تحقيق: ماجد السياغي
بعد مرور ثلاثة أعوام من العدوان السعودي الأمريكي على اليمن تختزل لغة الأرقام همجية القتل والتدمير والحصار الجائر في محافظة ذمار التي لا تختلف كثيراً عن سائر محافظات الجمهورية، غير ان ثلاثة أعوام بكل ما حملته من ارقام ومؤشرات عن همجية العدوان وحصاره لن تغير من ثبات وصمود أبناء ذمار وتضحياتهم العظيمة، وستظل ابجدية الثبات والصمود والتضحية أسمى الأبجديات في الحاضر والمستقبل متجاوزة لغة الأرقام وعالم المقاييس والكمية وستعيش مفرداتها خالدة في الذاكرة الوطنية ..
شهداء وجرحى
وحشية القتل التي قامت بها طائرات تحالف العدوان واستهدفت الآمنين في بيوتهم من الأطفال والنساء وكبار السن لا تختلف كثيراً في محافظة ذمار عن سائر محافظات الجمهورية .
حيث بلغ عدد الشهداء منذ أول غارة والتي كانت يوم الثلاثاء بتاريخ14 ابريل من العام 2015 م (166) شهيداً و أكثر من (300) جريح جلهم من النساء والأطفال ولعل أكثر هذه الجرائم بشاعة هي جريمة عرس سنبان التي راح ضحيتها( 43) شهيداً وأكثر من (90) جريحاً اصابة العديد منهم بالغة.
تدمير مقدرات الوطن
مبانٍ حكومية لطالما انتفع الكثير من خدماتها ومؤسسات تعليمية احتضنت طموح النشء والشباب لبناء غدٍ واعد والكثير من المؤسسات العامة ذات الطابع المدني والإيرادي لم تسلم من همجية حقدٍ أرعن . حيث بلغ عدد المنشآت المدمرة التي كانت أهدافاً مباشرة لمرمى طائرات العدوان أكثر من (46) منشأة عامة حكومية أبرزها المجمعان الحكوميان بعاصمة المحافظة ومديرية عتمة ومبنى شركة النفط اليمنية واستراحة جامعة ذمار ومتحف ذمار الإقليمي ومركز الرصد الزلزالي والصالة الرياضية والإستاد الرياضي والمعهد التقني الصناعي وكلية المجتمع(الدرب) ومبنى مياه الريف ومخازن التبريد التابعة للمؤسسة الاقتصادية اليمنية في مدينة معبر والعديد من المؤسسات العامة والمنشآت التعليمية ، كما طالت غارات العدوان 10طرق عامة و8 مركبات و4 أبراج اتصالات .
الممتلكات الخاصة
ولم تسلم منازل المواطنين والممتلكات الخاصة من القصف فعدد 266 من المنازل دمرت وتضررت و17 محلاً تجارياً و8 مواتر و22 سيارة و80 رأس من المواشي و3 عنابر لمزارع الدجاج كانت تضم 98 الف دجاجة بياضه 35و ألف كرتون بيض الى جانب استهداف مصنع للمواد الغذائية ومجمع الحيدري التجاري في مدينة الشرق ناهيك عن عدد من الأراضي الزراعية في بعض مديريات المحافظة.
حصار جائر
لا تقتصر لغة الأرقام على همجية القتل والتدمير وحسب بل تمتد الى تداعيات الحصار الظالم نراها اكثر تجلياً في القطاع الصحي الذي يشهد تدهوراً واضحاً أعلنت عنه منظمة الصحة العالمية واكدته المؤشرات والأرقام الصادرة من وزارة الصحة العامة والسكان هيئة مستشفى ذمار العام لا يختلف حالها عن بقية الهيئات والمستشفيات والمرافق الصحية.
وتقدم الهيئة خدماتها الطبية لمحافظة ذمار وأجزاء مختلفة من محافظات إب والبيضاء والضالع وريمه وهذا عادة ما يتم في الظروف الطبيعية ولكن مع العدوان والحصار تحملت الهيئة أعباء الكثير من المؤسسات الصحية التي خرجت عن الخدمة على مستوى المناطق الجنوبية والشرقية بالإضافة الى مواطني المحافظات النازحة من مرضى وجرحى .
