إطلالة أميركية فاشلة
ابو بكر عبدالله
جولة جديدة لاقتناص الفرص دشنها نائب المبعوث الأممي معين شريم بزيارته الاولى لصنعاء وعقده سلسلة لقاءات جمعته بالرئيس الصماد ورئيسي حكومة الانقاذ والبرلمان والقيادة الجديدة لحزب المؤتمر افضت كلها إلى موقف متماسك اجهض آخر محاولات واشنطن تعبيد الطريق لإعادة المبعوث الاممي غير المرحب به في اليمن اسماعيل ولد الشيخ لممارسة الدور المشبوه في أروقة المنظمة الدولية ومجلس الامن .
عشية تسلمه قائمة شروط استسلامية جديدة املاها ماثيو تويلر والنظام السعودي عبر ما يسمى وزير خارجية حكومة عملاء الرياض عبد الملك المخلافي جاء معين شريم إلى صنعاء في إطار ما سماه” التفويض الأممي” عاقدا العزم على الخروج بإعلان سياسي من صنعاء في خطوة لا يبدو أنها استهدفت اعادة بناء جسور الثقة كما قال قدر ما استهدفت دعم مساعي واشنطن والسعودية لتجاوز المأزق الناتج عن تصعيدهم الهستيري للعدوان والحصار بغطاء سياسي أممي يتيح صرف نظر العالم والمنظمات الانسانية عن الجرائم الوحشية للعدوان وتماديه في انتهاك القوانين الدولية.
لم تبتعد زيارة نائب المبعوث الاممي عن الحاجة لتوفير معطيات سياسية جديدة لولد الشيخ تخرجه من دائرة الجمود والفشل وتمنحه تأشيرة عبور الى المنبر الأممي لجولة جديدة في الدور المشبوه الذي كان سببا في تعطيل جهود الامم المتحدة في ادارة عادلة ونزيهة لمفاوضات الحل السياسي بعدما أفضى موقف صنعاء منه واتهامه بالانحياز لدول العدوان والتعبير عن الموقف الاميركي وتبني أجنداته الى حشىره في زاوية الجمود.
لكن المواقف التي سمعها شريم من الرئيس الصماد ورئيس حكومة الانقاذ والبرلمان قطعت الطريق أمام هذه المحاولات وقد احسن الرئيس الصماد عندما قلب الطاولة وحول لقائه بمعين شريم الى جلسة مكاشفة تناولت تاريخا غير مشرف للدور الاممي في ملف الأزمة اليمنية بدا فيها القفاز الاممي في أضعف حالاته.
الرئيس الصماد كان واضحا عندما أكد أن لا مواقف جديدة يمكن الحصول عليها خلافا لما أعلنه وفد المفاوضات الوطني في جولات جنيف والكويت رغم كل ما فعله العدوان الهمجي من تصعيد في العمليات العسكرية وتصعيد لحصاره الجائر وجرائمه الوحشية بحق المدنيين.
بثقة رجل السياسة الاول المهتم بمصالح البلد كان الرئيس الصماد شفافا عندما ابلغ شريم أن الشعب اليمني صار يفقد الثقة بصدقية الأمم المتحدة ودورها في معالجة وحل الأزمة اليمنية.
كان الرئيس في كل طروحاته مستوعبا لما تحيكه دول العدوان من مؤامرات سياسية وكللها برسالته للوفد الأممي أن ولد الشيخ كان في كل مرة يأتي إلى اليمن فقط ليستغل زيارته في تقديم إحاطته إلى مجلس الأمن بما فيها من تضليل للعالم وانحياز سافر للعدوان وخلط للأوراق.
واشنطن ارادت كعادتها في خلط الاوراق ان تقدم ولد الشيخ بقفازات جديدة متناسية أن ثمة قرارا سياديا جماعيا اتخذ بعدم التعامل مع ولد الشيخ بعدما اثبت انحيازه الكامل للعدوان .
الدور المشبوه لولد الشيخ كان حاضرا في كل تفاصيل زيارة نائبه معين شريم التي تزامنت مع مضي المطابخ السياسية لتحالف العدوان بمساعيها دفع حزب المؤتمر وقواعده إلى مربع المواجهة مع قوى الداخل كما جاءت في وقت بدا فيه تحالف العدوان الهمجي في أكثر حالات احتياجه إلى دعم سياسي من ذلك تتعهده احاطات ولد الشيخ إلى مجلس الامن والتي لا تخرج عن تذكير العالم بأن ما يدور في اليمن صراع داخلي على السلطة والتأكيد على حتمية استمرار العدوان والحصار ناهيك عن تبييض صفحة جرائمه.
خطوات ترميم الجبهة الداخلية والصمود الاسطوري في الجبهات وإجهاض الجيش واللجان لآخر محاولات العدوان في التصعيد العسكري وما تلاها من إعلان فتح باب التجنيد الطوعي لرفد الجبهات والانجازات الكبيرة لقوات الدفاع الجوي وقوة الردع الصاروخي لم تكن بعيدة عن اهداف الزيارة المشبوهة وأكثر منها الانجازات السياسية الداخلية التي قطعت الطريق على مشروع دول العدوان اللعب بورقة التناقضات لتحميل صنعاء مسؤولية تعثر ملف مفاوضات الحل السياسي.
الموقف الاميركي لا يعنيه من معادلة العدوان سوى إغراق النظام السعودي في المستنقع الساكن وإبقاء مفاعيل الأزمة معقدة تماشيا مع موقف دولي يسعى بما لديه لابقاء الأزمة اليمنية في مربع يحول دون تحولها إلى تهديد.
لكن الخبر الجيد في كل هذه التقاطعات ان لدينا قيادة بدت اليوم مدركة أن المساعي المحمومة لواشنطن اللعب بملف المفاوضات لن تخرج عن هدف إبقاء ملف الازمة اليمنية مفتوحا على احتمالات التعقيد الداخلي غارقا في فوضى العدوان والحصار ولذلك كان قطع الطريق أمام هذه المحاولات الفاشلة الخيار الأمثل.