أكاذيب “السيف الحاسم” ترسخ أقدام العدوان في شبوة .. الهزلية عندما تكشف بورصة العمالة
أبو بكر عبدالله
التحركات العسكرية الواسعة التي شنها تحالف العدوان السعودي الإماراتي مؤخرا في إطار محاولاته المحمومة إحراز تقدم ميداني في الجبهات الاستراتيجية دعما لمخططاته في الأمم المتحدة ومجلس الأمن تكللت في اليومين الماضيين بانتكاسة كبرى تكبدها العدو ومرتزقته في جبهات نهم ومأرب وتعز إلا أن صناعة العمالة والارتزاق أفضت إلى مشهد معاكس في الجنوب بإنهاء العدو الإماراتي أولى خطوات السيطرة السياسية والعسكرية على محافظة شبوة.
مديرية الصعيد بمحافظة شبوة كانت أمس مسرحا لسيناريو مثير للسخرية برز إلى الواجهة في عودة هزلية للبروبغاندا الدعائية التي يخوض فيها الغازي الإماراتي بمليشياته العميلة حربا وهمية على تنظيمي “القاعدة وداعش” في ظل انكشاف كامل للقوى العميلة التي تمضي قدما في دعم مجاني لسيناريوهات هزلية تواجه بها دول العدوان التقارير الدولية التي تحملها مسؤولية انتشار وتوسع نفوذ التنظيمات الإرهابية في جنوب اليمن.
عملية السيطرة على هذه المديرية المترامية الأطراف تمت بسيناريو بالغ الوقاحة وهو ذاته الذي اعتمدته كتائب الغزو الإماراتية لدى فرضها السيطرة على محافظة حضرموت في أكثر صور العربدة التي يمارسها العدوان في بيئة خصبة للعمالة كرسها الوضع المترنح للكيانات التي أنتجها تحالف الشر خلال 3 سنوات من عدوانه الهمجي على اليمن.
كان كافيا فقط أن تبث وكالة الأنباء الإماراتية صباح أمس تقريرا مرتعشا عن بدء عملية عسكرية سموها ” السيف الحاسم” تقودها مليشيا إماراتية مدعومة من مليشيا ” النخبة الشبوانية “ضد ما سموه اوكار رئيسية لتنظيم “القاعدة” في مديرية الصعيد لتمضي ساعات قليلة فقط ويأتي بعدها الخبر الثاني ( قبل الظهر) معلنا تمكن هذه المليشيا من السيطرة على كامل المديرية ونصب حواجز التفتيش في سائر مناطقها بل والسيطرة على المرافق وفرض طوق امني على المديرية بشكل كامل.
لم تجتهد المطابخ الدعائية للعدوان ولا مطابخ المرتزقة في الجنوب لنشر أي فبركات أو أكاذيب عن سير المعارك مع مسلحي “القاعدة” وكلها توارت مكتفية بإعادة إنتاج التقارير الدعائية الصادرة عن الوكالة الإماراتية.
جميعها لعبت الدور القذر في إخفاء الهدف الحقيقي لهذه العملية بالسيطرة الناعمة للعدو على محافظة شبوة في عملية سهلة خاضتها مليشيا الغازي الإماراتي من دون بارود أو لعلعة رصاص مسنودة بالضوء الأخضر من قبائل العوالق العليا.
توقيت العملية في هذه المديرية الحيوية كان مخزيا ومربكا للفار هادي وحكومة عملاء الرياض، إذ جاء في خضم اتهامات علنية وجهها وزير النقل المعين من الفار هادي، إلى كتائب الغزو الإماراتية ومليشياتها العميلة بعد منعه من ممارسة عمله في وضع حجر أساس لمشروع في ميناء قنا بساحل شبوة، وسط حال انكشاف مروع للأطراف الضالعة بتنفيذ مخطط الغزاة بفرض السيطرة الكاملة على هذه المحافظة وتجريدها من سلطات الفار هادي وحكومته العميلة.
كثيرون ربما يجهلون هدف الغازي الإماراتي من دفع مليشياته للسيطرة على صعيد شبوة فهي تمثل رأس قبائل العوالق العليا ومشيختهم ورأس قرارها وهي كذلك مرجعيتها الرئيسية في الحرب والسلم وفق قوانين القبائل السارية هناك.
استفاد الغازي الإماراتي من تاريخ هذه المنطقة ولعل رعاته الدوليين أفادوه بالدروس التي تعلمها المستعمر البريطاني عندما جند أكثر مرتزقته من هذه المنطقة التي عرفت بحضورها القبلي الواسع وعرفت أيضا بامتلاكها أقدم المطارات المعروف باسم مطار المسحاء.
في المحصلة لم تكن هذه العملية بعيدة عن الحرب الدبلوماسية لدول العدوان في المحافل الدولية ففي كل مرة يجد تحالف العدوان السعودي الإماراتي نفسه في موضع اتهام يفقده القدرة على تسويق ذرائع “دعم الشرعية” يحرك مليشياته العميلة لخوض مسرحيات تدعي أنها تواجه تنظيم “القاعدة” ليقول للعالم أن دعمه لهذه المليشيا مبرر كونها تؤدي دورا في الحرب على الإرهاب.