ومع هذا الضغط وفي ظل هذه الظروف أشارت تقارير هيئة المستشفىى ان مخزون الأدوية والمستلزمات الطبية يشهد انخفاضا حادا والبعض الآخر نفذ تماما وأدى لتوقف جزئي لبعض الخدمات المقدمه، ناهيك عن مغادرة العديد من الكوادر الأجنبية وهو ما خلق مزيدا من الضغوط على الكادر الوطني الذي ظل يعمل على مدى 24 ساعة.
135حالة وفاة
ووجوههم شاحبة يرسم الخوف والحزن معاً ملامحهم مستسلمين لمرض لا يعرف للرحمة عنواناً يحدوهم الحصول على جلسة غسيل كلوي علها تصارع هذا الداء الذي سلبهم قواهم .
هذا هو حال المرضى في مركز الغسيل الكلوي بهيئة مستشفى ذمار العام .
حيث أشار التقرير السنوي للهيئة لعام ٢٠١٧م الى ان وفيات مرضى الفشل الكلوي خلال الأعوام الثلاثة السابقة بلغت (١٣٥) حالة وفاة حتى السادس من نوفمبر من العام ٢٠١٧م نتيجة انعدام محاليل الغسيل الناجمة عن استمرار العدوان والحصار .
وفي هذا السياق أطلقت الهيئة العديد من نداءات الاستغاثة الى شركاء التنمية الصحية والجهات المانحة والمنظمات الدولية لإنقاذ حياة مرضى الفشل الكلوي نتيجة نفاد المواد الأساسية لجلسات الغسيل وأشارت أن مرضى الفشل الكلوي بمحافظة ذمار في تزايد مستمر على المركز باعتباره الوحيد في المحافظة ويستقبل عشرات الحالات من المحافظات المجاورة والنازحين الوافدين من محافظات اخرى .
الأكثر تأثراً
يأتي هذا في الوقت الذي بذلت فيه السلطة المحلية وهيئة المستشفى وفاعلو الخير جهوداً متواصلة لرفع الطاقة الاستيعابية للمركز الذي تم رفده بعدد (٢٠) جهازاً الا ان القدرة الاستيعابية ليست المشكلة بقدر ما يمثله انعدام محاليل الغسيل من تقلص عدد الجلسات او عدم الحصول عليها وهو ما زاد من خوف المرضى واثقل كاهلهم مع هذا المرض الذي لا يستثني احداً بما فيهم ذوي الدخل المحدود الذين يرون في هذا المركز ملاذهم الاول والأخير ..
وتظل مراكز الغسيل الكلوي من المراكز الأكثر تأثراً بتداعيات العدوان والحصار باعتبارها من المراكز الأشد إلحاحاً للأدوية والمحاليل المقترنة بجلسات نظامية دائمة لتخليص المرضى من السموم التي تجري في دمائهم ، والانتظار يحمل في لحظاته موت العديد من الحالات وتعرض الأخرى لمضاعفات كبيرة.
معاناة ونزوح
استقبلت ذمار 30 الف أسرة نازحة قدموا من محافظات عدة بواقع 197 الف نازح ونازحة يتوزعون على مختلف المديريات بحسب الإحصائيات الرسمية بالمحافظة .
وتسببت عملية النزوح في خلق الكثير من أشكال المعاناة لهذه الأسر والتي تبدأ من النقص الحاد في المواد الإغاثية والإيوائية ولا تنتهي عند متطلبات التعليم والصحة والسكن والعمل .
يأتي ذلك في الوقت الذي دعت فيه قيادة السلطة المحلية بمحافظة ذمار الأمم المتحدة ووكالاتها ومكاتبها المتخصصة إلى تقديم العون والمساعدة وتلبية الاحتياجات الطارئة للتخفيف من معاناة النازحين وتمكين المجتمع المضيف في مختلف المجالات لمواجهة أزمات النزوح الداخلي فعلى الرغم من السخاء الذي لا زال يقدمه أبناء المجتمع المحلي إلا أن مواطن الحاجة للأمن الغذائي تتزايد وآليات المواجهة المجتمعية باتت ضعيفة في ظل استمرار العدوان والحصار المتلازمين اما قدرة القائمين في ظل هذه الظروف عادة ما تكون محدودة وغير كافية .
