قائد الثورة في خطاب متلفز :
¶ناشدناهم لمراجعة مواقفهم ولم يكن بوسعنا الوقوف كمتفرجين أمام أخطر مؤامرة
معركة الميلشيات في صنعاء كانت مسنودة بتغطية جوية من العدوان
¶الظروف أصبحت مهيأة لإصلاح وتفعيل المؤسسات الحكومية لتقوم بمسؤوليتها في خدمة المواطنين
أشعلوا الفتنة ولم يراعوا حرمة مناسبة المولد النبوي
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأشهد ألا إله إلا الله الملك الحق المبين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله خاتم النبيين، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وارض اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين، وعن سائر عبادك الصالحين.
أيها الإخوة والأخوات، شعبنا اليمن المسلم العزيز، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في هذا اليوم التاريخي والاستثنائي والعظيم، يوم سقوط مؤامرة الغدر والخيانة، اليوم الأسود على قوى العدوان في مؤامراتها ومكائدها ضد شعبنا اليمني العزيز نتوجه ونتقدم بالتبريك والتهاني إلى كل أبناء شعبنا العزيز.
وبهذه المناسبة العظيمة والمهمة نتوجه أولا بالشكر إلى الله سبحانه وتعالى الملك الحق المبين، خير الناصرين، نعم المولى ونعم النصير، الله سبحانه وتعالى الذي نصر شعبنا ورحم شعبنا وأعان شعبنا، ووفق شعبنا لتجاوز محنة عصيبة وللانتصار على مؤامرة خطيرة وكبيرة استهدفته في أمنه واستقراره ووحدته وسعت لتقويض ثباته وصموده في مواجهة العدوان، وهدفت إلى تمكين قوى العدوان مما عجزوا عنه منذ بداية الحرب إلى أن أتت هذه المؤامرة من الاحتلال التام لهذا البلد والسيطرة المطبقة على هذا الشعب والامتهان لأحرار وشرفاء هذا البلد، فنحن نشكر الله ونحمده، فهو المعين وهو الناصر وهو الذي وقف مع شعبنا حينما خذله الآخرون وتآمر عليه الآخرون، وخانه الآخرون، شعبنا اليمني المسلم العزيز الذي توكل على الله ووثق بالله واعتمد على الله وجد في الله خير معين وخير نصير، لم يخذله في أي محطة من كل محطات التحدي ولا في أي موقف في التصدي لكل الإطار ولا تجاه كل المؤامرات والمكائد.
ثانيا: ندعو الله سبحانه وتعالى ونسأله الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى، الشهداء لهم إسهامهم العظيم في إسقاط هذه المؤامرة قدموا أرواحهم في سبيل الله سبحانه وتعالى وفداء لهذا الشعب حتى لا تنجح تلك المؤامرة الخطيرة جدا، وأسهموا أعظم الإسهام حينما قدموا أرواحهم وبذلوا حياتهم، نسأله الشفاء للجرحى الذين يعانون من جراحهم وهم قدموا من جهدهم وسعيهم وعملهم ثم من دمائهم ومن صحتهم وعافيتهم، وأسهموا الإسهام المهم كذلك، أتوجه أيضا بالتقدير الكبير لكل الأجهزة الأمنية ولكل الشرفاء في مؤسسات الدولة والذين بذلوا جهدا كبيرا وتحملوا مسؤولياتهم في التصدي لهذه المؤامرة، لتلك المليشيات الإجرامية والعميلة والخائنة، نشيد أيضا بإكبار وتقدير لكل القبائل وشرفاء القبائل الأحرار الذين وقفوا وصمدوا بكل وفاء، بكل مصداقية، بكل جدية في التصدي لهذه المؤامرة الخطرة، وأيضا نتجه بالتقدير والإعزاز إلى كل المواطنين الذين وقفوا والتفوا مع مؤسسات الدولة، مع المجاهدين، مع الأحرار، مع القبائل، وقدموا كل أشكال التعاون في سبيل التصدي لتلك المليشيات الإجرامية، أيضا نشيد غاية الإشادة بالموقف المسؤول الواعي للشرفاء والأحرار في المؤتمر الشعبي العام ولجمهوره أيضا الواعي الذي تعاطى أيضا بكل مسؤولية ووقف الموقف المسؤول والوطني تجاه هذه المحنة، لا ننسى أيضا الإشادة بكل الجهود التي بُذلت من أي كان، من كل فئات ومكونات المجتمع الذي وعى جيدا وأدرك بوضوح حجم هذه المؤامرة الخطيرة والكبيرة وما لها من تداعيات، وما لها من نتائج.
