التجار فُجار
أحمد يحيى الديلمي
ليس في الأمر تهكم أو رغبة في استهداف التجار “حاشا لله” لكنه و اقع الحال وتقلبات أسعار السلع في السوق ، فلقد زاد الأمر عن حده وأصبحت معاناة الناس تتفاقم والمرارة تتسع ، وكلها أعمال من الصعب السكوت عليها ، كيف يمكن أن نسكت وأسعار السلع والأدوية تجاوزت ثلاثة أضعاف ما كانت عليه قبل عام فقط ؟! إنه لأمر مخيف !! يتطلب التحذير من العواقب الوخيمة لمثل هذا السلوك العبثي البغيض الذي اعتاد عليه تجارنا الأكارم ، والعنوان إنما استرشدت به من كلام سيد البشر محمد صلى الله عليه وآله وسلم فقد وصف التجار “بالفجور إلا من رحم الله” وهو حديث واضح متواتر أوردته لكي يستفيد منه بعض التجار الذي لا يزال بعض الإيمان واقراً في قلوبهم ويخافون من عقاب الآخرة بعد أن أمنوا عقاب الدنيا ، لأن أوضاع السوق باتت مزرية تتفاقم بشكل غير طبيعي ومبالغ فيه ، ضاعف الأعباء إلى جانب الظروف الصعبة التي يكابدها المواطن نتيجة العدوان البربري والحصار الجائر من قبل نظام آل سعود وحلفائه ، بحيث زادت الشكوى وعم التذمر بطريقة غير مسبوقة وكل يوم والأوضاع تزداد سوءاً والأسعار تتصاعد بشكل جنوني لا تتوقف عند حد ، وهذا يجعلنا نعتقد أن العملية ممنهجة هدفها إضعاف الصمود الأسطوري و زعزعة الجبهة الداخلية ، ما يزيد الطين بله أن نجد بعض المحترفين من التجار يتحدثون عن حلول ويتصدرون الشاشات الفضية للحديث عن أدوار وهمية يحاولون بها ابتزاز مشاعر البسطاء ، والتأثير على المواقف الرافضة للعدوان والمرتزقة والخونة والمتحالفة مع الوطن ، أرجو أن يكون مجرد الاعتقاد خاطئا وأن يدرك الإخوة التجار أن المشكلة عميقة أكبر مما يتصورون كما جاء في القول المأثور ( الجوع كافر ) والإصرار على التعاطي مع الأزمة واستغلال الظروف والبحث عن الربح والربح فقط ، كلها أساليب ممقوتة قد تؤدي إلى كارثة لا سمح الله .. أين قيم المواطنة ومشاعر الانتماء إلى الدين وكل أسس التكافل والتراحم ؟! لابد أن يدرك التجار أن الشعب بات يئن فليتقوا الله في الوطن الذي يستظلون بظله وأن يتخلقوا بأخلاق الإسلام بدلاً من البحث عن الربح بأساليب حقيرة وممقوتة ومبررات مفضوحة كالقول بربط ما يجري بتقلبات الدولار أو تعويض البضاعة المباعة فهذه الأساليب باتت مكشوفة ، ويعلم زيفها الصغير والكبير من أبناء الوطن وكانوا في الماضي يتحملونها لأن القدرة الشرائية كانت متوفرة بعكس اليوم ، لقد أصبحت ضعيفة لدى الموطن ، فقد أصبح المواطن يئن ويشكو والتجار سادرون في الغي والحكومة تترجاهم فقط وكأنهم أبناء خالة ، يا إخوة الأمور زادت عن حدها ولابد أن يعي الجميع بأن السكوت على مثل هذه الأشياء يمثل حربا أعظم وأشد من العدوان الذي نتعرض له .. وسيواجه بحرب من الله سبحانه وتعالى كونه يدخل في عداد الربا المحرم الذي توعد الله به مَنْ يمارسونه بحرب شعواء فقال جل من قائل ( فأذنوا بحرب من الله ورسوله ) وقد جاء في الأثر أن الربح العادل والمنصف لا يتجاوز 10% من السعر الحقيقي للسلعة وما زاد عن ذلك فهو ربا وحرب مكشوفة ولذلك وصف الله التجار بالفُجار لأن الربا وممارسته رجس من عمل الشيطان ، وكم نحن بحاجة لأن نعود إلى ثقافة الإسلام وتعاليم الدين الحنيف فهي العاصم الوحيد من الزلل والوقوع في الآثام والخطايا .. أرجو أن يفهم التجار هذا المعنى ، بالذات أولئك الذين لا يكتفون برفع الأسعار ولكنهم يشوشون على المواطن المسكين فيروجوا أقاويل تقول بأن هناك زيادة في الجمارك أو في الضرائب أو أتاوات أو ما شابه ذلك ، هؤلاء محاربون تنطبق عليهم أية الحرابة فيجب أن يحالوا إلى القضاء وينالوا جزاءهم العادل .. اللهم هل بلغت أللهم فاشهد .. والله من وراء القصد ..