هل سنشهد تحولات في التسوية السياسية باليمن في ظل المبعوث الجديد؟
زين العابدين عثمان
مع اقتراب تولي المبعوث الاممي الجديد إلى اليمن مارتن غيريفث لتسلمه دفة المفاوضات السياسية التي ربما ستدور حيثياتها في العاصمة العمانية مسقط ،هناك تساؤلات كثيرة حول ماهية التحديات التي ستواجه هذا المبعوث الجديد في خضم التحولات الجيوسياسية بالمشهد اليمني خصوصا وانه سيشرف على واحد من أعقد الملفات التي تلقي بظلالها ليس على الأمن الإقليمي فحسب، بل على الأمن الدولي بالكامل، وكذلك الكارثة الإنسانية التي تعصف بالشعب اليمني طيلة ثلاثة أعوام من الحرب الهوجاء التي تقودها السعودية وحلفاؤها الإقليميون والغرب على اليمن.
فهل ياترى حان الوقت لنشهد تحولات ايجابية في ظل إدارة “مارتن” للوساطة الدولية لحل ملف العدوان على اليمن وإيقافه والحد من تفاقم الوضع الإنساني والاقتصادي الذي يعصف بأرواح 24 مليون يمني أم انه”مارتن” سيدوس في خطى اسماعيل ولد الشيخ ويسلك طريق الانحياز؟
ربما ان هذا السؤال لازال الوقت مبكرا على طرحه،لكن كأخذ بعين الاعتبار وبحيث لا تعمى أبصار الرأي الاقليمي والدولي العام على مستجدات الوضع باليمن ،يجب القول بجملة واحدة وهي الحقيقة التي تختصر جميع المساعي الأممية لحلحلة الأزمة باليمن إذ أن أي “مبعوث أممي يصدر إلى اليمن –لا يمتلك -من الصلاحية ما تمكنه من أن يمارس إعماله التوسطية بما تملي عليه خبرته أو وظيفته كونه وسيطاً دولياً لا ينظر إلى أي ملف بنظرة أحادية أو انحياز “ وهذا ما اثبتته الوساطات الأممية السابقة كنموذج ولد الشيخ مثلا.
وهذا يعود إلى أسباب مختلفة منها أن السعودية ومن في محورها لها امتياز في السطوة على قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وذلك عن طريق تهديدات الرياض بإيقاف برامج الدعم المالي هذا جانب وهناك جانب آخر يقف عائقا أمام المجال الوظيفي للأمم المتحدة وهو طغيان المصالح الإقليمية والدولية على الهيكل التنظيمي لها وبمعنى آخر إن أي تصريحات تطلقها هذه المنظمة الدولية لا ترقى بأن تكون ماكينة لإنتاج حلول حقيقية لجميع الإشكالات في أرجاء العالم وإنما هي تطلقها من منطلق رأس المال ومصالح الدول الكبرى وبالتالي هذا ما جعلها- أي الأمم المتحدة- في كل قضية اقليمية أو دولية تستدعي تدخلها للحد من التداعيات تقف عاجزة ومشلولة بالمقابل تكون آلة للمتاجرة بأرواح وقضايا شعوب المنطقة واكبر نموذج حي هو اليمن الذي يتعرض لأكبر حرب بربرية واكبر كارثة انسانية لا تخدم سوى الدول العظمى التي ترضع أموال الخليج ببيع الأسلحة لدول التحالف السعودي على اليمن دون أي حراك أممي يتدخل لايقاف شلالات الدم اليمني وبالتالي فالاتكاء أو التعويل على منظمة الأمم المتحدة من اجل أن تحقق كلمة” سلام” على الواقع يبقى صعب المنال أو التحقق.
لذا نقولها أخيرا وليس من باب إدارة ظهورنا واليأس المسبق للمرحلة المقبلة التي سيقودها المبعوث الجديد إلى اليمن: إن كانت هناك نوايا حقيقية للأمم الامتحدة بأن يتحقق السلام باليمن هو أن تقترن نواياها بنوايا السلام للدول الراعية للحرب والتي تتمثل في الرباعية الدولية (أمريكا وبريطانيا ومن تحتهما السعودية والإمارات ) أما غير هذا فجهود الأمم المتحدة ستكون أشبه بالرسم على الماء حتى ولو كنا نعلم وندرك بأن المبعوث الجديد مارتن غريفيث يمتلك ويتمتع بالخبرة والمكانة الدولية الكافية لإبرام صكوك للسلام إلا انه إذا لم يأخذ ضوء الإيعاز من هذه الدول فلن يكتب له النجاح مهما كانت قناعته وجهوده.
وختاما ، ليس هناك شك بأن الشعب اليمني لن ينتظر حتى يستيقظ العالم من سباته الإنساني أو تتدخل الأمم المتحدة لإيقاف العدوان السعودي ولن ينتظر السلام الذي لن يأتي حتى بايعاز من الدول الراعية للحرب
فهو لديه القوة والقدرة الكافية ما تحطم أواصر هذا العدوان وتفك الحصار بشفرات الرماح والاسنه وتحت قرقعه تكسر عظام المعتدين.