في اليوم العالمي لحقوق الإنسان (لا قيمة لإنسان)
زينب الشهاري
ما زال العالم يدير ظهره وهو غارق في عد نقوده و قبض ثمن تواطؤه و سكوته، ثمن لوحة رسمها من جماجم وحرائق ودمار و لونها بالدم الأحمر والظلام، عيون شاخصة لطفولة مذبوحة ووجوه شاحبة لمشردين وصوت لا ينقطع لوجع المرضى وأنين المقهورين ، والمتشدقين المتبجحين من منظمات هتك حقوق الانسان لا يزالون يقبضون ثمن بيع ضمائرهم وخيانة عهودهم والانسلاخ عن كل القيم والمبادئ.
يتغنون بالحفاظ على حرية الإنسان وصون الأوطان في كل جمع ومحفل، هنا ذابت شعاراتهم واضمحلت هتافاتهم وذوت عناوينهم البراقة وبقي المشهد اليمني شاهد على جرم تواطئهم وقبيح متاجرتهم بالأرواح البريئة، هنا ٣٥٠٠٠ شهيد في وطن دمروا فيه المدرسة والطريق والمستشفى ليتجرد الانسان من أي حقوق تؤهله ليعيش كباقي البشر في أي بلد في العالم، إنسان اليمن قد شطب من كتب منظمات حقوق الإنسان فسلبت منه كل مقومات الحياة وترك يعاني أصناف العذاب والحرمان فتحاصره نيران الطائرات وتخنقه المجاعات وتنهش جسده الأمراض وتمنع عنه وتغلق أمامه كل سبل الحياة فلا دواء ولا مأكل يصل إليه بل إن القنابل المحرمة دولياً والصواريخ إليه أقرب،،
وهنا نذكر إحصائية صادرة عن المركز القانوني للحقوق والتنمية والتي أوضحت بأن عدد الشهداء بلغ 12 الفاً و907 مواطنين بينهم ألفين و768 طفلا وألف و980 امرأة، فيما بلغ عدد الجرحى 21 الفاً و165 مواطنا بينهم ألفين و598 طفلا وألفين و149 امرأة.
وبين المركز أن العدوان السعودي الأمريكي دمر 15 مطارا و14 ميناء وألف و941 طريق وجسر، و165 محطة ومولد كهرباء، و409 خزانات وشبكة مياه، و372 شبكة ومحطة إتصالات وألف و654 منشأة حكومية بمختلف المحافظات.
وبحسب إحصائية المركز القانوني للحقوق والتنمية فإن عدد المنازل المدمرة والمتضررة جراء العدوان بلغ 406 آلاف و289 منزلا، فيما بلغ عدد المساجد التي دمرها العدوان 773 مسجدا.
وأشارت الإحصائية إلى أن العدوان دمر 296 مستشفى ومرفقاً صحياً، و791 مدرسة ومعهد و114 منشأة جامعية و240 منشأة سياحية و103 منشآت رياضية و26 منشأة إعلامية في مختلف محافظات الجمهورية.
كما بينت إحصائية المركز أن تحالف العدوان السعودي الأمريكي استهدف 208 معالم أثرية وألف و978 حقلاً زراعياً، و232 مزرعة دواجن ومواشي.
وفي مجال المصانع والأسواق التجارية أكد المركز أن العدوان دمر على مدى 900 يوم من العدوان على اليمن 297 مصنعا و576 سوقاً تجارياً وخمسة آلاف و924 منشأة تجارية.
فيما بلغ عدد مخازن الغذاء التي استهدفها العدوان 678 مخزناً و533 ناقلة غذاء، 323 محطة وقود و246 ناقلة وقود وأكثر من ثلاثة آلاف وسيلة نقل.
وفيما يتعلق بجرائم العدوان في مجال التعليم، بين المركز القانوني أن أربعة ملايين و400 ألف طفل حرموا من الذهاب إلى المدارس بسبب قصف العدوان، فيما بلغ الأطفال الذين حرموا من التعليم لمدة ثمانية أشهر في عام 2015م ستة ملايين و500 ألف طفل.
ولفت المركز إلى أن مليون و800 ألف طفل اجبروا على ترك التعليم.. مبينا أن 216 مدرسة ما تزال مراكز إيواء للنازحين وثلاثة آلاف و750 مدرسة أغلقت في 2015م.
وأوضحت الإحصائية أن ألف و200 مدرسة لم تعد مناسبة للتعليم بسبب الأضرار التي لحقت بها وبلغ عدد المدارس التي دمرها العدوان 794 مدرسة.
هذه حكاية عالم يمجد الجلاد و يشارك في ذبح الضحية، يبيع و يشتري في البشر و لا يعلو سوى صوت المال و لا قيمة لإنسان.