ومن جديد أثبت هذا الشعب في تصرفه تجاه هذه المؤامرة في موقفه منها، في موقف الجميع الذين تحلوا بالمسؤولية وتحركوا كما ينبغي والذين لم ينجروا حسب رغبة مليشيات الإجرام والعمالة ووقفوا الموقف المسؤول، أثبت الشعب العزيز بهذه، بموقف الجهتين أنه شعب الحكمة ووقف الموقف الحكيم الذي تمليه عليه مسؤولياته وتصرف التصرف الصحيح والسليم الذي تفرضه عليه حكمته ومسؤوليته وواجبه.
نحن اليوم عبَرْنا هذه المحنة الكبيرة وبفضل الله سبحانه وتعالى أُسقطت مؤامرة بهذا المستوى، بهذا الحجم الكبير شكلت تهديدا جديا لهذا البلد في أمنه وفي استقراره وفي تلاحمه الداخلي وهدفت بكل وضوح إلى تمكين قوى العدوان لسرعة الحسم الذي يسعون له بعد طول أمد الحرب وبعد إخفاقهم وفشلهم الكبير على مدى قرابة الثلاثة أعوام، واليوم هناك الكثير من الدروس المهمة تجاه هذه المؤامرة، هذه المؤامرة الخطيرة جدا فاجأت الكثير من أبناء الشعب اليمني وصدم بها الكثير من أبناء الشعب اليمني، وجرح بها نفسيا ومعنويا الكثير من أبناء الشعب اليمني، كيف يحدث هذا؟ الكثير تفاجأوا جدا، كيف يحدث هذا التحول من شخص ومن جهات معينة كانت تزعم طوال الفترة الماضية موقفها ضد العدوان، تعترف بكل وضوح وتقر أن العدوان ظالم وغاشم وإجرامي وغير مبرر وأنه يجب التصدي له فإذا بها من جديد تمد يدها للعدوان وتتآمر على الداخل وتسعى لأن تكون هي من تنهض بهذا الدور وتتبنى هذا الدور لتنافس فيه بقية المرتزقة والعملاء الذين كانوا منجرين ومتورطين في صف العدوان، بعضهم منذ بداية العدوان وبعضهم لحق فيما بعد، صُدم الكثير وقلق الكثير جدا، يعني في العاصمة صنعاء، المواطنين العاديين قلقوا على الأمن والاستقرار، دعوات صريحة وواضحة لأبناء الشعب اليمني في أن يقتتلوا في أن يحتربوا، في أن يهجموا على بعضهم البعض، في أن يقطعوا الطرقات، في أن، إلى آخره، دعوات فتنة دعوات شر، دعوات احتراب، دعوات اقتتال دعوات لتخريب الأمن والاستقرار وهكذا، موقف مفاجئ للكثير من أبناء هذا الشعب ومؤلم للكثير من أبناء هذا الشعب.
نحن منذ حدث هذا الموقف وكنا نرى وندرك له الكثير من المؤشرات والتحضيرات والترتيبات وكنا نسعى فيما قبل بشكل أخوي، وبشكل هادئ جدا إلى وقف تلك المؤامرة، إلى السعي لدفع هذه الفتنة قبل أن تحدث، وهذه المحنة، إلى صد هذه المؤامرة قبل أن تصل إلى هذه المرحلة، وكانوا يتهربون، أنا منذ أول اجتماع مع حكماء اليمن كان ذلك الخطاب في أول اجتماع مع حكماء اليمن في فترة العدوان هذه قبل أشهر، وكان هادفا بالدرجة الأولى إلى تفادي ما حصل في هذه الأيام، كنا ندرك من تلك المرحلة أن هناك توجهات غير سليمة، تنسيقات سلبية جدا مع قوى العدوان استعدادات خاطئة، أولاً حشد واستقطاب الناس تحت عناوين براقة لمرحلة معينة، ثم استعدادات عسكرية مكثفة جداً ثم الدخول في هذه المرحلة بالتحديد والوصول إلى ما فعلوه في النهاية.
وقلنا للإخوة في حكماء اليمن أنكم معنيون بالاهتمام بالانتباه هناك ما يهدد وحدة هذا الشعب هناك من تحدثنا عنه باسم الطابور الخامس الذي ينشط لنوايا مريبة وسلبية جداً ويعمل على خلخلة الصف الداخلي والتثبيط والتخذيل، وتلعّب وعرقلة كل تحرك جاد للتصدي للعدوان وإضعاف الجبهة الداخلية وصولاً إلى ما وصلوا إليه في الأخير.
