*مجزرة الحُجاج الكبرى..كتاب للباحث حمود الاهنومي يوثق جريمة آل سعود بحق حُجاج اليمن.. “الثورة” تنشر الكتاب في حلقات.. “الحلقة السادسة عشرة”
فاض الأدب الــيــمــني حزنا وأسى على الـشــهــداء، وتحريضا بالانتصاف لهم، وتفنيدا لعقائد الوهابيين في تكفيرهم للمسلمين، وتفاعَل الأدبُ بنوعيه الرسمي الفصيح والشعبي الحميني، وهو تنوُّعٌ يشير لتنوع المتفاعلين مع القضية رسميا وشعبيا، ويمثِّل ذلك الأدبُ أصدقَ تعبيرٍ عما كان يدور في الوسط العلمائي والوسط الرسمي والشعبي من تفسيرات للحادثة وتوجُّهاتٍ إزاءها.
ثانياً: الأدب الشعبي الحميني
في الأدب الشعبي تشتهر قصيدة (يا الله العونْ بكْ يا وثيق الحبالْ)، وهي مبنية على هيئة شعر الموشحات متألِّفة في كل دورٍ من أربعةِ أشطار، ويتبدَّل فيها الروي في كل مرة، في حين يتبع الأسماطَ الأربعة قفلٌ من شطرين، برويٍّ واحد، ويتكرر الشطر الأخير من القفل في كل الأقفال.
ويبدو أن هذه القصيدة قد تم الإضافة فيها والتعديل والتغيير، فقد كان الناس في جهات حجة يتداولونها في المناسبات ولا سيما في الأعراس، وتقول في بعض أبياتها إن قائلها: (ابن عامر)، وهنا في صنعاء وجدت نسخة أخرى يذكر قائلها أنه (علي بن أحمد جبل)، تتشابه والأولى في الشكل وفي كثير من المضمون أيضاً ، ولعل كلتا القصيدتين نقلتا عن أصل آخر لاختلاف بينهما، حتى في الأبيات التي أوردتها كلتا القصيدتين.
وهي في مجملها تعبير عن السخط الشعبي تجاه تلك المجزرة، ووصف لبشاعتها، ودعوة للجهاد ضد مرتكبيها، وإشادة بالإمام وبولده سيف الإسلام أحمد، والطلب منهما لغارة مسرعة نحو أهل نجد الذين قد غيروا في الدين، وذكر أنهم كثيرو العدد ذوو أسلحة من (الخيار) في مقابل حجاج لا يعرفون تلك الديار، وتكرار الدعوة إلى الحرب، والقتال على الدين وأخذ الثأر، وأنه قد لاح نجم السعادة، وأتى النصر، والدعاء للإمام الذي حمى الدين من الإنجليز ومن أصحاب عبدالعزيز.
