الشعبي وحنكة القيادة
بسبب كل ذلك انزعجت قوى الطغيان والاستعمار من هذا المزاج الذي لم تعمل حساباً له, فلجأت إلى التصعيد واختلاق أزمات سياسية جديد إضافية بهدف خلق صراع بين الفرقاء السياسيين على الساحة السياسية, وهنا كان للقيادة الحكيمة ممثلة بقائد الثورة والقيادة السياسية الوطنية الدور البارز في إفشال ذلك المخطط, هذا الأمر أزعج وخلط أوراق قوى الهيمنة ودفعها إلى تشكيل تحالف عدواني تحت قيادة سعودية, وتم الإعلان عن بداية عدوانهم العسكري المباشر من واشنطن في السادس والعشرين من مارس 2015م.
إنجاز نوعي
استغلت دول الاستكبار والهيمنة الظروف السيئة التي كانت تمر بها اليمن.. حيث كانت البلاد في وضع غير مستقر وتواجه أزمة سياسية داخلية جعلت من الصعب على اللجنة الثورية أن تحقق أي انتصار أو مكاسب على كل الأصعدة وفي مختلف المجالات, ولمواجهة كل ذلك كان لابد للجنة الثورية أن تجد حلاً لذلك, فبذلت ما بوسعها حتى تسنى لها الأمر واستطاعت أن تحقق الإنجاز النوعي الذي تجسد في احتواء الأزمة السياسية الداخلية والوصول إلى الإعلان عن تشكيل المجلس السياسي الأعلى والذي على إثره قام رئيس الثورية العليا بتسليم السلطة للمجلس السياسي الأعلى بكل سلاسة وسلمية قل نظيرها.
كل ذلك وما تبعه من إعلان المجلس السياسي الأعلى عن تشكيل حكومة الإنقاذ شكل ضربات متوالية كان للثورية العليا فيها دور كبير إلى جانب المجلس السياسي الأعلى، هذا النجاح أزعج العدوان, ونتج عنه ردود أفعال عقابية مست كل الشعب اليمني تمثلت حيث قامت دول تحالف العدوان بافتعال الأزمات السياسية ولاقتصادية كـ (نقل البنك المركزي والاستيلاء على إيرادات ومقدرات البلاد ومنع المرتبات وإغلاق مطار صنعاء وميناء الحديدة) وغيرها من الجرائم والانتهاكات بغية إفشال عمل القيادة الجديدة.
ويضيف.. استخدم العدوان الورقة الاقتصادية, وأوعز لأدواته في الداخل بخلخلة الصف الوطني وعرقلة أعمال المجلس السياسي وحكومة الإنقاذ التي لم تقدم شيئاً يذكر إلى أن وصلت الأمور إلى أفق مسدود فكان من اللازم عمل شيء من أجل الحفاظ على وحدة الصف بين القوى الوطنية, ومعالجة الاختلافات التي أوصلت إلى التصادم في ما يعرف بأحداث ديسمبر للعام الماضي.
وأد الفتنة وتطبيع الأوضاع
تم وأد الفتنة, ومن يومها والى اليوم نرى تحركات جادة وملموسة للقيادة السياسية ممثلة بالرئيس الصماد تصب في تعزيز عوامل الصمود وتلاحم الصف الوطني وتطبيع الوضع العام مع مختلف القوى والمكونات الوطنية..
اليوم الورقة الاقتصادية هي ما يراهن عليها العدوان في إنجاح مخططاته بعد أن فشل سياسياً وعسكرياً وعلى مختلف الأصعدة, وعلى الحكومة أن تلبي تطلعات الشعب وأن لا تنتظر نزول الحلول من السماء.
