في مثل هذا الشهر من العام قبل الماضي
الثورة/ عبدالباسط النوعة
لا يزال العدوان الغاشم يستهدف مواقع التراث الثقافي في اليمن وهو دأبه من أكثر من الف يوم على هذا العدوان الغاشم الذي اهلك الحرث والنسل وقتل وشرد عشرات الالاف من أبناء هذا الشعب ودمر الكثير من بناه التحتية .
ولعلنا لازالت أذهاننا مشدودة إلى الماضي القريب الذي سيظل محفورا بذاكرتنا وفي وجداننا بمشاهده الأليمة التي ابتدأت مع أول صاروخ لقوى العدوان على اليمن .
ففي مثل هذه الأيام من العام ٢٠١٦م قام العدوان بقصف موقعين بارزين من أهم المواقع التاريخية والأثرية في اليمن وهما مدينتي صعدة التاريخية العامرة بمبانيها التاريخية الطينية وزخارفها البديعة وكذا مدينة صراوح الأثرية بمارب تلك المدينة التي لم تعد عامرة بالناس لكنها عامرة وثرية بكنوزها الأثرية التي ظلت ولقرون طويلة من الزمن خير شاهد على حضارة وعراقة اليمن السعيد .
وحقيقة لم تك تلك الاستهدافات هي الأولى والأخيرة والوحيدة لقوى العدوان على ذاك الموقعين البارزين فقد استهدفهما قبل وبعد ذلك الاستهداف الذي حصل في يناير ٢٠١٦م ولمرات عديدة .
فمدينة صعدة التاريخية بدأ استهدافها في مطلع ابريل من العام ٢٠١٥ اي بعد بدء العدوان بأيام قلائل وكان من بين المرات العديدة التي استهدف العداون هذه المدينة مرتين في شهر يناير ففي يوم السبت 23 يناير من العام ٢٠١٦ م حيث نفذت طائرات العدوان أربع غارات على هذه المدينة وكان قد سبقها بأيام قلائل وتحديدا منتصف الشهر نفسه ( يناير) غارات استهدفت سور المدينة ونادي السلام الرياضي ، ناهيك عن القصف الذي طال الفرن التاريخي التابع لقلعة المدينة وتدميره بشكل كامل .
وكذا الحال في مدينة صرواح الأثرية التي تعرضت للقصف أربع مرات وكان من بين المرات في 16 يناير 2016 ووقع مباشرة داخل المدينة وتحديدا في معبد اوعال واحدث فيه دمارا واسعا خاصة في الملحقات والتي تحوي واحدا من اكبر واهم النقوش السبائية مكتوب عليه قانون تسيير شؤون الدولة لمملكة سبأ .وربما كان هذه القصف هو الاشد الذي تتعرض له هذه المدينة الأثرية التي احتوت على واحد من أشهر واكبر النقوش الأثرية على مستوى العالم .