صادق وجيه الدين
·إذا كنتُ قد ذكرتُ في عمود الأسبوع الماضي أن مونديال كأس العالم لكرة القدم (روسيا 2018م)، سيكون له اهتمام استثنائي وغير مسبوق في أوساط الجماهير الرياضية العربية؛ نتيجة وجود أربعة منتخبات عربية، وهو الحضور العربي الأكثر عددًا في تاريخ المونديال؛ فإنِّي في مقابل ذلك سأفقد كثيرًا من المتعة التي لطالما شعرتُ بها في مونديالات عالمية سابقة..!!.
· يتمثَّل السبب الذي سيفقدني وكثيرين غيري، في أوساط الجماهير العربية قبل غيرها، كثيرًا من المتعة المونديالية، بغياب اثنين من أكثر المنتخبات جماهيريةً على مستوى العالم، وهما المنتخبان الإيطالي والهولندي، اللذانِ تعثَّرا في التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى الحدث الكروي العالمي الأبرز، في مفاجأة شكَّلت صدمةً لجماهير “الأزوري” و”الطواحين” والمتعاطفين معها.
·لا شكَّ أنَّ المفاجأة أكبر والصدمة أكثر لغياب المنتخب الإيطالي؛ بحكم أنه من أبرز المنتخبات حضورًا في المونديال طوال التاريخ؛ بدليل أن الطليان الذين يُعرفون باللعب الدفاعي المنظَّم من أكثر المنتخبات فوزًا بلقب بطولات كأس العالم، وكانت آخر لقب لهم في مونديال ألمانيا 2006م، بالفوز في النهائي على منتخب الديوك “فرنسا” بركلات الترجيح، إلى جانب أن هذا الغياب هو الأول للإيطاليين منذ ستين عامًا.
· ولا يمكن تجاهل غياب المنتخب الهولندي الذي لطالما فرض نفسه واحدًا من أفضل المنتخبات في الغالبية العظمى من البطولات التي كان موجودًا فيها، وفقًا وما يشهد له به التاريخ، ليس لأنه وصل إلى النهائي لحوالي ثلاث مرات دون أن يحالفه التوفيق في التتويج باللقب، ولكنه قبل وبعد هذا الأمر من أكثر المنتخبات تقديمًا للأداء الراقي الذي لا يمتع ويقنع جماهيره فحسب، ولكنه يقنع أيضًا جماهير المنتخبات المنافسة له..!!.
·ويمكن إثبات ما ورد في الفقرة السابقة بما حدث لي شخصيًا في مونديال فرنسا 1998م، حينما تقابل الهولنديون مع منتخبي المفضَّل عالميًا (الأرجنتين)، حيث قدَّم الهولنديون يومها مباراةً كبيرةً جدًا لم أنسَ تألقهم فيها إلى الآن، ولم يحل حزني على الخروج الحزين لراقصي التانجو من الاقتناع بأن الهولنديين حقَّقوا الفوز بجدارة واستحقاق، وكان من الممكن أن يبلغوا النهائي لملاقاة فرنسا المستضيفة، بيد أن الحظ خذلهم في مباراة نصف النهائي التي خسروها أمام المنتخب البرازيلي بركلات الجزاء الترجيحية..!!.