مفتعلة ويديرها العدوان
محمد أحمد البشيري – الأمين العام المساعد لحزب السلام الاجتماعي – فقد توسع في استعراض المشهد اليمني وصمود الشعب الذي وصفة بالأسطوري واستهل حديثه عن الحصار وغايات العدوان منه وقال: لا شك أن الأزمات المتلاحقة مفتعلة ويديرها العدوان, في إطار عدوانه المتواصل على الشعب اليمني وما الحصار الشامل إلا أحد أوجه هذا العدوان البربري ومن اشد وأقذر أوجه هذا العدوان هذا الحصار الذي انتهك كل مواثيق وقوانين الحرب, وعمل إجرامي يدل على نواياهم السيئة وحقدهم الكبير على اليمن وشعبه, وما يقومون به حرب إبادة متنوعة بهدف كسر الإرادة الصلبة للشعب اليمني الذي أذاقهم المر.
يستعرض البشيري بعض المؤشرات ويجزم قائلاً: سيفشل العدوان وسيرتد على الأنظمة الخليجية التي ظلمت جيرانها وأرادت أن يبقوا تابعا لها, سينتصر اليمن لأنه صاحب حق وقضية سامية, وكمؤشرات على هزيمتهم لجوئهم إلى حرب التجويع وارتكاب المجازر بحق المدنيين وتدمير البنى الاقتصادية المدنية واستهداف كل الأعيان المدنية وذات الطابع الإنساني, وما تعيشه المناطق التي تحت سيطرتهم من وضع متدهور في كل شيء, وما يقابل ذلك من أمن واستقرار في المناطق التي يسيطر عليها الجيش واللجان الشعبية.
النظام السعودي يعيش أزمة كبيرة نتيجة خوفه من الفشل والهزيمة ولذا اتخذ عدة قرارات مجحفة بحق المغتربين اليمنيين وضيق على المغتربين ممن لا يزالون يعملون في المملكة.
دور كبير, ونطالب بالمزيد
البشيري وفي تقييمه لدور القيادة السياسة قال: لا شك أن للمجلس السياسي وحكومة الإنقاذ والمعززة بشرعية مجلس النواب دوراً كبيراً في الصمود والتحدي في وجه العدوان ومطلوب المزيد من العمل للتخفيف من حدة وأثر الأزمات المتلاحقة التي يسعى العدو ومرتزقته من خلالها لتقويض وهدم التلاحم والتماسك في الجبهة الداخلية لأن أوضاع الناس صعبة واستمرار مثل هذه الأزمات سيزيد من أعبائهم المثقلة بالكثير من الضغوط الحياتية.
أماني وتدمير ممنهج
يستذكر البشيري الفترة المنصرمة من العدوان ويقول: لا يزال العدو يمني نفسه بالنصر على الشعب اليمني, وما يمارسه من تدمير ممنهج لكل شيء يراد منه أبقاء الأثر السيئ على الواقع اليمني لعقود من الزمن, حصار بري وجوي وبحري حرب اقتصادية همجية لم تراع حتى أبسط الحقوق الإنسانية المتمثلة في حرمة مقومات الحياة والعيش بسلام.
صمود اسطوري
يعقد البشيري مقارنة سريعة بين مقومات العسكرية والاقتصادية التي اغتر بها العدوان وبين التسليح البسيط الذي يمتلكه الجيش واللجان الشعبية اليمنية ويقول: عدوان همجي متواصل يقابله دفاع وصمود يمني أسطوري, مواجهة غير متكافئة يعتد فيها العدو بترسانته العسكرية ونفوذه السياسي والدبلوماسي وثروته المالية, في مواجهة خصم محاصر ندر مناصريه ويفتقر إلى التسليح المكافئ ولكنه يمتلك ما يفتقر إليه العدو من مقومات الدفاع التي لا تشترى بالمال ولا يحصل عليها بالعلاقات الدبلوماسية والتحالفات, مقومات بسيطة ولكن أثرها وفعلها يفوق العدة والعتاد, – الإيمان – الشجاعة – الصبر الاحتساب القضية – هذه هي مقومات صمود المقاتل اليمني وعدته وعتاده التي يمكن أجمالها بـ (الحق) الذي واجه جبروت وعتاد المعتدي الباغي.