عندما وصلوا في مشوارهم النهائي الذي هو إعلان موقف صريح وواضح لصالح دول العدوان تحت عنوان فتح صفحة جديدة معهم، وإعلان موقف عدائي وتخريبي في الداخل، قمنا بمناشدتهم وبصوت الحرص ولغة التفاهم يعني ما قمنا نتحدى ولا قمنا ننخط عليهم، ولا، قلنا نناشدك مناشدة سمع بها كل العالم وسمع بها الشعب، وجهنا إلى زعيم تلك الميليشيات العميلة والإجرامية مناشدة بأن يتراجع عن موقفه وأن يتعقل وأن يوقف ميليشياته عن الاستمرار في جرائمها وكذلك طلبنا من تلك الميلشيات الإجرامية أن تكف عن ما هي فيه، ومناشدة بحرص، لغة الحرص ودافع الحرص ولربما فهمها البعض على وجه الخطأ عندما سمعوا منا مناشدة بألم بإشفاق بحرص بلغة وطنية مسؤولة بحرقة على واقع هذا الشعب، فالبعض فهم تلك المناشدة فهماً خاطئا، أنها نبعت من حالة ضعف ومن حالة هزيمة وبالتالي تجرأوا إلى ما هو أسوأ، قوبلت تلك المناشدة التي كانت ناصحة قدمنا فيها نصحاً وبحرص على استقرار هذا البلد وبنصح حتى لأولئك الذين ورطوا أنفسهم فيما تورطوا فيه موقف خطير جداً.
قوبلت بموقف سلبي جداً بكلمة تضمنت إصراراً بالمسار الخاطئ الذي هم قد بدأوا به وفجروه وأيضاً تصريحاً واضحاً بعدائية كبيرة جداً ودعوة للشعب اليمني للاقتتال والاحتراب ووو إلى آخره..
وتوجه بلغة مختلفة تجاه قوى العدوان تحت عنوان الصفحة الجديدة، قوبل هذا الموقف وكان شيئاً طبيعياً أنه سيقابل يعني هي خطوات مرتبة ومنسقة بترحيب من قبل قوى العدوان ثم تلا ذلك نشاط إعلامي مكثف وكان بدأ النشاط الإعلامي من فترات سابقة وفي ذلك اليوم بشكل مكثف ولكن اتجه النشاط الإعلامي فإذا باللغة الإعلامية والخطاب الإعلامي موحداً بينهم، بين تلك الميليشيات وإعلامييها وبين دول العدوان، لا يختلف أبداً، فإذا بهم جبهة واحدة إعلامياً وسياسياً وعسكرياً، بكل وضوح وبكل صراحة، وهذا فاجأ الكثير من أبناء هذا الشعب وفاجأ الكثير من الشرفاء الذين هم بما تعنيه الكلمة شرفاء في المؤتمر الشعبي العام، فوجئوا وانصدموا جداً بما حدث وكانوا لا يكادون أن يصدقوا أعينهم ولا أن يصدقوا ما يسمعون أنه يحدث وأنه يقال، صدمة كبيرة جداً لهم كيف هذا التحول، قرابة ثلاثة أعوام كلام ضد العدوان وبين ليلة وضحاها موقف مع العدوان ضد الداخل كيف هذا..!
أتى أيضا الزخم العسكري والمشاركة العسكرية والاشتراك العسكري من خلال تغطية جوية وقصف جوي مكثف ومركز يساند تلك الميليشيات الإجرامية ويوفر لها الدعم الجوي على أساس أنها ستقوم بإسقاط العاصمة صنعاء، وبدأوا يقولون في وسائلهم الإعلامية أنهم سيطروا على مكان كذا ومنطقة كذا وعجالين القوم، عجالين يعني كان يصوروا أن قد با يكملوا صنعاء فوراً وأنهم ألقوا القبض على فلان وفلان وفلان وأن المعركة محسومة ومنتهية ومن ذلك التطبيل الإعلامي.
