عسكر باكستان رهائن القرار الأمريكي والتمويل السعودي في حروب ليست حروبهم

عبدالجبار الحاج

تصدرت الأخبار في وسائل الإعلام عن قرار قيادة الجيش الباكستاني واعتزامها إرسال قوات باكستانية إلى اليمن . ليس مفاجئا لنا في اليمن مثل هذا القرار فقد شاركت باكستان منذ تدشين هذه الحرب العدوانية على اليمن في إعلان انضمامها للتحالف وإرسال طيارين وخبراء منذ اليوم الأول للحرب في إطار تحالف السعودية والإمارات والرباعية العدواني على اليمن ..
كما نعرف تاريخ ارتهان القيادة العسكرية الباكستانية منذ منتصف الخمسينيات وخضوعها كليا للقرار والتدريب في واشنطن للاستخبارات الأمريكية والبنتاغون والإدارة السياسية عموما وتدخلاتها في حروب شتى منها أفغانستان للمثال لا الحصر .
ونعرف تاريخ الارتهان السياسي والعسكري لباكستان وتاريخ تورطها في إرسال الآلاف الجنود الباكستانيين الفقراء ورميهم في جحيم الحروب السعودية في اليمن منذ بداية الستينيات ضدا من ثورة سبتمبر 62 شملا وفي عام 69و70 في حرب السعودية ضد الجنوب وخاصة ما أسميت بمعركة البلق الشهيرة وفي محطات كثيرة أرسلت الباكستان أبناءها المعدمين لتحرقهم في جحيم حروب .. هي حروب السعودية وليس في اليمن فحسب بل في بلدان عديدة ضخت السعودية فيها أموالاً وخاضت حروباً بجيوش الأنظمة العميلة في شتى بلاد العالم ..
يبدو أن قيادة جيش باكستان لا زالت رهن خطط وقرار المخابرات الأمريكية .
عدا الزعيم القومي الباكستاني البارز ذو الفقار علي بوتو الذي خاض مرارا من مواقع وزارية مختلفة في الحكومات الباكستانية وحتى الفترة الزمنية القصيرة التي قاد فيها الحكومة الباكستانية مثل الخط السياسي الباكستاني المستقل عن رغبات السعودية وضدا من الاملاءات الأمريكية فقد انقلب عليه ممثلو أمريكا في قيادة الجيش الباكستاني وعبر العميل الأمريكي الذي قاد الانقلاب ضياء الحق واعدم في ظل رفض دولي أممي واسع .
وعدا عن بناظير بوتو التي انقلب عليها من قبل ذات الطغمة العسكرية مرارا رغم فوزها عبر الانتخابات إلا أنها اغتيلت هي الأخرى .
أنا أتحدث هنا عن الطغمة العسكرية الباكستانية التي ظلت تنقلب وتقلب الحكومات المنتخبة شعبيا عبر الانقلابات الدموية وعبر القتل والاعتقال للمعارضين الذين بلغ عددهم مئات الآلاف عقب الانقلاب وإعدام الزعيم بوتو في 77 وما تلاها ..
ووفقا لأهواء أمريكا واتباعا للرشاوى السعودية لمرتزقة النظام هناك فإن قرار انضمامها إلى التحالف العدواني اليوم ضد اليمن ليس سوى قرار ذات الطغمة العسكرية المرتهنة لأمريكا والتي اغتصبت السلطة مرارا هناك لمرات ومرات لتبقى باكستان أداة للإمبريالية والأمريكية والرجعية السعودية والصهيونية الإماراتية مؤخرا ..
قرار قيادة الجيش الباكستاني بإرسال قوات باكستانية للقتال في اليمن لا يضيف جديدا للحرب في اليمن لكنه يضيف رصيداً من مئات وآلاف القتلى والضحايا من أفراد وجنود الباكستان المفقرين والذين اشتركوا مرارا في حروب السعودية في اليمن ضدا من شماله ومن جنوبه خلال الستينيات والسبعينيات .

قد يعجبك ايضا