المواطن اليمني شريك أساسي في صناعة النصر

في ذكرى 3 أعوام من الصمود والثبات:

المحامي/ عبدالوهاب الخيل
سنتحدث قليلاً عن تاريخ 26 مارس والذي كانت بدايته في عام 2015 م وهو تاريخ بداية العدوان على اليمن، الذي قادته قوى الاستكبار العالمي بقيادة أمريكا وإسرائيل وحملت مهمة التنفيذ والظهور فيه مملكة آل سعود ودويلة الإمارات بحلف دولي يضم معظم دول العالم فيه بمبرر إعادة شرعية الفارين إلى الرياض ضد من أسموهم في مصطلحاتهم بالانقلابيين.
كانت أول مهمة نفذتها تلك القوى الباغية ارتكاب مجزرة بشعة ومروعة في منطقة بني حوات بالعاصمة اليمنية صنعاء، تحركت طائراتهم الحربية لترمي الصواريخ الأمريكية على منازل المواطنين في منطقة سكنية مكتضة ليسقط على إثرها مدنيون جلهم من الاطفال والنساء الآمنين في منازلهم ، سقطت أقنعة المعتدين وكشفوا قبح مشروعهم وكذب ذريعتهم وحقيقة أهدافهم وأجندتهم من أول عملية بأنهم أعداء للمواطن اليمني الذي يروا وجوب قتله وفقاً لفتاوى علمائهم الوهابيين ،فكيف يستهدف شعب وهو مصدر الشرعية في كل دساتير العالم والقوانين والمواثيق الدولية!!.
أما الانقلاب الذي تحدثوا عنه وبموجبه اسموا القوى الوطنية والشعب اليمني بالانقلابيين فهو وهمي وغير موجود حيث أن تعريف الانقلاب العسكري هو *”تغيير نظام الحكم السائد في البلاد عن طريق إطاحة الجيش بالحاكم سواء كان حاكماً مدنياً أم حاكماً عسكرياً، ليتولى القائد العام للجيش الحكم لتحقيق هدف ما ربما يرتبط بتحقيق العدل والمساواة، أو ربما مجرد طمعاً في الحكم”* فأين هذا الانقلاب الم يتقدم الخائن هادي باستقالته ثم فر إلى جنوب اليمن، وفي ذات الوقت قدم رئيس الحكومة آنذاك استقالته أيضا في مؤامرة مع القوى التي كانت ترتب لإحداث فراغ دستوري في البلاد ولم تنجح خطتهم، وكان المندوب الاممي بنعمر يقود حواراً وطنياً كاد أن يتوصل إلى اتفاق تام بين كل القوى بما فيها قوى الأحزاب الخائنة أجهضه العدوان فأين هو الانقلاب المزعوم؟!!
ومن الساعات الأولى للعدوان وحتى التاريخ اي طيلة الثلاث السنوات الماضية وقوى العدوان مستمرة في تدمير البنية التحتية في اليمن فاستهدفت المستشفيات والمدارس والمصانع والطرق والجسور والسدود وآبار المياه وفرضت حصاراً جائراً ضد الشعب اليمني ونقلت البنك المركزي من صنعاء إلى عدن ترتب عليه انقطاع المرتبات عن موظفي الدولة ادخلت ما يزيد على 22 مليون مواطن يمني ان لم يكن الشعب اليمني بأكمله في أزمة اقتصادية وإنسانية حادة وخطرة جداً اعترفت بها منظمة الأمم المتحدة بعدة بيانات صادرة منها رغم تواطئها مع تلك القوى الباغية والمجرمة التي انتهكت كل القوانين الدولية والإنسانية، كما جلبت تلك القوى إلى اليمن تنظيمات وجماعات مصنفة دوليا بأنها إرهابية وكانت تلك القوى إلى وقت قريب تزعم أنها تشن حروباً ضدها لمكافحة الإرهاب، وجلبت شركات للمرتزقة مثل بلاك ووتر الأمريكية وغيرها التي تجمع مرتزقة مجرمين من كل دول العالم ليكونوا ضمن صفوفها لقتل اليمنيين.
كان كل ذلك الحقد لأن الشعب اليمني وهو مصدر الشرعية الوحيد قد تحرك في ثورة 21 من سبتمبر ضد الطغاة والمستكبرين والمفسدين وقطع يد التدخل الخارجي في الشأن اليمني وأوقف السفير الأمريكي عند حده فأخذوا سفاراتهم وغادروا من صنعاء ولهذا حقدوا على المواطن اليمني وأسموه بالانقلابي واتهموه بالعمالة مع إيران ليوهموا الشعوب الأخرى ان المواطن اليمني مايزال خاضعاً لقوى أجنبية ليخفوا حقيقة الحرية اليمنية كي لا يكون المواطن اليمني قدوة لغيره من الشعوب التواقة للحرية والتخلص من الهيمنة الأمريكية والأجنبية ولذلك تعاملوا مع اليمنيين بحقد شديد وارتكبوا في حقه جرائم إبادة جماعية.
ومع ذلك ورغم المعاناة إلا ان المواطن اليمني خلال فترة العدوان قد اعتبرها فترة تأهيل وتطوير للقدرات اليمنية، وظل ثابتاً صامداً عزيزاً كريماً لم يخضع او يذل بل أعاد تنمية القدرات وأعاد العمل المؤسسي للعمل وبوتيرة عالية حتى عادت الحياة طبيعية، وطور الصناعات العسكرية التي أذهلت العالم وجعلتهم حائرين أمامها ومبدين قلقهم منها خاصة وأنها قد نجحت في استهداف مكامن الوجع لدى العدو ووصلت الصواريخ اليمنية إلى عاصمة آل سعود الرياض والى ماهو ابعد من الرياض ووصلت إلى ابو ظبي الإماراتية، واستهدفت بوارجهم الحربية الضخمة في المياه اليمنية، وتمكن المقاتل اليمني من إسقاط طائراتهم الحربية والاباتشي بعدد كبير، وتدمير دباباتهم ومدرعاتهم التي تعتبر فخر صناعات أمريكا وبريطانيا، وسيطر المقاتل اليمني على مواقع عسكرية بداخل العمق السعودي والتي هي أراضي يمنية، واستمر التعليم، وتساقطت كل أوراق الخيانة والمؤامرات التي أرادوا بها استهداف الجبهة الداخلية.
ومقابل كل ذلك تدهور الوضع الاقتصادي لمملكة آل سعود وهم يتكبدون الخسائر الباهظة في عدوانهم على اليمن ودخلوا في أزمات اقتصادية وسياسية حادة.
*ولذلك فإن المواطن اليمني قد حول ذكرى العدوان إلى ذكرى صمود وثبات وانتصار وفي هذه الذكرى نجد العدو يضرب نفسياً وتزداد فضائحه ويتأزم وضعه أمام شعوب العالم الحرة ، وفي ذكرى ثلاثة أعوام من العدوان ستكون الضربة الحاسمة والقاصمة لظهورهم عندما يخرج الشعب اليمني خروجاً عظيماً بميدان السبعين وينبغي على كل مواطن يمني أن يشارك في صناعة النصر بذلك الخروج المشرف الذي لا يليق بشعب غير الشعب اليمني أن يصنعه.*

قد يعجبك ايضا