تزامن مع هذا زحف مكثف من قوى العدوان، سيما على جبهات نهم وصرواح، وزحف في بقية الجبهات للضغط، يدركون أننا في الداخل منشغلون جدا بالتصدي للعدوان في كل جبهات القتال، وكانوا يعولون على أن انشغالنا هذا سيؤثر على مدى تماسك الوضع الداخلي، وعلى مدى إمكانية تحرك أجهزة ومؤسسات الدولة والشعب معها لوأد هذه الفتنة، مع القصف الجوي المكثف الذي ساند تلك المليشيات وما ترافق معه من نشاط إعلامي وسياسي مُهِّدَ له أيضا –وبينهما ترابط كبير جدا- بالخطوات التي فاتت أيضا في استمرارهم -التي استمرت ولم تنته بعد- في إغلاق المنافذ والموانئ والسعي لخنق هذا الشعب العزيز بالحصار.
يعني كان هناك خطوات كثيرة منسقة ومترابطة فيما بينها، فاشتغلوا وأملوا على أن تنجح هذه الفتنة، وهذه المؤامرة، وسعوا إلى توسيعها إلى بقية المحافظات، أمّلوا أن تمتدّ إلى كل المحافظات الحرة، التي لا زالت تحت سيطرة الشعب ودولته، كانوا يراهنون على أن تصل الفتنة إلى كل قبيلة وإلى كل مدينة وإلى كل قرية، وأن تقطع كل طريق، وأن تسيل الدماء في كل حي، وفي كل شارع، وفي كل منطقة، وفي كل طريق، دمويون ومجرمون إلى حدٍّ عجيب! رغبوا بهذا ونادوا بهذا، وحرضوا عليه، ودعوا إليه بكل وضوح، ولكن في نهاية المطاف فشلت وسقطت هذه المؤامرة سقوطًا مدويًا وعجيبا وكبيرا وفي وقت وجيز جدا، في أقل من ثلاثة أيام، سقطت سقوطا رهيبا وكبيرا.
ما هي عوامل سقوط هذه المؤامرة؟ أول عامل رئيسي في سقوط هذه المؤامرة أن شعبنا المسلم العزيز يمن الإيمان، الذي واجه هذه المحنة في ذكرى مولد رسول الله صلى الله عليه وآله، وهو يحتفل به أعظم احتفال أقيم في العالم، يمن الإيمان! اجتمع هذا الشعب، اجتمعت أعداد هائلة جدًا، تذهب من كل المحافظات وهي تعاني الظروف الصعبة جدا، البعض لم يكن يحمل معه ولا فلسًا واحدًا من قسوة الظروف، ذهب إلى صنعاء لا يمتلك حتى قيمة الطعام وقيمة الشراب، وذهبوا من كل المحافظات، واجتمعوا اجتماعًا لا نظير له في أي مناسبة أو في احتفال بمناسبة المولد النبوي في أي منطقة من العالم. شعبنا يجتمع هذا الاجتماع المبارك بروحية إيمانية، بقلوب ومشاعر إيمانية، قلوب تحمل تلك المشاعر الإيمانية، وأولئك يبدؤون خطوات اعتداءاتهم، وترتيباتهم تتسارع، بهدف الوصول إلى عمليتهم التي يظنونها حاسمة.
لاحظوا الفرق بين طرف يتجه ليخون وطرف يعزز انتماءه الإيماني، هويته الإيمانية، روحيته الإيمانية، وينطلق بناء على هذه الروحية في واقع حياته وفي تحمّل مسؤولياته، وفي مواجهة التحديات، فرق كبير.
أولئك سلبوا التوفيق عندما بدأوا بعدوانهم على الشعب بالتزامن مع هذه المناسبة المباركة التي أول استهداف من جانبهم كان عليها، كان على هذه المناسبة، وعملوا على عرقلتها واستهدفوا الأمنيين في حمايتها، وكذلك استهدفوا منتسبي النجدة، فكان هناك فارق كبير.
هذا الشعب بهذه الروحية بهذه الأجواء هو شعب منذ بداية الأمر متوكل على الله، معتمد على الله، يدرك أنه يواجه تحديات كبيرة جدا، أخطاراً كبيرة جدًا، قوى ودول عندها إمكانيات وقدرات مادية ضخمة، تحالفًا واسعًا على المستوى الدولي والإقليمي والمحلي، ومع ذلك متوكل على الله ومطمئن إلى توكله على الله، يعرف ويعي ماذا يعني التوكل على الله، شعب يؤمن بالله ويؤمن بقدرته ويؤمن بعزته، ويؤمن برحمته، ويؤمن بحكمته، ويؤمن بصدق وعده، ويدرك جيدا وجرب منذ بداية هذا العدوان ماذا يعني التوكل على الله، ماذا يعني قوله تعالى {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}، واثق مطمئن، مستند إلى سند عظيم، ويلجأ إلى ركن وثيق، اطمأن إلى الله جل شأنه، هذا التوكل على الله وهذا الإيمان له أثر نفسي ومعنوي عظيم، يساعد على التماسك مهما كان حجم المؤامرات والتحديات، ومهما كان مستوى الأخطار، يتعامل الناس باطمئنان تام، ويتجهون من واقع هذا الاطمئنان الذي هو يعتمد على الثقة بالله والتوكل عليه، لتحمل المسؤوليات العملية، ماذا عليهم أن يعملوا ليعملوه.