1- مختارات من قصــيدة (يا الله العون بك يا وثيق الحبال) – نسخة ابن عامر(1)
يا الـلـه ادْعُوكْ يا غافرا للذُّنوب
كاشفُ الضرِّ منْ عبدِهْ والكروبْ
عبدْ عاصيْ وراجيْ لمحوِ الذنوبْ
مَنْ سواكْ يا إلهي علينا يتوبْ
إغفرِ الذنبْ وامحي جميع الفعال
يا الـلـه العونَ بَكْ يا وثيقَ الحِبالْ
يا إلهيْ لكَ الحمدُ في كلِّ حالْ
حمدْ دائمْ مدى الدهرْ ما لِهْ زوالْ
مجريَ المُزْنْ بين السحابِ الثقالْ
جلَّ أمرَكْ لكَ العِزّ ثم النوالْ
يا لطيفا تباركْتْ يا ذا الجلالْ
يا الـلـه العونَ بَكْ يا وثيقَ الحِبالْ
يا سلامي علا المامْ إمام الهدى
نجمْ مصباحْ منْ نورِهْ قد بدا
ما نَغَمْ طائر السعدْ وطير الهدى
تشمل الكلّْ والتابعين من بدا
والوصيْ زوجْ بنتِ الرسول الكمالْ
يا الـلـه العونْ بَكْ يا وثيقَ الحِبالْ
بلِّغِ الخطّْ والَاخْبارْ نحو الــيــمــن
لِحْمَدٍ واليَ الأمرْ محيي الوطن
ناصرِ الدينْ والحقْ وقاء السننْ
غارةٌ مسرعهْ بالجيوشْ منْ يمنْ
جيشْ يملِّي العروضْ (مِنَّها) والجبالْ
يا الـلـه العونْ بَكْ يا وثيقَ الحِبالْ
غارةٍ مسرعهْ يا وليّ الرقابْ
غابتِ الشامْ واْرْضَ الــحــجاز الكلابْ
اعتدوا فوقْ حــجــاج شيبهْ وشابْ
لا سقى الـلـه تنومهْ وساقِ الغرابْ
قاتلوهمْ بأبطالْ أشدّ القتالْ
يا الـلـه العونْ بَكْ يا وثيقَ الحِبالْ
أهل نجدًا في الدينِ قدْ غيَّروا
قدْ بلَغْ كل ما كانْ قدْ سيَّروا
أيها الناس بالباطل تعبَّروا
غيروا كل ما كانْ قد أبدعوا
الـلـه الـلـه واستنكروا ذا الفعالْ
يا الـلـه العونَ بَكْ يا وثيقَ الحِبالْ
كيفْ يا ربْ تعطي خصيم الــحــجاز
التقاهم عدو الـلـه بالبراز البراز
أشبع الذئب لحما وعجزا وباز
ثم ينادي لهم بالنجاز النجاز
قاتلوا كل حجٍّ حرامٍ حلالْ
يا الـلـه العونَ بَكْ يا وثيقَ الحِبالْ
ضاقتِ الأرضْ لكْ جيفةً والقتولْ
كنُّهم في العوارضْ شبيه السيولْ
مردفين الرواحلْ وفوق الذلولْ
يا لهم من مظالم تشيب العقولْ
املأوا الحَيْد والسايلهْ والرمالْ
يا الـلـه العونَ بَكْ يا وثيقَ الحِبالْ
لَمَّتَ اْلافْ متْسَلِّحينْ للخيارْ
ومن البدو ذي عالمين الديار
وعلى الوفد ذي غابيين الديار
ما معاهمْ بتلك الطريقِ اختبارْ
لا ولا قومْ متسلِّحين للقتالْ
يا الـلـه العونَ بَكْ يا وثيقَ الحِبالْ
كل حجٍّ من الــمــســلــمين وحّدا
كتب الـلـه بأنهمُ الشهدا
والشقيْ صارْ منهمْ من السعدا
يوم يلقى محمدْ يمدُّ اليدا
يمحو لهُ الـلـه كلَّ الفعالْ
يا الـلـه العونَ بَكْ يا وثيقَ الحِبالْ
يا إلهَ السماواتْ أنت الودودْ
اجعلَ اصْحَابَ نجدٍ كما قوم هود
وكبيرًا لهمْ مثلِ فرعونْ يعودْ