آثار العدوان على الزراعة
يصعب العثور على مزارعين في محافظة ذمار الزراعية لا يشكون تداعيات العدوان والحصار على طول السلسلة الزراعية بدءا بالمنتجات الزراعية ومدخلاتها ومروراً بعملية التسويق والتصدير وانتهاء بآلية العرض والطلب في السوق المحلية .
فما تعرض له القطاع الزراعي من استهداف مباشر كضرب بنيته التحتية واستهداف غير مباشر كالحصار الذي تفرضه دول تحالف العدوان كان له الأثر السلبي على النشاط الزراعي .
ويؤكد المزارعون أن منتجاتهم الزراعية تراجعت بشكل كبير نتيجة ارتفاع أسعار المشتقات النفطية خاصة الديزل وارتفاع أسعار المدخلات الزراعية كالبذور والأسمدة والمبيدات وقطع الغيار إلى جانب ما أحدثه العدوان في شبكة الطرقات من أضرار بالغة كبحت آلية التسويق كل هذه العوامل ضاعفت من معاناة المزارعين وأثقلت كاهلهم وانخفضت أمامها كمية الإنتاج وقابلها صعوبة التسويق والبيع في مختلف الأسواق وتعرض العديد من المحاصيل الزراعية للتلف وخاصة المعدة للتصدير الخارجي ، ناهيك عن آثار تراجع الدخل في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة التي لا تفرح المزارع والبائع والمستهلك.
مواقف ثابتة
غير أن ثلاثة أعوام بكل ما حملته من مؤشرات وأرقام عن همجية العدوان وحصاره لم تغير من ثبات وصمود وتضحية أبناء محافظة ذمار وهو ما أكدته المسيرات الجماهيرية الحاشدة والوقفات الاحتجاجية والفعاليات والأنشطة التي شارك فيها كل أطياف المجتمع على اختلاف مشاربه حملت مضامينها الرفض المطلق للعدوان والتنديد بجرائمه على امتداد الأراضي اليمنية.
و سطر أبناء ذمار أروع ملاحم الوعي والتلاحم والالتفاف الشعبي في وجه العدوان الكوني على اليمن ترجمته اللقاءات القبيلة المعبرة عن تماسك النسيج الاجتماعي واللوحات المؤيدة والمباركة للإجماع الوطني ، وازداد حضورها يوم أعلن المجتمعون النفير والنكف القبلي في أواسطها ، اما قوافل الجود والعطاء والكرم المسنودة بالمال والعتاد والرجال فقد هبت من كل بيت دعماً لأبطال الجيش واللجان الشعبية المرابطين في جبهات العزة والكرامة .
في مشهدٍ حملت مضامينه الصمود الوطني وعكست مفرداته توحد كل أبناء الوطن الواحد الكبير.
مسيرات ووقفات
في الوقت الذي ارتكب فيه العدوان أفظع الجرائم بحق الآمنين في بيوتهم من النساء والأطفال وكبار السن وتدمير مقدرات ومكتسبات الوطن المتزامن بالحصار الجائر على الشعب اليمني ، شهدت عاصمة المحافظة وعواصم المديريات مسيرات جماهيرية حاشدة ووقفات احتجاجية ندد فيها المشاركون بجرائم العدوان السعودي الأمريكي في القتل والتدمير والحصار الظالم .
واستنكروا بشدة صمت الأمم المتحدة والمنظمات الدولية أمام ما يتعرض له اليمن وشعبه من مجازر يندى لها جبين الإنسانية ويرون أنها ما كانت لتتم لولا تخاذل المجتمع الدولي منظمات وهيئات وتفرعاتٍ ذات صلة ،مؤكدين أنّ هذه الجرائم لن تسقط بالتقادم وسيكون لها ما بعدها.
و إن الشعب بقواه الحية ورجال جيشه وأمنه البواسل سيسطرون أروع الملاحم دفاعاً عن هذا الوطن وسلمه الاجتماعيين .