فهذه الروحية الإيمانية، هذا التوكل على الله، هذا الأمل في الله، هذا الالتجاء إلى الله، هذا الاعتماد على الله، هو الذي يجعل شعبنا قويًا في مواجهة كل التحديات وكل المؤامرات وكل المكائد.
ولاحظوا الفرق الكبير في الوضع القائم، أولًا شعب توكل على الله، ثانيًا: تضافرت جهود أبنائه على تحمل المسؤولية، اجتمعت كلمتهم على وأد هذه الفتنة، ونجحوا، وأسقطوا هذه المؤامرة الكبيرة المدعومة إعلاميا وسياسيا وعسكريا وبكل أشكال الدعم، والتف حولها كل طواغيت العالم المشتركين في هذا العدوان، فإذا بشعبنا ينتصر في أقل من ثلاثة أيام.
أنا أقول لعشبنا العزيز: بالاعتماد على الله والتوكل على الله يستطيع شعبنا العزيز وبتحمله للمسؤولية وبتضافر جهود أبنائه في ذلك أن يحسم معركته في إسقاط مؤامرة كبيرة كهذه في مثل هذا المستوى المحدود من الزمن، وأن يصمد ألف يوم وأكثر من مائة ألف يوم في مواجهة عدوان تجتمع عليه فيه أغنى وأكبر القوى الدولية والإقليمية في إمكاناتها وقدراتها وخبراتها، وتتضافر جهودها في هذا العدوان عليه فيصمد، وهو يواجه أحدث ما وصلت إليه البشرية من إمكانات وقدرات عسكرية وخبرات عسكرية.
يصمد كل هذه الفترة الطويلة والخيانة لم تتحمل ثلاثة أيام، لكن شعبنا العزيز صمد كل هذه الفترة الطويلة ومستمر في صموده بعناصر رئيسية وأسس قوية وعظيمة بنى عليها صموده هذا، إيمان بالله وثقة بالله، تحمل للمسؤولية، تضافر وتعاون للجهود بين كل الشرفاء والأحرار من أبناء هذا الشعب.
درس مهم جدًا فيما حدث، وعوامل مهمة ساهمت في سقوط هذه المؤامرة الكبيرة جدًا، وإلحاق هزيمة تاريخية مدوية بقوى العدوان.
هم اليوم في حالة رهيبة من الغيظ، ونحن نقول لهم: {قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ}. النظام السعودي وكل من معه والأمريكي الذي أعلن بالأمس عن قلقه الشديد، الجميع منهم، الأمريكي البريطاني السعودي الإماراتي كل أولئك نقول لهم: {قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ}.
هم في حالة من الغيظ والحنق والتهديد والوعيد بالقصف الجوي على المواطنين، هذا هو أسلوبهم الدائم الذي يفعلون، إنما يزيد الناس عزماً ووعياً بحقيقة ما هناك، وصمودا واندفاعا بتحمل المسؤولية، هذا الشعب بإيمانه وتوكله على الله وثقته بالله وبوعيه بما هو فيه وحقيقة موقفه، وما أريد له من الآخرين من المعتدين- هذا شعب لا تنكسر له إرادة أبدًا، صامد وثابت، وينبغي لهم أن يعقلوا هذا، أن يفهموا هذا، إن كانوا يعقلون، إن كانوا يفهمون، إن كانوا يشعرون.
طبعًا نحن معنيون بعد إسقاط هذه المؤامرة الكبيرة جدًا معنيون جميعًا بالتوكل على الله، بالاستمرار في الصمود والثبات، في العمل الدائم -أقول لعقلاء وإلى اليمن- بالعمل الدائم على تضافر الجهود في الحفاظ على الأمن والاستقرار.