محطات تآمرية
يعقد أحمد محمد البشيري مقارنة سريعة بين أخلاقيات العدوان ومرتزقتهم وبين القيادة الوطنية ويقول: نقل للبنك المركزي اليمني إلى عدن وما نتج عنه إضافة إلى الاستيلاء على المال العام ومنه المليارات التي طبعت في روسيا فضلا عن الاستيلاء على موارد البلاد الجمركية من المنافذ البرية والبحرية والجوية التي ترفد الخزينة العامة وكذلك عائدان النفط والغاز وغيره, كل ذلك ومع التزام هادي وحكومته للمجتمع الدولي ولصندوق النقد والبنك الدولي بصرف رواتب الموظفين إلا أنهم لم يفوا بما التزموا به, وبكل وقاحة لا زالوا يقولون أنهم الشرعية, ويتهمون غيرهم بالانقلابيين.
أولئك الذين يسمونهم بالانقلابيين وحين كان البنك المركزي في صنعاء وتحت سلطتهم استمر البنك في أداء وجابه بحيادية وظل يصرف مرتبات الناس في جميع المناطق حتى التي خارج سلطته لما يقارب العاميين دون تميز, وفي ظل العدوان والقصف لما يقارب الـ٤٠٠ يوم من بداية العدوان والحصار.
جهود جبارة وحكومة غائبة..؟!
عبدالله الحنبصي – رئيس تحرير شهارة نت.. ربط بين تركة الفساد والعادات والتقاليد والفساد المالي والإداري والصراع الحزبي وما استجد من العدوان على اليمن وقال: تقييمي لأداء القيادة السياسية أكثر من جيد كون اليمن تعيش حالة استثنائية نتيجة الصراع الداخلي مع المرتزقة والخارجي مع تحالف عربي ودولي تقوده السعودية بغية إركاع الشعب اليمني.
القيادة السياسية تحملت على عاتقها طيلة السنوات الماضية من العدوان الكثير من القضايا والمشاكل التي ظهرت بسبب العدوان, أو بسبب العادات والمفاهيم التي كانت سائدة في اليمن ومنها على سبيل المثال الفساد المالي والإداري وكذا حالة الصراع السياسي خاصة بين الأحزاب.
وقد بذل المجلس السياسي جهوداً جبارة لرأب الصدع بين الفرقاء كما هو الحال بين المؤتمر والأنصار, وواجه تحدياً كبيراً في ظل وجود طابور خامس يحاول تغذية الخلافات والنعرات .. والأهم من ذلك اهتمام القيادة السياسية بالجبهات وتعزيزها بالمال والرجال فضلا عن تحركاتها الدبلوماسية في ظل التآمر الأممي لولد الشيخ والضغوط الدولية التي كانت ولازالت تمارس عليها.
وبخلاف حكومة الإنقاذ, فقد اهتمت القيادة السياسية كذلك بالجوانب الاقتصادية ومحاولات ضعفاء النفوس لخلق الأزمات.. حيث أعطى المجلس السياسي هذا الجانب اهتماماً كبيراً خصوصا في ظل عجز وفشل حكومة الإنقاذ الذي يفترض أن تكون هي المبادرة للاهتمام بهذا الجانب بما يمكن المجلس السياسي من الاهتمام بالقضايا الأخرى.
بالمختصر أقول إن المجلس السياسي نجح بشكل كبير في التعاطي مع أغلب الأزمات والتحديات بينما فشلت الحكومة في ذلك باستثناء وزارتي الدفاع والداخلية اللتين أثبتتا نجاحهما.
تعامل بمسؤولية
أما الشعب اليمني فقد ضرب أرقام قياسية في الصمود وتعامل مع التحديات بكل مسؤولية فقد ساند الجبهات بالمال والرجال كما قام بدور المنظمات الإنسانية بتسيير مئات القوافل الغذائية للمناطق المنكوبة والتي شهدت بعضها حالات مجاعة..
كما وقف الشعب إلى جوار القيادة السياسية في حفظ الأمن والاستقرار والتعاطي بحكمة مع أزمة الرواتب والمشتقات النفطية.
