*سيارات متجولة بمكبرات الصوت في الحارات بلا رقابة
الثورة/حاشد مزقر
تنتشر السلع المغشوشة بشكل غير طبيعي وتباع على سيارات تجوب الشوارع داخل الحارات وأمام الأسواق الشعبية وأسواق القات حيث شكلت ظاهرة غير طبيعية توازي بحجمها السلع السليمة والتي تباع في أماكن جيدة بسبب الظروف الاقتصادية والمعيشية لغالبية المستهلكين الناتجة بسبب العدوان على اليمن وضعف دور الرقابة، وقد تكون الكثير من هذه السلع منتهية الصلاحية أصلاً بفعل سوء التخزين والحفظ والنقل وغيرها..إلى التفاصيل:
محمد مسعود اشترى 3 علب تونة من باعة على أحد الباصات المتجولة في الحارات شجعه سعرها وبعد أن فتح العلبة فوجئ برائحتها الكريهة ولونها يدل على أنها منتهية الصلاحية.
مسعود واحد من كثيرين حدث ذلك معهم، يقول : قرأت تاريخ الإنتاج ووجدته بتاريخ يونيو 2017 والانتهاء بتاريخ يونيو 2018 أي لايزال هناك ثلاثة أشهر على انتهائها لكنني وجدت المنتج منتهياً أصلاً وعند معرفة احد جيراني أكد لي أن كل هذه البضائع ليست مضمونة وأنه تعرض لنفس عملية الغش فهي بضائع قد تكون مخزنة منذ وقت طويل وهي سليمة من حيث كتابة تاريخ الإنتاج والانتهاء إلا انها من البضائع المقاربة على الانتهاء وسعرها أقل بكثير من البضائع الأخرى.
سيارات متجولة
وليد القاضي هو الآخر اشترى بعض احتياجات أسرته من إحدى السيارات المتجولة التي تبيع بعض المواد الغذائية عبر مكبر الصوت، فوجد أن طبق البيض الذي اشتراه فاسد، كما أن التونة والقشطة مقلدة لشركات أخرى وقد أصبحت غير صالحة للاستخدام الآدمي.
يقول وليد: بعد قراءة تاريخ الإنتاج والانتهاء وجدت بأنها غير منتهية وأبلغت الجهات المختصة ولم يعملوا شيئاً لأنهم وبحسب ردهم يعرفون أن العديد من السيارات المتجولة تبيع بعض المواد الغذائية في الحارات وبأسعار منخفضة عن السلع الأصلية والمعروفة وكثير من الناس يشترون منها وكون البلد تتعرض للحصار الاقتصادي وظروف الناس أصبحت صعبة فإنهم يبحثون عن ما يناسبهم من حيث الأسعار.
تجاهل القانون
فيما يقول ماجد الرفاعي، موظف في وزارة البيئة أن “أغلب المستهلكين لايطلعون على تاريخ السلعة قبل شرائها”.. لكنه يستدرك: ليست المشكلة هنا إنما في تجاهل القانون وعدم تنفيذه والذي يلزم التجار بعدم بيع السلع التي تجاوز تاريخ إنتاجها أكثر من النصف، وأعتقد أن هناك بضائع يتم تزوير تاريخ إنتاجها وتزوير بلد المنشأ، كم سمعنا وقرأنا عن شركات تقوم بالتحذير جراء تزوير علامتها وماركتها التجارية فالأمر واضح وأرجو أن تقوم الجهات المعنية بدورها تجاه صحة وسلامة المواطن”.
أسواق القات
لا تنحصر ظاهرة تسويق هذه البضائع على السيارات الجائلة للأحياء والحارات، بل تمتد إلى ظهور العديد من الأشخاص أغلبهم أطفال يقومون بعرض العديد من المشروبات الغازية وعلب التونة والقشطة والشوكلاته أمام أسواق بأسعار منخفضة وعلى مرأى ومسمع من الجميع.
العديد من المواطنين وبخاصة الذين جربوا شراء بعض السلع من هؤلاء الباعة الجائلين على متن السيارات أو أمام أسواق القات يطالبون الجهات المسؤولة عن الرقابة على الأسواق بضبط هؤلاء المتلاعبين بسلامة وصحة الناس.
تأثيرات سلبية
من جهته قال رئيس جمعية حماية المستهلك فضل مقبل : تراجع أداء ودور الهيئة اليمنية للمواصفات والمقاييس بسبب العدوان على اليمن والسيطرة على بعض السواحل من قبل دول تحالف العدوان مما حد من الرقابة على دخول البضائع وهو ما أتاح الفرصة لقطاع كبير من التجار لإدخال هذه السلع والزج بها في الأسواق ومنها المغشوشة والمقلدة والمنتهية.
مقبل يحذر بدوره من تداعيات خطيرة لانتشار مثل هذه السلع على صحة المستهلكين، ويقول: هناك تأثيرات صحية مترتبة على تناول هذه السلع لما تسببه من أضرار مرضية بالغة كما ان لانتشارها في الأسواق اليمنية تأثيراً كبيراً على المستوى الاقتصادي”.