فعاليات وأنشطة
وتعبيراَ عن وعي أبناء المحافظة تجاه ما يعانيه الشعب اليمني من تداعيات العدوان والحصار الظالم أقيمت العديد من الفعاليات والأنشطة في مجالات عدة . وتعد المعارض الفنية والتشكيلية احد هذه المجالات حيث نظمت المدارس والكليات معارض الفنون التشكيلية والمجسمات الفنية والكثير من معارض الصور المستمرة خلال فترة التحصيل العلمي .
عبر من خلالها الطلاب وكل الفئات التربوية والتعليمية عن مشاعرهم تجاه العدوان ووحشيته التي استهدفت بحقد مقدرات ومكتسبات الوطن وطالت ببشاعة وداعة الطفل وظرف الشباب وحكمة الكهل جراء الغارات المتواصلة على محافظات الجمهورية ، ناهيك عن تداعيات الحصار الجائر الذي يصطاد كل مقومات الحياة.
الجميل في هذه الفعاليات والأنشطة أن الصورة فيها تغني عن آلاف الكلمات لمن في الداخل والخارج ، فهي تتكلم بكل لغات العالم عن جرائم تحالف العدوان بحق أبناء الشعب اليمني ومقدراتهم .
والأجمل أيضاً من ساهم وشارك في الإعداد من الجانب الرسمي والإعلامي والحقوقي وعديد المهتمين بهذا الشأن.على اختلاف انتمائهم وتوجهاتهم مؤكدين إن ما يعيشه الوطن وأبناؤه من عدوان لن يكبح صلفه إلا الصمود والثبات والنضال المشترك.
القبيلة حضور فاعل
منذ بداية العدوان الكوني على اليمن سطرت القبيلة في ذمار أروع ملاحم الوعي والتلاحم والالتفاف الشعبي ترجمته عديد المواقف والأحداث نراها أكثر تجلياً في اللقاءات القبلية التي شهدتها وتشهدها مختلف القرى والعزل والمديريات فحلقاتها تتوسع يوماً بعد آخر وإيقاع نفيرها يعلو أكثر من أي وقت مضى ، فبقدر ما تحمله من إدانة واستنكار شديدين إزاء جرائم العدوان المتمثلة في القتل والتدمير والحصار الجائر بقدر ما تبعث برسائل متعددة مضامينها أن للقبيلة اليمنية حضورها الفاعل في صياغة الحدث وولادة الموقف الذي لا تخطئه العين .
ولم تكن ردة فعل القبائل في محافظة ذمار بإعلانها النفير العام في وجه العدوان السعودي الأمريكي واستعدادها المطلق لمواجهته بالإمكانيات المادية منها والبشرية إلا موقفاً طبيعياً عن دورا لقبيلة اليمنية التاريخي التليد والتي لطالما جعلت من الغازي والمعتدي والمحتل عظاماً بالية وقبوراً مكلسة ، واليوم تعيد إنتاج دورها الفاعل والمؤثر بتضحية لا تعرف قيود الزمن وصموداً عميقاً كالبحر وثباتاً عالياً كالنجوم .
قوافل من الرجال
ورداً على همجية العدوان وجرائمه تحرك أبناء ذمار من مختلف المخاليف قاصدين جبهات العزة والكرامة إلى جانب إخوانهم الذين يمثلون أبناء القبائل من الجيش واللجان الشعبية من مختلف المحافظات يدافعون عن الأرض والعرض متسلحين بعقيدة فريدة يسطرون أروع ملاحم التضحية والفداء ضد شذاذ الآفاق ويرسمون أجمل اللوحات التي لا تتسعها الكلمات مخلدين أمثلة ستتداولها الأجيال .
الشهيد عبد القوي الجبري
كثيرةٌ هي التضحيات التي يسطرها أبناء محافظة ذمار وما الشهيد عبد القوي الجبري الا واحداً من الذين آمنوا بحقهم في العيش بكرامة أو الموت دون ذلك ، الشهيد عبد القوي شاب عشريني من أبناء قرية عين عرة بمديرية جبل الشرق ممن آمنوا أن ما يتعرض له الوطن من مؤامرات لابد أن تعمد بالبطولات فانطلق إلى جبهات العزة والكرامة وأثناء دفاعه عن الوطن والعرض والشرف قام مرتزقة العدوان المدعومين من قوات الغزو الإماراتية بدفنه حياً وهو منتصبٌ كعمود النور .
