عواصم/ وكالات
قال المرشد الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي، أمس، إن نية الولايات المتحدة لنقل سفارتها إلى القدس دليل عجزها وفشلها في حل القضية الفلسطينية.
وأضاف خامنئي خلال استقباله كبار المسؤولين الإيرانيين السياسيين والعسكريين وسفراء الدول الإسلامية بمناسبة حلول عيد المولد النبوي: “الانتصار سيكون حليفا للأمة الإسلامية وفلسطين ستتحرر والشعب الفلسطيني سينتصر”، مشيرا إلى أن أيدي الولايات المتحدة أصبحت مغلولة في قضية فلسطين ولا يمكنها حلها.
هذا واتهم خامنئي الولايات المتحدة بأنها تريد إشعال الحروب بالمنطقة للحفاظ على أمن إسرائيل، معبرا عن اعتقاده أنه “لن تكون هناك حرب طائفية في المنطقة”.
وتابع: “فراعنة اليوم وهم أمريكا والكيان الصهيوني وكل أذنابهما في المنطقة يريدون إشعال حرب”.
وأكد خامنئي أن الشعب الإيراني هو “أهل وحدة”، مضيفا إنه يوجد “هناك في المنطقة من يسعى وراء الحرب”. مشيرا إلى أن “مصير الدول التي تسعى وراء الحروب في المنطقة هو الزوال”.
إلى ذلك بحث الرئيس الإيراني حسن روحاني في اتصال هاتفي مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، عزم الرئيس الأمريكي نقل سفارة بلاده إلى مدينة القدس، وأكد الطرفان أن القدس جزء لا يتجزأ من فلسطين.
كما أكد الرئيسان أن خطوة واشنطن غير شرعية وستزعزع الاستقرار في المنطقة، ودعا دول العالم الإسلامي للتصدي لواشنطن بصوت واحد.
ووصف روحاني الخطوة الأمريكية المحتملة بالاستفزازية وغير القانونية والخاطئة والخطيرة جدا، مشيرا إلى أنها ستجر فلسطين والمنطقة بأسرها نحو عدم الاستقرار.
ودعا روحاني “العالم الإسلامي والأحرار في العالم إلى القيام برد رادع وسريع تجاه قرار واشنطن”.
من جانبه عزا أردوغان خلال المكالمة الهاتفية مع نظيره الإيراني، “قرار ترامب المقلق والوقح بأنه ناتج عن الخلافات الداخلية في العالم الإسلامي”.
وأكد روحاني مشاركة إيران في الاجتماع الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامي، الذي دعا إليه الرئيس التركي أمس الأربعاء، بشأن القدس.
من جانب آخر قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف إنه من السابق لأوانه التعليق على اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وعبر بيسكوف في الوقت ذاته عن قلق موسكو من خطر تعقيد الوضع في المنطقة.
وردا على سؤال صحفي حول تعليق الكرملين على احتمال اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل وتداعياتها المحتملة قال بيسكوف،: ” أجرى الرئيس عدة مكالمات هاتفية. الوضع صعب. وفي المكالمة مع عباس تم التعبير عن القلق من هذا الوضع واحتمال تعقيده”.
وأضاف: “لا نريد التعليق على القرارات التي لم يتم اتخاذها بعد”.
من جانبها أدانت سوريا “بأشد العبارات” عزم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل.
ونقلت وكالة “سانا” عن مصدر في وزارة الخارجية، أمس، إن هذا الإجراء “يشكل تتويجا لجريمة اغتصاب فلسطين وتشريد الشعب الفلسطيني”.
وقال المصدر إن “هذه الخطوة الخطيرة للإدارة الأمريكية تبين بوضوح استهتار الولايات المتحدة بالقانون الدولي وإنها هي من تغذي الصراعات والفتن في العالم على حساب دماء الشعوب من أجل ضمان استمرار هيمنتها وغطرستها وتهديد السلم الدولي برمته ما يؤكد الحاجة الملحة لنظام عالمي جديد يحترم سيادة الدول ويصون حقوق الشعوب”.
وأكد المسؤول السوري على أن “القضية الفلسطينية ستبقى حية بإرادة الأحرار والشرفاء من أبناء الأمة العربية وأن تعزيز الموقف العربي المقاوم يشكل الرد الأمثل لإفشال المخططات المعادية للأمة ووضع حد لمهزلة التطبيع المجاني لبعض الأنظمة العربية المتخاذلة التي تصب في خدمة المشروع الصهيوني وحشد الطاقات من أجل الدفاع عن مصالح الأمة وحماية وجودها وتحرير الأراضي المحتلة وضمان حق العودة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس”.
بريطانيا
وعلى صعيد بريطانيا، أعرب وزير خارجيتها بوريس جونسون عن قلق بلاده من تخطيط أمريكا للاعتراف بالقدس عاصمة لـ”إسرائيل”.
وأوضح جونسون للصحفيين في بروكسل، أمس الأربعاء أن “بريطانيا تنتظر ما سيقوله ترامب بالتحديد، لكنها تتابع هذه القضية”، وأضاف:”نعتقد أن القدس يجب أن تكون جزءًا من التسوية النهائية للنزاع الفلسطيني “الإسرائيلي””.
الصين
أما الصين، فقدت اعتبرت أن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس قد يصعد التوتر في المنطقة.
