لعبة اهتزاز التوازنات الدولية والإقليمية في اليمن .. إما سقوط وثبات البقاء او سقوط وارتطام الموت
عبدالفتاح حيدرة..
يمر العالم كله هذه الأيام بأخطر مرحلة من مراحل لعبة اهتزاز التوازنات الدولية والإقليمية .. وهي مرحلة السقوط الحر فإما سقوط وثبات البقاء أو سقوط وارتطام الموت .. مرحلة يتعين على كل طرف مشارك في هذه اللعبة أن يتفقد عموده الفقري جيدا..
العمود الفقري لليمن جغرافيا هو مضيق باب المندب ونخاعها الشوكي هو عروبتها وأصالتها تاريخيا وصلابة فقرات ظهرها هي وحدة هويتها الوطنية اليمنية..
اليمن دولة فقارية جغرافيا وتاريخا واجتماعيا تستطيع من خلال بنتيها وتكوينها الوقوف والثبات والمشي والعيش والتكيف والتطور والدفاع عن نفسها بعكس دويلات الخليج الرخوية واللافقارية التي هي عبارة عن جغرافيا هلامية لزجه تسبح في بركة نفطية إذا تعرضت بركتها لأي عامل من عوامل التهديد لا يمكنها الوقوف والهرب لليابسة وان تمكنت من الزحف للخروج جفت وتبخرت ولا يمكنها أيضا كتم أنفاسها إذا غاصت في قاع البركة وإن تمكنت من تحريك نفسها للاختباء أسفل البركة فقدت التنفس وماتت اختناقا..
اليوم دويلات الخليج الرخوية والهلامية تبحث عن مخرج لأزمتها وحالة مواتها وفنائها المؤكدين وتريد أن تسرق أو تستولي أو تسيطر على العمود الفقري اليمني لتتمكن من السقوط بثبات البقاء وإنقاذ نفسها من الارتطام المميت او لتتمكن من التحرك هربا للنجاة من التهديدات المدمرة لبركتها النفطية ..
إذا لم تتمكن هذه الرخويات اللافقارية من الاستيلاء والسيطرة على عمود اليمن الفقري (باب المندب) فإنها ستحاول أن تلوث نخاعها الشوكي (عروبة وأصالة اليمن التاريخية) أو أن تعطب فقرات ظهرها (وحدة تكوين هويتها اليمنية الجغرافية) وإن تمكنت هذه الرخويات من المساس بفقرات ظهر اليمن ( الوحدة اليمنية ) أو تلويث نخاعها الشوكي( عروبة اليمن) فستتمكن من عمودها الفقري( أهمية اليمن الجغرافية) وسيكون سقوط اليمن مدويا ومؤلما ومميتا..
إن ما تمنحه الجغرافيا لشعب ما.. لا تستطيع كل قوى مؤامرات التاريخ العسكري والسياسي والديني مهما طغت أن تلغيها إذا لم يستطع ذلك الشعب وقادته الحفاظ عليها والثبات من أجلها والدفاع عنها ..