هذا التوجه من الجميع هو الذي حفظ بلدنا، وتجاوزنا به هذه المحنة، وأسقطنا به جميعا في هذا البلد هذه المؤامرة الخطيرة جدًّا، وألحقنا بفضل الله ومعونته، وبهذه الجهود وبهذا الوعي، وبهذا التوجه والاهتمام – ألحقنا هزيمة مدوية وتاريخية بقوى العدوان التي كانت معركة المليشيات كانت معركتها هي.
معركة المليشيات في صنعاء مليشيات علي عبد الله صالح كانت معركة للنظام السعودي والإماراتي وكان هذا واضح يعني ما كانوا منكرين قوى العدوان ولا هو أنكر كان الموقف واضح كلامه واضح وكلامهم واضح موقفه واضح وموقفهم واضح والإسناد الجوي لتلك المليشيات لم يكن يختلف عن الإسناد الجوي الذي كانوا يقدمونه في أي جبهة من الجبهات وتواصلاتهم هذا كلام يعرفه المشايخ والشخصيات والوجاهات في طوق صنعاء تواصلاتهم مع المشائخ بهدف استمالتهم للاشتراك في المؤامرة ولتقديم تسهيلات لإنجاح هذه المؤامرة أيضا واحد من الأنشطة التي كانت بارزة في هذه المعركة التي هي معركة لهم هي معركة لهم ولم تكن من تلك المليشيات معركة لصالح الوطن أبدا.
واحد من العناوين التي تقدم دائما عند البعض حتى عند المملكة السعودية النظام الملكي السعودي عنوان الحفاظ على الجمهورية والوحدة اليوم هل ماتت الجمهورية؟ الجمهورية ليست ذلك الشخص لا، الجمهورية نظام قائم موجود اليوم موجود اليوم في صنعاء وإن شاء الله أداء هذا النظام في المستقبل هو خير مما مضى ويختلف عما مضى في مسألة الظلم والاستبداد بالتوجه نحو العدل وبالتصميم والعزم والإصرار على تحقيق الاستقلال التام لهذا البلد لأن المرحلة الماضية كانت فيها مسألة الجمهورية عنوان فقط لسلطة تابعة أبدا ومطلقا للملكية السعودية وهي عميلة لأمريكا وجزء كبير من الأمور فيه عمالة واضحة لأمريكا، فعلى كل مستقبلنا أن شاء الله مستقبل اليمن المستقل الحر الذي تتكاتف وتتضافر جهود أبنائه في الحفاظ على أمنه واستقراره ووحدته وحريته وكرامته وأن نعزز في وضعنا الداخلي الأخوة، الأخوة بين كل المكونات بين كل القبائل، التعاون أن تعزز حالة التعاون لأنها مثمرة الله أمر بالتعاون (وتعانوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) وما أجمل أن هذه الآية طبقت ما أجمل ذلك طبقت في مواجهة هذه المحنة بشكل عجيب جدا فالتعاون على البر والتقوى الأمن الاستقرار الوحدة الحرية الاستقلال إفشال مؤامرة العدوان كان هو الشيء السائد وعدم التعاون على الإثم والعدوان هو الموقف الشريف والمسئول لأكثر منتسبي المؤتمر الشعبي العام الذين نشيد مجددا بموقفهم.
نحن في هذه اللحظة التاريخية لم نتعجل بالحديث كثيرا حول الشأن السياسي ولا غيره نحن يهمنا أن نوجز في الحديث عن بعض النقاط.
أولا: نؤكد من جديد أن المعركة كانت مع مليشيات محددة وزعيمها الذي أدارها ومولها ورعاها وأمرها وقادها وحركها وهذه المليشيات تحركت بعدوان واضح مرتبط بقوى العدوان وعملية تخريب إجرامية وهدفت إلى توسيعها لتشمل البلد ولكنها فشلت بحمد الله وبفعل جهود الشرفاء في هذا البلد ووعي أبناء هذا البلد.
فليست المشكلة مع المؤتمر الشعبي العام كحزب أبدا لا مع أعضائه وهم شرفاء وأنا أقول الكثير ساهموا حتى عملياً في الموقف اشتركوا في كل الجهود وبذلوا جهوداً كبيرة في إسقاط هذه المؤامرة ، فالإخوة في المؤتمر الشعبي العام هم إخوتنا نحن وهم أصحاب هم واحد مسؤولية واحدة في الدفاع عن هذا البلد ضد هذا العدوان في الاستمرار في موقف موحد في الإسهام في أمن واستقرار هذه البلاد في وضعه الداخلي يكفينا ما يحدث من قوى العدوان هذا شيء، وغير مسموح لأحد أن يحمل نزعة انتقامية أو تصفية حسابات شخصية أو استغلال ما حدث لأغراض شخصية، غير مسموح هذا أبدا وعلى الدولة أن تقوم بمسؤولياتها في منع ذلك وعلى الجميع أن يطمئن في هذا البلد ولسكان العاصمة صنعاء جميعاً أن ينعموا من جديد في الأمن والاستقرار فيما بينهم وفي وضعهم الداخلي، هذه نقطة مهمة أن يستمر الجميع في تضافر الجهود نحو التصدي للعدوان ونحو التعاون في كل همومنا الداخلية ومشاكلنا ومعاناتنا كشعب مظلوم ومستهدف ومعتدى عليه من قوى العدوان هذا جانب مهم جداً.
