الإعلام الجديد!!
أحمد عبدالله الشاوش –
برز في الفترة الأخيرة ما يسمى بالإعلام الجديد المتمثل في مواقع التواصل الاجتماعي.. فيسبوك وتويتر وغيرها من وسائل وأدوات الإعلام الالكتروني الحديث الذي يعد انعكاسا لحالة التطور التكنولوجي الطاغي¡ واستطاعت هذه الوسائل الجديدة أن تجذب إليها الملايين من مختلف الشرائح الاجتماعية في العالم وفي طليعتها رجال السياسة والإعلام والمثقفون والشخصيات الاجتماعية¡ ووصل الأمر إلى فتح صفحات لبعض الرؤساء والأمراء والوزراء ومشاركتهم بعمل تغريدات ونكزات مثيرة للجدل وطرح بعض الأفكار والرؤى الجريئة ومناقشتها ومحاولة تسويقها لدواعي التأثير¡ وأحيانا التوضيح وتارة الاستقطاب نظرا لحرية التعبير بلا حدود وتجاوز سقف الحريات حتى غدت هذه الوسائل بمثابة صوالين ثقافية أشبه بسوق عكاظ الجديد والذي صار منبرا لكل غث وسمين وساحة حرب مستعرة وأداة من أدوات الصراع للكثير من الرؤى¡ حيث صارت المعلومة محفوفة بالمخاطر والشائعات تجد طريقها والصور والوثائق المدبلجة والمزورة حديث شبكات التواصل الاجتماعي التي أصبحت تثير أكثر من علامة تعجب واستفهام دون أن تتقيد المعلومة بالصدق أو أي قيد مهني أو أخلاقي نتيجة لأخذ البعض بالجوانب السلبية وتصفية الحسابات بطريقة ممنهجة تفرض التضليل ومنذ البداية الأولى بالإمكان أن ينشئ شخص صفحة في الفيس بوك أو تويتر باسم وهمي بغرض الإثارة لبعض الإشكالات ذات الطابع السياسي أو الثقافي أو الأيديولوجي بصورة بشعة والتسويق لها وأحيانا النيل من شخص ما بصورة ملفتة ومخزية تعبر عن ثقافته الهابطة ويصل الأمر أحيانا إلى فقدان ثوابت والتوازن ومحاولة الإيقاع بالأطفال والمراهقين وتأثرهم ببعض الأفكار والرؤى والثقافات الهابطة نتيجة عدم الرقابة الأبوية والقوانين المنظمة لذلك مما يهدد أجيال المستقبل باكتسابهم ثقافات تتنافى مع واقع البيئة العربية لتأثرهم ببعض تلك الثقافات والأفكار السلبية وبالرغم من تلك السلبيات إلا أننا نلمس الكثير من الإيجابيات لتلك الوسائل¡ فالتطور التكنولوجي الرائع جعل من العالم قرية وبإمكان الأفكار والرؤى والاطلاع على كل جديد عبر غرف الدردشة المتخصصة في سياسة والطب والهندسة والعلوم والقانون والإعلام واكتساب صداقات ومهارات جديدة وغيرها غير أن المهم هو هل هناك إرادة للجهات المختصة بإيجاد قانون يحد من التجاوزات لهذه المواقع ويحمي أطفالنا والمراهقين من الوقوع في الثقافات الماجنة.. أملنا كبير.
Shawish22@gmail.com