الفاتيكان
بدوره، بابا الفاتيكان فرنسيس، رأى أن “الاعتراف بحقوق الجميع في الأرض المقدسة هو شرط أساسي للحوار”.
وأكد البابا فرنسيس في حوار مع مجموعة من الفلسطينيين المشاركين في حوار الأديان مع الفاتيكان ضرورة الاعتراف بحقوق الجميع في الأراضي المقدسة.
تركيا
بموازاة ذلك، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى قمة لقادة دول منظمة التعاون الإسلامي في اسطنبول في 13 ديسمبر اثر عزم الإدارة الأمريكية الاعتراف بالقدس عاصمة لـ”إسرائيل”.
وقال الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين للصحافيين أمس الأربعاء:”لقد دعا رئيس الجمهورية إلى قمة طارئة لمنظمة التعاون الإسلامي لإفساح المجال امام الدول الإسلامية للتحرك بشكل موحد ومنسق في مواجهة هذه التطورات”.
وأكد كالين أن قرار الرئيس الأمريكي العتيد “يتنافى مع القوانين الدولية وسيكون خطأ فادحا”، ودعا واشنطن “للعودة عن هذا القرار الذي سينسف عملية “السلام” الهشة”.
كما أكد وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو أن خطة الولايات المتحدة الأمريكية تشكل خطأً كبيرًا، وتجلب الفوضى للمنطقة أكثر من تحقيق “السلام” والاستقرار، فيما حذر المتحدث باسم الحكومة التركية من أن “إعلان القدس عاصمة لـ”إسرائيل” يقضي على محادثات “التسوية” ويفتح باب الفوضى والأزمات ويشعل المنطقة”.
هنية
وعلى الجهة الفلسطينية، رفض رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” اسماعيل هنية بشدة الاعتراف الأمريكي بمدينة القدس المحتلة عاصمة لكيان الاحتلال “الإسرائيلي”، مؤكداً في رسالة بعثها لزعماء دول ومنظمات عربية وإسلامية أنّ إقدام واشنطن على هذه الخطوة ونقل سفارتها إلى القدس تجاوز لكل الخطوط الحمراء.
هنية شدد في رسالته على أن “الشعب الفلسطيني في أماكن وجوده كافة لن يسمح لهذه المؤامرة أن تمر، وستبقى خياراته مفتوحة للدفاع عن أرضه ومقدساته”، موضحًا أن “خطط الرئيس الأمريكي لنقل سفارة بلاده إلى القدس والاعتراف بها عاصمة لـ”إسرائيل” تعد تحديا صارخا لكل المواثيق والأعراف الدولية، واستفزازا كبيرا لمشاعر الأمة العربية والإسلامية، وستكون بمنزلة إطلاق شرارة الغضب الذي ينفجر في وجه الاحتلال”.
وأضاف هنية إن “نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس “تصعيد خطير يشكل غطاءً لحكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة لتنفيذ مخططاتها الإجرامية في تهويد مدينة القدس”، داعيًا الدول العربية والإسلامية للوقوف “صفا واحدا ضد مواقف الإدارة الأمريكية”.
من جهته، اعتبر السفير الفلسطيني في لندن أن ترامب يعلن الحرب في الشرق الأوسط على المسلمين والمسيحيين
*النواب الأمريكي يخفِّض المساعدات التي تقدِّمها الولايات المتحدة سنويًا للسلطة الفلسطينية
وفي سياق الضغط على السلطة الفلسطينية للخضوع لقرار ترامب جعل القدس المحتلة عاصمة للكيان الصهيوني، أقر مجلس النواب الأمريكي أمس مشروع قانون ينص على خفض شديد لمساعدات قدرها 300 مليون دولار تقدمها الولايات المتحدة سنويًا للسلطة الفلسطينية، ما لم تتخذ الأخيرة خطوات ملموسة لوقف مدفوعات وصفها مشرِّعون بأنها “مكافأة على جرائم العنف”، بحسب تعبيرهم.
وأيد المجلس “قانون تايلور فورس” الذي سمي باسم جندي أمريكي قتله فدائي فلسطيني طعنًا بالسكين خلال زيارته كيان العدو العام الماضي، حسبما ذكرت “رويترز”.
ووضع مشروع القانون الجديد بغرض منع السلطة الفلسطينية من دفع رواتب، يمكن أن تصل إلى 3500 دولار في الشهر، لأسر فدائيين قتلتهم السلطات “الإسرائيلية” أو زجت بهم في سجونها.
وقتلت شرطة الاحتلال الفدائي مهاجم فورس، فيما تتلقى أسرته مدفوعات شهرية، لكي يصبح التشريع قانونا يتعين أن يقره مجلس الشيوخ أيضًا قبل أن يوقعه الرئيس دونالد ترامب.
في المقابل، يؤكّد المسؤولون الفلسطينيون عزمهم على مواصلة تقديم هذه الأموال التي يعتبرونها شكلاً من أشكال الدعم لأقارب من سجنهم الاحتلال لقتالهم ضده، أو من لقوا حتفهم فيما له صلة بتلك القضية، وجرى تعديل التشريع الذي أقره مجلس النواب ليسمح باستثناءات مثل استمرار التمويل لمشروعات المياه ولقاحات الأطفال.