قل لي كيف ابكيك
محمد بن علي بلفقيه
قل لي كيف ابكيك يا من تتعشق الروح لقياه . وتكتحل العين حين رؤياه . وما هذه القساوة ياقدر . وايُّ فجائع أخرى تخبيها لنا يا قضاء . وما تلك الاحزان التي أبت إلا العشعشة داخل نفوسنا وبيوتنا ولا تريد مفارقتنا ومغادرة مطرحنا . وان ارواحنا اليوم تنوحُ وبالصراخ تبوحُ للاعزاء الذين نفقدهم تباعا متقاطرين الى منازل لسنا من سكانها ولا نحن من جيرانها .
وان الغنَّاء تريم اليوم ثكلى بفقد أبنائها البارين ومستاءة مما هو حاصل بها . تتلفت يمنة ويسرة باحثة عن رجالها ان بقي فيها رجال . وتزدري وتشمئز مستقذرة من يتجول بظهرها ويطأها بأقدام نجسة قذرة لجسم يتمتع بأيدي الغدر ويخبئ روح الخيانة بين جوانحه سائلة ربها ان يطهرها من هذا الدنس الطارئ .
فها هو اليوم يترجل فارس من فرسان الصلاح والعبادة والنسك وهو الذي لا يغلق دونه باب . ولا يستره لخدمة من طلبه حجاب . انه العم البركة السيد الشريف عيدروس بن عبدالله بن علي بن سميط باعلوي وابت الأقدار إلا ان يختم عمر هذا الإنسان بالشهادة لتضاف الى رصيده من الأعمال الصالحة وهو الذي ينتظرها من زمن فاتته الى بيته ليلبي نداء بارئه بعد أن افتتح يومه بالتهجد وانهى عمره بالشهادة والتشهُّد .
ولكن لا نقول إلا ما يرضي ربنا عنا : إنا لله وإنا إليه راجعون . وحسبنا الله ونعم الوكيل .
ونعظم الأجر لكل أهله وذويه واحبابه ومحبيه ونسأله تعالى ان يحسن لهم العزاء ويلهمهم الصبر والسلوان . ويغفر لفقيد تريم والوادي والنادي . وان يخلفه في الجميع بكل خير.
ويختم بالصالحات أعمالنا واعمارنا . والحمد لله على كل حال مراً كان أو حلواً .