عادل بشر
محمد وجميل وهيثم ثلاثة شباب لا يزيد عمر أكبرهم عن 25 سنة ولا يقل أصغرهم عن 22 عاما كل واحد منهم ينتمي لمحافظة , جمعهم السجن بتهم مختلفة فتعرفوا على بعضهم وكونوا صداقة متينة رغم قصر المدة التي قضوها في السجن وقبل ان تنتهي المدة القانونية لكل واحد منهم وقبل الخروج من أسوار السجن اتفق ثلاثتهم على تشكيل عصابة لسرقة الشقق المنزلية وفعلا اجتمع الثلاثة بعد خروجهم من السجن وكونوا عصابة برئاسة هيثم أكبرهم سنا وأكثرهم خبرة في عالم السرقة وقاموا باستئجار غرفة عبارة عن دكان أسفل إحدى البنايات وبدأوا بالتخطيط لعملياتهم مقررين ان تكون السرقات في الأحياء البعيدة من مكان اقامتهم وخصوصا المناطق الراقية.
قبل تنفيذ أي عملية كان الثلاثة يراقبون الحي الموجود فيه “الشقة السكنية” المراد سرقتها جيدا وكذلك مراقبة الداخل والخارج من العمارة التي فيها تلك “الشقة” والأوقات التي يتواجد فيها ساكنوها وعندما يتأكدون ان أصحاب “الشقة” ليسوا فيها يقومون بالسطو عليها وسرقة كل ما يستطيعون حملة من تلك الشقة ثم العودة ليلا الى حيث يقيمون في الدكان.
استمر الثلاثة على هذا الحال وزاد رصيدهم من السرقات وكلما تصرفوا بمحتويات السرقة تقاسموا المبالغ المالية فيما بينهم بالتساوي حتى أصبح لكل واحد منهم رصيدا في البنك.
زادت البلاغات بتعرض شقق سكنية للسرقة الأمر الذي جعل رجال الأمن يكثفون من تحرياتهم في الاحياء التي تعرضت فيها شقق للسرقة وتبين تركيز عمليات السرقة في الاحياء الراقية.
ووجد رجال الأمن أنفسهم أمام تحد صعب مع لصوص محترفين لا يتركون اي دليل وراءهم .
استمرت عملية البحث والتحري في تلك الاحياء والاحياء المجاورة وبكثافة حتى جاء اليوم الذي تلقى فيه رجال الأمن بلاغا من شخص قال انه “فاعل خير” يخبرهم عن الأشخاص الذين يقومون بالسرقة وبعد ان حدد لهم صاحب الاتصال مكان تواجد العصابة هجم رجال الأمن عليهم ليتضح بعد ذلك ان المتصل ليس سوى أحدهم هو الشاب محمد الذي اختلف مع شريكيه على نصيبه من إحدى السرقات وقرر الإيقاع بهم دون ان يفكر للحظة انهما سيعترفان عليه أثناء التحقيقات وسيشاركهم السجن كما شاركهم سرقة المنازل.
واعترف ثلاثتهم بجميع السرقات التي نفذوها منذ خروجهم من السجن المرة السابقة حتى عودتهم إليه نادمين على السنوات الي سيقضونها من اعمارهم بين أسوار السجن وعلى مستقبلهم الذي ضاع بسبب طمعهم في الحصول على أموال كثيرة بطرق سهلة وغير مشروعة.