يوردِ القومَ ناراً وبئس الورودْ
أهلك الـلـه أطفالَهمُ والرجالْ
يا الـلـه العونَ بَكْ يا وثيقَ الحِبالْ
إن قومٍ من الكافرين البغاه
يفعلوا مثلما سيَّروه الطغاه
في وفودٌ وحزبٌ وضيف الإلهْ
فرق الـلـه شملَ القرودِ البغاهْ
يا إلهي اجعلِ النارَ مثوىً لهم
والمجالْ
يا الـلـه العونَ بَكْ يا وثيقَ الحِبالْ
كيفَ يا ربْ يرضيك فعلُ الردي
في عبادَكْ من الكافر المعتدي
وهمَ اضْيافْ عندَكْ وكمْ وافدي
فارقَ اهْلَهْ وفي طاعتك قاصدي
قومْ ملبينَ في البيتِ يمحو الفعالْ
يا الـلـه العونَ بَكْ يا وثيقَ الحِبالْ
نِعْمَ قومٌ في الميتة الحاليهْ
مستريحينْ في جنةٍ عاليهْ
عند رضوانْ واعْيانها جاريهْ
وقطوفٌ وأثمارها دانيهْ
وحورٌ من العين حوين الكمالْ
يا الـلـه العونَ بَكْ يا وثيقَ الحِبالْ
نسأل الـلـه يعجِّلْ بإيصالهمْ
لَى بلادٍ قريبهْ واحنا لهمْ
نلقِّيْهِمُ بحربٍ لإقبالهمْ
نشلّ الغنايمْ منَ امْوَالِهمْ
ثمَّ نعْدِيْ لفود الخيول والبغالْ
يا الـلـه العونَ بَكْ يا وثيقَ الحِبالْ
وعلى الإمام يدِّي لنا ما نريدْ
حاليات البنادقْ ومونهْ جديدْ
صاغْ أصلي منَ اْيَّام عبدالحميدْ
ذي لهُ البلْغْ في المقربهْ والبعادْ
والسلاح الجرامل حِسِينَ القِفالْ
يا الـلـه العونَ بَكْ يا وثيقَ الحِبالْ
والصرف يدِّي لنا ما معهْ
حب صفرا وبيضا من النايعهْ
لاْجْل كلاًّ يقاتلْ وصرفهْ معهْ
يقسم القرش مصروف بينَ اربعهْ
والعريفهْ في اليوم واحد ريالْ
يا الـلـه العونَ بَكْ يا وثيقَ الحِبالْ(2)
قهر الـلـه خصيمْ احْمَدْ بِنْ الِّمامْ
ورقى للمعالي إلى اعْلى مقامْ
كاشف الضر ما يرتضيهِ الأنامْ
حاز كلَّ الفضائلْ فوقَ الأنامْ
ما يكونوا لهُ الناسْ جَمْعهْ مثالْ
يا الـلـه العونَ بَكْ يا وثيقَ الحِبالْ
أحمد النصر والفتحْ يوم الجهادْ
أحمد الموت يقضي على من أراد
كل واذي من الجوفْ عرضه شداد
ثمَّ أذِّنْ فيَ الناسِ يومَ الجهادْ
ما فيَ الناسْ كاْحْمَدْ ولا لهْ مثالْ
يا الـلـه العونَ بَكْ يا وثيقَ الحِبالْ
أحمد الليث مشهور يوم الحظا
أحمد الأصلْ والفرعْ منه الرضا
أحمد البدرْ من نورهْ قد أضا
ولهْ فعالْ من جدِّهِ المرتضى
قد حوى المجد واختص فيه الكمالْ
يا الـلـه العونَ بَكْ يا وثيقَ الحِبالْ
قال ابنْ عامرْ الْشَّاعر المعتني
يا بديعَ السماواتْ لاطَفْتَني
واعفُ عني لما قالُّهْ ملقَني
وإلى الخير يا رب دلَّيْتَني
واحمني من جهنمْ ونار الشعالْ
يا الـلـه العونَ بَكْ يا وثيقَ الحِبالْ
يا غياث الخلائقْ تكُنْ بي رؤوفْ
أمِّنِ العبد يا ربّ مما يخوف
واقبلِ العذرَ يومَ اللقا والوقوفْ
وتمجّدْتْ أنت الرحيم العطوفْ
يا إلهي تباركت يا ذا الجلالْ