على الدرب ماضون
حين التقينا بإهالي وذوي الشهيد الجبري قالوا لنا “هنئونا ولاتعزونا” هكذا أراد الشهيد وهكذا سنفعل، ويضيفون: سنظل أبداً ما حيينا نفتخر بكل الشهداء الذين قدموا أرواحهم لكي نبقى أعزاء شامخين وإن ذهبوا عن أعيننا لن تذهب قضية الوطن وعشق الأرض .
أمّا شباب قرية الشهيد الجبري فقد قالوا لنا نحن على خطى الشهيد ماضون وسنصون دماء الشهداء الطاهرة الزكية بمتابعة المسيرة ملتحقين بركبهم فكلنا مشاريع شهادة وبها ومن خلالها سيحقق الله النصر وسيعود الوطن أقوى مما هو عليه مهما أوغل العدوان ومرتزقته في الإجرام بحق اليمن أرضاً وشعباً ومقدرات .
أما أبناء المجتمع المحلي فيرون أن الشهيد عبد القوي لم يمت وإن مات بنظر المعتدين والغزاة والمرتزقة لم ينكسر فقد سطر بشموخه أروع المواقف التي لا تلبس الحبر ثوباً ولا تتخذ الورق مسكنا. ويرون إن اسم الشهيد الجبري عمّ أرجاء البلاد أمّا عزته وكرامته فهي تبعث القوة وتعزز من مقومات التحدي والثبات في وجه فراعنة العصر.
مواقف الشرف والبطولة
ولم تتوقف التضحية عند بذل النفس وحسب بل والمال أيضاً فقوافل الجود والعطاء والكرم هبت من كل بيت متجاوزة كوابح الحصار الأمامية والخلفية وهمجية العدوان التي طالت المنشآت ذات الأوعية الإيرادية ظناً منه انه سيجفف منابع هذه الأرض المكسية بثوب العطاء .
فالقرى والعزل والمديريات يتسابق أبناؤها على من يعطي في وقت أسرع ويجود بشكل اكبر بقوافل العطاء والكرم المسنودة بالمواد الغذائية والأموال والمواشي دعماً لأبطال الجيش واللجان الشعبية المرابطين في ساحات الشرف والبطولة . معتبرين أنها قليلة في حق من دعاهم الوطن فأجابوه باذلين أرواحهم رخيصة من أجل أن نعيش بعزة وكرامة .
حصن منيع
وبفعل الوعي المتنامي شكل أبناء المجتمع المحلي حصناً منيعاً لإفشال مخططات العدو الرامية إلى خلق الاضطرابات وهدم المعنويات وتفكيك النسيج الاجتماعي . رأيناها في مفاعيل الاجتماعات واللقاءات الموسعة التي ضمت قيادة المحافظة وقادة الرأي والتأثير التي أكدت أهمية تعزيز الأمن والسكينة العامة التي تنعم بها المحافظة وتأييد ومباركة الإجماع الوطني وتفويت الفرصة على أعداء الوطن بتعميق وحدة النسيج الاجتماعي وتماسك الجبهة الداخلية التي لطالما راهن عليها العدو ولازال يراهن بعد أن فشل في كل رهاناته غير انه مهما أمعن لا ولن يكتب له النجاح وهو ما أكدته المواقف والأحداث التي شهدتها المحافظة في مشهد يعكس واحدية الهدف والمصير الواحد والنضال المشترك في وجه العدوان وجرائمه .
تكافل وتراحم
وأخذ الوعي لأبناء ذمار أشكالاً وقوالب متعددة منها صور التكافل وتعزيز قيم التراحم فذمار التي استقبلت مديرياتها أكثر من 197 ألف نازح شتتهم العدوان وجمعتهم المعاناة مد لهم أبناء المجتمع المحلي يد العون والمساعدة وشاركوهم المسكن ولقمة العيش رغم الظروف الاقتصادية الصعبة ومنهم من استقبل في منزله المتواضع 6 أسر يبلغ قوامها 45 نسمة ، وتنامت المبادرات الفردية وأعمال الخير لتمتد إلى إقامة المخيمات الطبية المجانية ودعم مرضى الفشل الكلوي بالكثير من جلسات الغسيل للتخفيف من معاناتهم في ظل استمرار العدوان والحصار المتلازمين.