على مستوى الجانب الرسمي مهم جداً أن يكون هناك توجه كبير لتفعيل وتصحيح وضع مؤسسات الدولة هذا المسار كنا نعاني في المرحلة الماضية فيه من التعطيل والإعاقة الكبيرة جداً جداً بهداف باتت مكشوفة الهدف إفشال مؤسسات الدولة نهائياً وتحميل هذا الفشل على قوم معينين اليوم هناك ظروف مهيئة بشكل أفضل وبالتالي تتضاعف المسؤولية وتكبر المسؤولية ويسوء التقصير أكثر فأكثر، يجب أن يكون هناك اهتمام كبير بتفعيل مؤسسات الدولة ويجب أن يكون هناك تصحيح لوضع مؤسسات الدولة ولمحاربة الفساد وأيضاً العمل على إصلاح مؤسسات وأجهزة الدولة حتى تقوم بدورها المفترض في الدفاع عن البلد والتصدي للعدوان وحتى تقوم بدور أفضل في خدمة هذا الشعب العظيم الذي يستحق الخدمة.
أيضاً من المهم جداً في ظل هذه الظروف السعي دائماً للتصدي إلى كل محاولات متجددة لإثارة الفتنة أو تصوير ما حدث بصورة مختلفة لأن الصورة واضحة الصورة واضحة المسالة مكشوفة لا من جانب تلك الشلة وتلك المليشيات الإجرامية ولا من جانب قوى العدوان كلاً منهم كان واضحاً تجاه الآخر وارتباطه بالآخر وتبني ما حدث، ما حدث تبنته قوى العدوان وابتهجت به قوى العدوان وكان جزاء من عدوانه، أي محاولات لإثارة بلبلة وتقديم صورة أخرى عن الأمور نحن كنا واضحين في إنصافنا لكن لم يكن أبدا يليق بنا أو يمكن أن يحدث من جانبنا أن نتنصل عن مسؤولينا في ظروف كهذه أن نتفرج وان نترك الأمور تسير نحو الهاوية، لا ، كان علينا حتماً أن نقف الموقف المسؤول مع الدولة مع سكان العاصمة صنعاء مع أبناء شعبنا لإسقاط هذه المؤامرة وهذا تم بحمد الله.
في آخر هذه الكلمة لا يفوتني أن أتحدث عن عملية إطلاق الصاروخ المجنح صاروخ كروز إلى المحطة النووية في أبو ظبي هذا الحدث العظيم والمهم والكبير والذي يحمل دلالة كبيرة ومهمة والذي تزامن مع هذه المؤامرة قدم رسالة عظيمة ورسالة مهمة لقوى العدوان الذين وهموا ونحن قلنا لهم في ذكرى المولد النبوي أن توهمهم سراب وخيال خاطئين لم يستوعبوا بعد حقيقة قوة هذا الشعب في صلابته وثباته وتماسكه باعتصامه بالله وتوكله على الله وتضافر جهود أبناءه ومعنوياتهم وجهودهم الكبيرة وذكائهم وتحركهم الجاد والمسؤول في الوقت الذي كانوا يظنون فيه أن البلد ساقط وأنهم على شفا الهاوية خلاص منتهي منتهي ومتأهبين للوصول سريعاً إلى بقية المناطق الحرة واحتلالها إذا بهم يتلقون صفعة في سقوط مؤامراتهم في الداخل وفي ضربهم إلى العمق إلى هناك إلى الإمارات حيث يصل ذلك الصاروخ إلى محطة نووية هناك لنقول لهم طالما بلدنا ليس آمنا طالما بلدنا معتدىً عليه طالما وأطفالنا ونساءنا يقتلون طالما ومنازلنا تدمر طالما وأمننا من جانبكم مهدر وحياتنا مهدرة طالما وانتم في هذا العدوان لا يمكن أن تنعموا بالأمن ولا الاستقرار، وليس الوقت وانتم مستمرون في هذا العدوان أن تفكروا بإنشاء مشاريع ومحطات نووية ولا أي مشاريع بل نحن ننصح من جديد كل الدول التي لها استثمارات في الإمارات العربية المتحدة وفي المملكة العربية السعودية أن تأخذ بعين الاعتبار