رسالة عاجلة من أطفال اليمن إلى المجتمع الدولي
مطهر يحيى شرف الدين
يعتبر التعامل والموقف والسلوك مع الأطفال من أهم معايير تقييم الإنسانية المثلى في كل المجتمعات في العالم، الأطفال قبل كل شيء هم البراءة وهم الفطرة السليمة وهم الجيل الذي سيحكي في قادم الأيام أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخ البشرية التي تعرضت لها اليمن، أطفال اليمن وقفوا في اليوم العالمي للطفولة وقفة إحتجاجية ليتحدثوا لزعامات وشعوب العالم والمجتمع الدولي عن عدوان سعودي أمريكي غاشم سافر على أرضنا وشعبنا بمبررات شرعية زائفة منتهية، عدوان قتل الطفل والمرأة وقتل المدنيين الأبرياء واستهدف ودمر البنى التحتية والأعيان المدنية والتاريخية، عدوان وحرب وجرائم ضد الإنسانية القصد منها هلاك شعب بأكمله ومعاناة وأزمات إقتصادية وإنسانية، عدوان وإبادة جماعية ذهب ضحيتها الآلاف من الأطفال والنساء قتلى وجرحى، وقف اطفال اليمن هذه الوقفة وقد مر على العدوان ما يقارب الثلاثة أعوام وهم يواجهون عدواناً وحرباً تفتك بالبشر والحجر والشجر، تحدثوا في هذا اليوم عن انتهاكات لحقوق الطفل وعن مخالفات للإتفاقيات الدولية وخرق لمواثيق الأمم المتحدة، وقفوا لوضع الصورة الكاملة والرؤية الواضحة لجملة من الحاجات الأساسية والضرورية المنعدمة غابت واختفت عن حياتهم وأصبح الحصول عليها حلماً بلا يكاد أن يتحقق في ظل حصار خانق وإغلاق لجميع المنافذ اليمنية تعود آثاره الكارثية على حياة الملايين من الأطفال، يتساءلون في هذا اليوم العالمي عن الحقوق والحماية والرعاية التي لم يجدوا لها أي أثر في واقعهم، في اليوم العالمي للطفولة يوجه الأطفال أسئلة عديدة إلى الأمم المتحدة إن كانت هناك أمم لديها أدنى ضمير أو إنسانية وإلى مجلس حقوق الإنسان إن كانت لا تزال هناك بقية من حقوق وإلى مجلس الأمن إن كان ثمة أمن منشود فلسان حالهم يقول : أليس من حقنا العيش بسعادة وأمان؟ أليس من حقنا أن نحيا بعيدا عن أزيز الطائرات الحربية التي تجوب فضاءنا ليل نهار؟ أليس من حقنا العيش بكرامة وحرية؟ أليس للأطفال الحق في السلامة وحق التمتع بما يتمتع به أطفال العالم؟ أليس من حقنا الخروج في الصباح الهادئ والأجواء النظيفة والبيئة السليمة الخالية من مخلفات وعوادم الأسلحة التي تواجهنا بها دول العدوان؟ أليس من حقنا الحصول على الطعام والشراب دون عناء والتمتع بمتطلبات الحياة الطبيعية؟ أليس من حقنا العيش اللائق وأن يكون لنا حق التسلية واللهو في أوقات الفراغ والأمن؟ أليس من حقنا الرفاة دون الإحساس بالخوف والرعب من القصف واستهداف المساكن والأحياء الشعبية؟ أليس من حقنا الحصول على الدواء والإمكانات الصحية اللازمة ؟ أليست الثقافة والتعليم من حقوقنا؟ بعد هذه التساؤلات ومع انعدام الحاجات الضرورية والأساسية في توفير أسباب العيش الكريم وقتل وجرح الآلاف من الأطفال والتسبب في معاناتهم وهلاكهم فإن أطفال اليمن يطالبون في هذه الوقفة الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمجتمع الدولي بالقيام بدورهم وواجباتهم في ضرورة وقف الحرب والعدوان على اليمن، رسالتهم إلى الضمير العالمي الوقوف إلى جانب الشعب اليمني والضغط على دول العدوان والإستكبار بإيقاف العدوان والحرب والإبادة الجماعية التي يتعرض لها، ويطالبون بتشكيل لجنة تحقيق دولية محايدة في الجرائم المرتكبة بحق الأطفال والمدنيين الأبرياء، وفك الحصار البري والبحري والجوي وفتح كافة المنافذ اليمنية لايصال المواد الغذائية والأدوية والوقود لتلبية الاحتياجات الإنسانية الضرورية، ويطالبون المنظمات الدولية والإنسانية والحقوقية بالوقوف وقفة جادة أمام إجرام دول تحالف العدوان واتخاذ الإجراءات القانونية ضد مرتكبي الجرائم بحق المدنيين الأبرياء رجالا وأطفالا ونساء والحيلولة دون استمرار العدوان ووالحصار وحصد الأرواح وقتل الأطفال الأبرياء وإيقاف آلة الحرب الظالمة الغاشمة التي تخدم السياسات والأطماع الصهيوأمريكية في الوطن العربي برمته.