استمرار التعليم
ولكي تكتمل مضامين الصورة شكل أبناء ذمار كتلة متجانسة في وجه العدوان نراها في استمرار التعليم ومتابعة التحصيل العلمي فرغم صلف العدوان لن يثني أكثر من 500 ألف طالب وطالبة للمرحلتين الأساسية والثانوية من التقدم لامتحانات الفصل الدراسي الأول من العام الحالي ناهيك عن أكثر من 13 ألف طالب وطالبة في المستويات الجامعية احتضنتهم قاعات الامتحانات للدراسة والامتحانات وبرغم تأخر صرف المرتبات إلا إن كل منتسبي العملية التعليمة اثبتوا أن الصمود عنوانهم الوطني وخيارهم الحتمي متسلحين بجواز التعليم للسفر إلى المستقبل يحدوهم زينة التعليم في الرخاء وملاذه في الشدة .
تفعيل دور الخدمات
وكما هو معلوم أن الأوضاع التي أفرزها العدوان السعودي الأمريكي المتزامن بحصار جائر انعكس سلباً على كل مقومات الحياة ، و لتجاوز هذه التحديات صدرت توجيهات المجلس السياسي الأعلى ممثلة في الأخ الرئيس صالح الصماد لتفعيل دور الخدمات في مختلف المجالات وتعزيز العمل الإداري ومتابعة تحصيل الإيرادات و رفد مختلف الجبهات بالمال والعتاد والرجال دفاعا عن الوطن وعزة وكرامة أبنائه .
ومن اجل ذلك تقوم قيادة المحافظة بدور وعمل وجهد استثنائي لمواجهة كافة التحديات التي فرضها العدوان واتخذت العديد من المعالجات والإجراءات الرامية إلى تخفيف معاناة المواطنين وخاصة قطاع الخدمات المرتبط ارتباطاً وثيقاً بحياتهم . وخرجت الاجتماعات مع المكتب التنفيذي والمجلس المحلي وهيئته الإدارية واللجنة الأمنية والإدارات العامة بعدد من القرارات الهادفة إلى تعزيز العمل الإداري من خلال رفع تقارير الأداء وإعداد التقارير والخطط و تفعيل دور الأجهزة الرقابية لتنمية الإيرادات ورفع كفاءة تحصيل كافة الأوعية الإيرادية وتفعيل النزول الميداني لأجهزة الرقابة للاطلاع على مستوى الأداء في جميع الوحدات الإدارية بمركز المحافظة والمديريات ومواكبة الأساليب الحديثة في مختلف القطاعات والاستفادة من الكوادر الإدارية للتغلب على التحديات التي فرضها العدوان والحصار.
حملة التجنيد الطوعي
ويرى أبناء محافظة ذمار ان أبناء الوطن هم المعنيون بالذود عن وطنهم مؤكدين ان اليمن قوية بأبنائها المحبين لها والمستعدين للتضحية للدفاع عنها . واليوم يتقاطر أبناء ذمار من مختلف القرى والعزل والمديريات للتسجيل في حملة التجنيد الطوعي التي دعت اليها وزارة الدفاع والالتحاق بصفوف القوات المسلحة التي يرونها بداية مرحلة جديدة من مواجهة العدوان السعودي الأمريكي لنيل شرف المشاركة في معركة التحرير ضد الغزاة والمعتدين والمرتزقة. .
النصر آت لا محالة
بات من المقطوع به يقيناً أن لغة الأرقام لهمجية العدوان في القتل والتدمير والحصار الجائر خلقت لغة خالدة أبجدية الثبات والصمود والتضحية تتجاوز لغة الأرقام وعالم المقاييس والكمية وبها ومن خلالها سيتحقق النصر الذي تصيغه دماء الشهداء وأنات الجرحى وصمود الملايين الأحرار وتضحياتهم العظيمة فالنصر آت لا محالة و للنصر عيون ترصد الأيام …
Next Post
قد يعجبك ايضا