بيروت/ وكالات
أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن مدينة القدس هو بداية نهاية كيان العدو الإسرائيلي، لافتاً في الوقت ذاته الى أن آمال ترامب ونائبه وحكومته ونتنياهو وإسرائيل والمسؤولين السعوديين خابت في إيران.
وأضاف السيد نصر الله في حديث لقناة الميادين ضمن برنامج “لعبة الأمم”،إن الموضوع الاقتصادي هو من أكبر التحديات التي تواجه إيران، معتبرا أن ما جرى في إيران من مظاهرات تم استيعابه بشكل جيد وهو لا يُقارَن بما جرى عام 2009، مشيرا في الوقت ذاته الى هناك قوى سياسية دخلت على خط الأزمة في إيران وأنها استغلّت التظاهرات وأخذتها بالاتجاه السياسي، كما أن امريكا والسعودية دخلتا على خط الأزمة في إيران واستغلّتا التظاهرات، ولكن آمال ترامب ونائبه وحكومته ونتنياهو وإسرائيل والمسؤولين السعوديين خابت في إيران، مؤكداً القاعدة الشعبية الأكبر في إيران هي مع السياسات الخارجية المتّبعة من قبل القيادة الإيرانية.
وفي موضوع القدس، أكد السيد نصر الله أن ترامب مسّ بالقدس التي تشكل نقطة إجماع وتعني مئات ملايين المسلمين والمسيحيين، وشدد على أن “عملية السلام انتهت بعد قرار ترامب وتصويت الليكود وقرار الكنيست الأخير بهذا الشأن”، وتابع ان “ترامب يأخذ المنطقة إلى منحى جديد وان الشعب الفلسطيني لن يستسلم”، وأضاف “الشعب الفلسطيني متمسك بالقدس عاصمةً لدولة فلسطين ولن يتخلّى عن ذلك”، كما أكد سماحته أن حزب الله حرص خلال اجتماعاته مع الفصائل الفلسطينية على العمل على نقطة إجماع، ولفت إلى أن “القدس شكلت جوهر هذه اللقاءات كما تم تثبيت التنسيق بين هذه الفصائل في كل الساحات”، مشيرا إلى أن “حزب الله بحث مع الفصائل الفلسطينية في تفعيل الانتفاضة في الداخل الفلسطيني”.
وأكد السيد نصر الله أنه من الواجب دعم المقاومة في فلسطين بالسلاح بشكل دائم وليس فقط كردة فعل على قرار ترامب الأخير بشأن القدس، مشيرا إلى أن الحزب لن يتردد في اغتنام أية فرصة لتقديم الدعم والسلاح للمقاومة في فلسطين، مشيرا إلى أن “المقاومة تعمل ليلا ونهارا للحصول على كل سلاح يمكنها من الانتصار في أية حرب مقبلة”، ولفت إلى ان “شعار عالقدس رايحين شهداء بالملايين هو خيار خاضع للظروف والتطورات”.
وفيما يتعلق بالمقاومة اللبنانية أكد سماحته أن حزب الله يضع نصب عينيه احتمال الحرب بعد قرارات ترامب ونتنياهو، مؤكداً المقاومة في لبنان باتت أقوى من أي زمن مضى، وأضاف ” إذا حصلت حرب كبرى كل الاحتمالات واردة بما فيها الدخول إلى الجليل”.
وأكد السيد نصر الله، أن المقاومة أصبحت موجودة في الجنوب السوري، كما أن المقاومة السورية وغير السورية موجودة هناك أيضا، لافتا إلى أن ضربات سلاح الجو الإسرائيلي فشلت في منع رفع قدرات وجهوزية المقاومة، مشيرا إلى أن عدم ردّنا على الاعتداءات الإسرائيلية مبني على قواعد اشتباكنا والردّ نحدده في الوقت المناسب، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن حزب الله لا يحتاج إلى 100 ألف صاروخ لإلحاق الهزيمة بالعدو الاسرائيلي، مؤكدا أن توازن الرعب هو ما يمنع العدو من شن حرب على لبنان.
وأشار سماحته الى أن بعض الدول الأوروبية وأمريكا حاولت خلال فترة الرؤوساء السابقين التواصل مع حزب الله،حتى ان الرئيس جورج دبليو بوش عرض شطب الحزب عن قائمة الإرهاب وإعادة الأسرى ورفع الفيتو عن مشاركة الحزب في الحكومة بالإضافة إلى رفع كل القيود وتقديم ملياري دولار للحزب واحتفاظه بالسلاح من دون صواريخ الكاتيوشا وذلك مقابل عدم إطلاق النار على إسرائيل حتى لو قامت إسرائيل بالاعتداء على لبنان وعدم تقديم الحزب أية مساعدة للفلسطينيين إن كان تسليحا أو تدريبا.
وبخصوص الوضع في سوريا، أكد السيد حسن نصر الله أن الحرب في سوريا تحتاج كحد أقصى إلى سنة أو سنتين لتضع أوزارها بشكل نهائي، معتبرا أن ما حصل في سوريا هو انتصار كبير ولكنه ليس انتصارا نهائيا بعد، ومشددا في الوقت ذاته على ان الرئيس السوري بشار الأسد باق في منصبه حتى انتهاء ولايته الرئاسية وأنه قد يترشح مجددا للانتخابات الرئاسية، مضيفا أنه “من الخطأ الظن بأن الحرب وضعت أوزارها في سوريا لكنّها في مراحلها الأخيرة”.
وفيما يتعلق بوجود حزب الله في سوريا، أكد السيد نصر الله ان خروج حزب الله من سوريا مرتبط بنتيجة الحرب فيها، مشددا على أن العامل الأساس في الانتصار هو السوريون أنفسهم وفي مقدمهم الرئيس الأسد الذي بقي في دمشق ثابتا وهو ما يعتبر من أبرز عوامل الانتصار في سوريا بالإضافة إلى تماسك الجيش السوري وبنيته والحاضنة الشعبية لهذا الجيش، وعن عدد شهداء حزب الله في سوريا، قال السيد نصر الله إن “الحزب سيُعلن في يوم من الأيام الأرقام المحددة لشهدائه هناك.
وبشأن الملف اللبناني، أكد السيد نصر الله أن رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري معذور في نفي احتجازه في السعودية وذلك بسبب استمرار علاقته معها، مشيرا في الوقت ذاته الى أن المخطط السعودي كان يقضي بإيصال لبنان إلى فراغ حكومي وبالتالي إلى الفوضى وحتى إلى نشر السلاح على الأرض، لافتا الى أن حزب الله يريد معالجة المشاكل بالحوار ووفق الدستور.
وختم السيد نصر الله حواره بالحديث عن الوضع اليمني، حيث أكد أن السعودية التي لا تريد الحل وإنما الاستسلام من قبل اليمنيين، ولكن اليمنيين ليسوا في وارد الاستسلام، لافتا الى أن حركة أنصار الله تبدي استعدادها للقبول بحكومة وحدة وطنية وبجيش موحد وإجراء انتخابات لكن السعودية ترفض وتصر على نصر دموي مهما كانت التكلفة.