مشاريع بن سلمان ومصر الخاسر الأكبر
فادي السيد
مشروع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عبر إقامة مدينة تجارية بين مصر والاحتلال الإسرائيلي والأردن وفتح قناة من محيط خليج العقبة باتجاه البحر الميت الهدف منه إعادة المنطقة إلى ما قبل حرب أكتوبر 1967م عندما اندلعت بين مصر والصهاينة لعدة أسباب أبرزها الممر المائي بين جزيرتي تيران والصنافير الذي أغلقته القاهرة كوسيلة ضغط على الاحتلال للانسحاب من صحراء سيناء وتم الاتفاق على ذلك في معاهدة كامب ديفيد ..
واليوم وبعد سحب الجزيرتين من السيادة المصرية من قبل السعودية وترسيخ محمد بن سلمان الممر بأنه دولي سيدفع الاحتلال إلى رفع دعوى قضائية في المحاكم الدولية من أجل التعويض على خسائر نفقات حرب 1967م لأن من أسباب الحرب ادعاء الاحتلال أن الممر المائي دولي والقاهرة كانت ترفض ذلك وهذا الأمر سيحول مصر إلى الجلاد وتل أبيب إلى الضحية أمام القضاء الدولي والأموال التي اخذتها من السعودية لا تكفي لدفع التعويضات .
أما النقطة الاخطر فهي أن زرع الجماعات الإرهابية والتكفيرية في صحراء سيناء أحد عواملها والعمليات الإرهابية المتزايدة في المحافظات المصرية الهدف منها ضرب الاقتصاد المصري وإنهاك الجيش ليكون ذريعة جديدة لعودة جيش الاحتلال إلى الصحراء تحت ما يسمى بمحاربة الإرهاب لكن هذه المرة لا تستطيع مصر الاعتراض أو إغلاق الممر عند جزيريتي تيران والصنافير لأنه أصبح ممرا دوليا وتحت السيادة السعودية وبالتالي تكون مصر قد خسرت المزيد من الأرضي لصالح الاحتلال وعاجزة عن المواجهة بسبب ضعف الاقتصاد والأموال .
مخطط بن سلمان يستهدف مصر من ناحية أخرى من خلال وضعها على القائمة السوداء الأميركية “قانون جاستا” الذي يتهم السعودية بالتورط في ارتكاب تفجيرات إرهابية في 11 من سبتمبر 2001م هو نفس الاتهام سيوجه إلى القاهرة بأنها شنت حربا على الاحتلال الإسرائيلي .
مشروع محمد بن سلمان لم يكتب له النجاح لعدة اعتبارات أهمها فشله في مشروع 2030م لمعالجة الأزمة المالية والاقتصادية السعودية التي لم يظهر منها سوى المزيد من الاعتقالات ليس آخرها اعتقال المئات من المعارضين والهجوم الإرهابي الدامي على أهالي مدينة العوامية وجرف أحياء بكاملها وتهجير أهلها فضلا عن معدل الفقر الذي ارتفع إلى أكثر من ستين في المئة والعامل الأهم والأبرز هو ما صرح به المسؤول الأميركي السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية إميل نخلة، أن نظام حكم العشائر السائد اليوم في دول مجلس التعاون، لا سيما في السعودية والبحرين لن يستمر طويلاً .
وأكد نخلة أن السعودية ستواجه مصيراً مشابهاً للبحرين رغم المشاريع التنموية الضخمة لمحمد بن سلمان. كما توقع المسؤول الأميركي السابق أن تكون ثورة الشباب السعوديين ضد النظام أطول من مسيرة نظرائهم البحرينيين .
* كاتب عربي