مسيرة العظماء الشهيد: إبراهيم محمد محمد المؤيد

 

زينب الشهاري
سلام الله على أرواحكم الطاهرة التي طافت في السماوات نوراً لو سطع على الأرض لملأها ضياء و بهاء و لفاحت نسمات الجنان في الكون و تبدلت الحياة فردوساً من قبس ضيائكم.
تموت الأرض كل الأرض إلا أرض ارتوت بدماء الشهداء، سلامٌ عليكم و أنتم تقاتلون تحت لهيب الشمس الحارقة وتفترشون رمال الصحاري الملتهبة وتقاسون شدة البرد في الجبال العالية، سلامٌ عليكم وأنتم تدافعون عن كرامة وطن يريد البغاة هدرها و حرية يسعون إلى سلبها، سلامٌ عليكم وأنتم تحمون بصبركم ومصابرتكم وثباتكم وعزائمكم ثغور الوطن وتلقنون الأعداء شر الهزائم، سلامٌ عليكم وأنتم ترسمُون معالم النصر وإشراقة الفجر القادم و تخطون بتضحياتكم مستقبل الأجيال الواعدة، سلامٌ عليكم يوم ولدتُم أحراراً كِباراً وغيركم ولدوا عبيداً صغاراً، سلامٌ عليكم يوم تنتصرون لوطنكم وأمتكم بعون الله، سلامٌ عليكم يوم تَرتقون إلی السماء شهداء كراما أعزاء…
لنحلق في رحاب قصة من قصص العظماء و نعيش الإيمان واليقين في أعلى مراتبه فنزكي أنفسنا و ندفع بها لتصعد في سلالم مجدهم وتشتاق لما وصلوا إليه فتحذو بإذن الله حذوهم
الشهيد/ إبراهيم محمد محمد المؤيد
من مواليد محافضة صنعاء من أبناء مديرية ضلاع همدان، متزوج ولديه ولد و بنت، تربى الشهيد بين أسرة محافظة موالية لأهل البيت عليهم السلام كان كثيرا ما يذهب إلى صعدة لزيارة العلماء وكان يتلقى دروس العلم من السيد بدر الدين الحوثي رحمه الله وقد كانت بداية انطلاقته في الحرب الرابعة شارك في الحرب الرابعة والحرب الخامسة بالجهاد والمال وكان الشهيد إبراهيم المؤيد يفتح منزله للجرحى في وقت لم يكن أحد يستطيع التكلم عن المسيرة القرآنية وكان شديد التكتم وحريص على أن يكون كل شيء سري ولوجه الله،، كان الشهيد إبراهيم يحب الإحسان إلى الآخرين وإلى أسر الشهداء وألأسر التي ليس لديهم من يعيلهم، كان كريما لأقاربه ولمن حوله وكان يفتح منزله للنازحين الذين أخرجوا من ديارهم بسبب الحرب الظالمة وللضعفاء الذين لا مأوى لهم كان إنساناً عطوفاً بمعنى الكلمة في زمن قلت فيه الأخوة والرحمة.
شارك الشهيد إبراهيم المؤيد أيضا في الحرب السادسة وكانت من أقسى الحروب على محافظة صعدة، ثم انطلق الشهيد بعد ذلك الى محافظة صنعاء هو وزوجته واعتبر الشهيد ذلك نصراً عظيماً بأن تمكن أنصار الله من اقتلاع منظومة الفساد المتمثلة في المجرم علي محسن وأعوانه، وفي صنعاء قام الشهيد بافتتاح مكتبة وطابعة خاصة بالمسيرة القرآنية تقوم بطبع الملازم والشعارات وكتب أهل البيت عليهم السلام، كان الشهيد إبراهيم غيورا على المسيرة وشديد الغضب إن تطاول أحدهم على رموزها العظماء ويدافع عنهم بكل قوة، كان الشهيد إبراهيم المؤيد يدعوا الله دائما أن يرزقه الشهادة في سبيله فقد كان قنوعا من الدنيا غير محب لزينتها ومظاهرها الخداعة وذات يوم قالت له زوجته في يوم استشهاد الصحفي عبدالكريم الخيواني وكان ذلك قبل استشهاده بأربعة أيام: (ما أبشعها من جريمة و يا لهم من غدرة عندما اغتالوا الصحفي وهو عائد إلى منزله، فقال لها الشهيد: بالعكس إنها أجمل شهادة في سبيل الله)
اشتغل الشهيد أيضا بعد دخوله صنعاء مع أحد القضاة التابعين لأنصار الله ولم تكن تعلم زوجته بذلك الا عندما كان الرجال يحضرون للبيت ومعهم قضايا و ملفات يريدون منه حلها و كانت تتفاجأ عندما تسمعهم يشكرونه ويثنون عليه في حلها،، مع العلم أن الشهيد إبراهيم كان صغيرا في السن ولم يكن يحكي عن عمله كثيراً وعندما يسأله أهله يتحفظ عن الإجابة ويقول ( سرريااات)
رحل الشهيد وهو في زهرة عمره لم يتجاوز السابعة والعشرين ولديه من الأبناء ولد وبنت،، فهنيئاً هنيئاً له ولأهله هذا الوسام العظيم والفضل من الله.
تلقت أسرته خبر استشهاده وكان ذلك بمثابة صدمة لهم لكنهم حمدوا الله أن رزق ابنهم الشهادة وكان كل من في البيت يعلم بالخبر إلا زوجته لم يستطع أحد إخبارها لأنها كانت تحمل له طفلاً في شهره السادس،، وبعد أن علمت تلقت الخبر بألم كبير لكنها كانت محتسبة صابرة،، وكذلك كانت أم الشهيد عظيمة صبورة تلقت الخبر بحزن شديد وفي نفس الوقت صبر وحمد الله على أن رزق ولدها وهو الولد الاصغر بين أولادها نعمة الشهادة في سبيله،
سلام الله عليكم يا رفقاء النبي وآله، قلوبنا معكم تشعر بكم، تهنئكم تتمنى لو أنها بجانبكم و تنعم مثلكم، فيا الله انعم علينا وارزقنا الشهادة فنكرم بهكذا هدية ونظفر بهكذا فضل، سلام الله على أرواح الشهداء أزكى السلام).

قد يعجبك ايضا