أما أبرز المحاولات للعدوان فهي كثيرة ومتعددة الجوانب, فقد حاول خلق صراع سياسي ومذهبي ومناطقي, كما حاول اختلاق أزمات اقتصادية بمساعدة الأمم المتحدة ومجلس الأمن من خلال فرض الحصار ونقل البنك وإغلاق ميناء الحديدة ومطار صنعاء.
قائد الثورة ونجاحات القيادة السياسية
أما الخبير في إدارة المشروعات والإدارة المالية – حسن محمد الحيفي وعن تقييمه لأداء القيادة السياسية فيقول: استطاعت القيادة السياسية بزعامة قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي والقيادة التنفيذية برئاسة الأستاذ صالح الصماد، رئيس المجلس السياسي الأعلى، والقائد الأعلى للقوات المسلحة، استطاعت أن تحشد كل القوى الوطنية المخلصة للوطن والحريصة على المحافظة على استقلاله وسيادة الدولة على الأراضي التي يسكن فيها ٨٠ ٪ من الشعب اليمني، وكذلك أن تحشد الموارد العسكرية والاقتصادية المتاحة واستغلالها الاستغلال الأمثل حتى تمكن الجيش واللجان الشعبية من تجميد العدو من أي تقدم نحو أكبر مدن الجمهورية, كما استطاعت القيادة المحافظة على سلامة وأمن المواطنين من العمليات الإرهابية والاغتيالات السياسية، والقضاء على كل المؤامرات التي يحيكها الطابور الخامس بسرعة وبأقل كلفة بشرية ومادية.
وتحدث عن دور وصمود الشعب اليمني وقال: الشعب اليمني بلا شك هو صمام أمان نجاح هذا التصدي للعدوان ولاشك أنه قد قدم الآلاف من أبناءه في كل الجبهات من الشباب المجاهدين في الجيش واللجان الشعبية والمال والسلاح والمواد التموينية لرفد الجبهات وقدمها بسخاء مدركا ما تعني هذه المعركة المصيرية لحرية واستقلال وطننا العزيز. .
ويردف الحيفي مستعرضاً لأهم محاولات العدوان ومرتزقته لتركيع الشعب اليمني ويقول: لقد حاول العدوان تركيع الشعب اليمني عن طريق مرتزقته الذين باعوا أنفسهم رخيصة للقتال مع التحالف بمبالغ زهيدة مستغلا حالة الفقر وخاصة المجندون في المناطق الجنوبية, استيلاء المرتزقة على سيولة البنك المركزي وامتناعهم عن دفع المرتبات, إضافة إلى ونهب مئات المليارات من العملة التي طبعها البنك في الخارج.
لقد استطاع العدوان أن يجند بعض العناصر التي كانت تدعي الوطنية لتثير فتنة وبحمد الله تم القضاء على الفتنة في بضعة أيام ولله الحمد, أضف إلى ذلك الأعمال الاستخباراية التي منها وضع الشرائح والإبلاغ عن إحداثيات تؤدي إلى قتل أكبر عدد من المواطنين المدنيين وتدمير البنية التحتية من قبل طيران العدو.
استعرض الخبير الإداري والمالي – حسن الحيفي رهان العدوان على الأزمات السياسية والاقتصادية, ومؤشرات ذلك وقال: أكبر التحديات في مواجهة العدوان تتركز في الجانب الاقتصادي والإنساني, وبالرغم من محدودية الموارد، ما زالت هناك محاولة جادة لصرف ما يمكن من المرتبات للمتقاعدين والمدرسين والكادر الطبي، شحة الإيرادات المتاحة, كما أن هناك مؤامرات لمنع وصول الغاز والمشتقات النفطية ومحاولات لإعاقة الخدمات كالاتصالات والكهرباء، الخ, مع ذلك فشلت كل هذه المحاولات بفضل الصبر والإصرار من قبل الشعب الذي لم يبخل في تقديم الغالي والرخيص من أجل الحرية والكرامة.