أن تلك الدول ما دامت سياساتها عدوانية وما دامت مستمرة في هذا العدوان على بلدنا فليس الوقت وقت استثمار ليست بيئة اقتصادية مهيئة أبدا ولا مناسبة ليبحثوا على دول أخرى يسيروا يستثمروا في سلطنة عمان، أو يستثمروا في دول شرق آسيا أو يستثمروا في العراق أو في سورياً التي باتت اليوم تتجه نحو أن تنعم بالأمن والاستقرار وإلا في الكويت مثلا لا بأس لكن في السعودية أو في الأمارات لا ، هذه دول اتجهت أنظمتها في مواقف عدوانية ومشاكل وفتن وحروب وتجر البلاء على نفسها وعلى ما لديها في نهاية المطاف بسببها هي واعتداءاتها هي في الوقت الذي تظنون أنكم ستسقطون هذا البلد وتقضون على هذا الشعب وتحسمون معركتكم إذا بكم تتلقون صفعة في إسقاط هذه المؤامرة وصفعة باليد الطولى القوة الصاروخية التي طالتكم إلى عمقكم ، يفترض لقوى العدوان أن تتعظ من الدرسين ومن الصفعتين أن تتعظ وان تفهم أن معركتها خاسرة وان عدوانها فاشل وانه ينبغي عليها وقد سقطت أكبر أوراقها في هذا العدوان أن تكف وان تتوقف عن هذا العدوان وإلا فلن تصل في النهاية إلى نتيجة أبداً لتثق للتأكد لتتيقن لن تصل في عدوانها هذا إلى نهاية حاسمة لمصلحتها أبداً مهما كان هناك من ظروف أو من تغيرات هي تغيرات طارئة وغير ثابتة وغير قابلة للاستمرار والبقاء بعض البلد احتلوه يمكن أن يتحرر بعض المناطق دخلوا فيها يمكن أن يطردوا منها ، ما يمكن أن تلحق بنا من معاناة بعدها أن شاء الله الفرج والنصر والعز والخير هذا هو يمن الإيمان اعرفوا يا قرن الشيطان يا منبع الزلازل والفتن ماذا يعني أن يكون نفس الرحمن من اليمن من هنا إن شاء الله يهب روح ونسيم الحرية والعزة والاستقرار والعدالة والخير إن شاء الله وبعون الله وبتوفيق الله .
في آخر حديثي أتوجه إلى شعبنا العزيز بهذه المناسبة أولاً بالاتجاه ما بين مغرب وعشاء اليوم إلى المساجد وأيضا النساء في البيوت لسجدة الشكر لله تعالى والتحميد لله سبحانه وتعالى الذي أنعم على شعبنا بسقوط هذه المؤامرة وافشل كل مساعي قوى العدوان في معركتهم هذه الخاسرة سجدة الشكر والتحميد لله وأيضا الخروج بمسيرة شعبية عصر الغد إن شاء الله للشكر لله سبحانه وتعالى وللتأكيد حول التفاف شعبنا بكله مع الدولة في الحفاظ على الأمن والاستقرار ورفض كل خيانة ورفض كل مساع لتخريب الأمن والاستقرار في الداخل ورفض كل جهود لشق الصف الوطني وللتأكيد على وحدة الصف والاستمرار في التصدي للعدوان، نرفض قوى العدوان وإن سمونا رافضة نرفضهم ونرفض مؤامراتهم ومكائدهم ومساعيهم التخريبية ونحن مستعينون بالله سبحانه وتعالى، المسيرة أيضا فيها شكر لله فيها إشادة بهذا التضافر للجهود من الجميع الذي كانت ثمرته بفضل الله ثمرة عظيمة، اسأل الله سبحانه وتعالى بفضله وجوده وكرمه أن يزيد شعبنا عزاً ونصراً وفلاحاً وإيماناً وحكمة ورشداً وأن يمن علينا بالأخوة والألفة بين القلوب واسأله تعالى أن يخذل أعداء هذا الشعب أن يلحق بهم الهزيمة والخسران والعاقبة للمتقين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.