يا الـلـه العونَ بَكْ يا وثيقَ الحِبالْ
شُبُّوَا الحرب يا اهْل التقى عجِّلوا
وافْعلوا الخير لله ذي تفعلوا
كافة الناس يا سامعين اعقلوا
القرانات من كل شق اقْبَلوا
قاتلوهمْ على دينِكمْ يا الرِّجالْ
يا الـلـه العونَ بَكْ يا وثيقَ الحِبالْ
شُلُّوَا العزم في الساعة الحاظيهْ
وخذوا الثأر بالــحــجةِ الماضيهْ
من يجاهدْ ففي عيشة راضيهْ
ثم يا ليتها كانتِ القاضيهْ
نأخذ الأجر بالفائدة والكمالْ
يا الـلـه العونَ بَكْ يا وثيقَ الحِبالْ
لاح نجم السعادهْ وعاد الأجلْ
وأتى الـلـه بالنصر فوق الأملْ
لكنَ اسْتَغْفِر الـلـه إذا اللِّسْن زلّْ
حيث يا رب ما لي بغيركْ وسَلْ
فاعفُ عني إذا عاد عذري يقالْ
يا الـلـه العونَ بَكْ يا وثيقَ الحِبالْ
أسألك تنصر الإمام نصرا عزيزْ
ذي حمى دين الإســـلام منَ الِاْنكليزْ
ومن الكفرْ واصْحاب عبدالعزيزْ
واجعلِ اْعْدَاهْ ما تصبحِ الا هزيز
وجميعْ ما معاهمْ يصيرْ بيت مالْ
يا الـلـه العونَ بَكْ يا وثيقَ الحِبالْ
يا جميعَ العوالمْ من الــمــســلــمينْ
شبُّوا الحربَ لكن بذمهْ ودينْ
واجمعوا القوم واعدوا على الظالمينْ
وسلام على نوح في العالمينْ
ذي دعا دعوة الحقْ من ضيقِ حالْ
يا الـلـه العونَ بَكْ يا وثيقَ الحِبالْ
أيها الناس لا بدّ من ميسره
أسمعوني لما أقولْ في التَّسْيِره
الجهادْ حقّْ واجبْ على الكفره
قد عصوا وبغوا فهمُ الفجرة
وقضى الـلـه في أمرهِ ما يقالْ
يا الـلـه العونَ بَكْ يا وثيقَ الحِبالْ
أيها الناس لا تفرحوا بالغرورْ
إنما العزّ في المرتبهْ والسرورْ
يوم نلقى محمد بيوم النشورْ
كم لهُ من كراماتْ وكمْ لُهْ قصورْ
طاهر البيت مَنْ كلَّمَتْهُ الغزالْ
يا الـلـه العونَ بَكْ يا وثيقَ الحِبالْ
جاهدوا أيها الناسْ بأموالكمْ
وابْذُلوا النفس يصلحْ لكمْ بالكمْ
واتقوا الـلـه ذي أَصْلَحَ احْوالَكُمْ
وتموتوا على خيرْ أفعالكمْ
قولوَا الحقّ ما بعدَهُ الَّا الضلالْ
يا الـلـه العونَ بَكْ يا وثيقَ الحِبالْ
يا الـلـه اليوم يا مَنْ يدكْ قادرهْ
ولكَ اعْيانْ يا ربنا ناظرهْ
أنت عالم بسري وبالظاهره
ظني الخير أنا طالب المغفره
واعف عني إذا عاد عذري يقالْ
يا الـلـه العونَ بَكْ يا وثيقَ الحِبالْ
الصلاة تبلغ الطهر ثم السلامْ
تبلغَ اْحْمَدْ وآلهْ نجوم الظلامْ
عدّ ما لاح في الجو طير الحمامْ
وعلى الآل والتابعين الكرامْ
ما لمع كلّ بارقْ وما المزن سالْ
يا الـلـه العونَ بَكْ يا وثيقَ الحِبالْ
2- مختارات من قصيدة (يا الـلـه العون بك يا وثيق الحبال) – نسخة ابن جبل(3)
… …. بالكتاب المبين
نزل فيه جبريل ذي هو أمين
بلغ به إلى خاتم المرسلين
أمرت بالحج فرض علينا يقين
فلهذا أجبناك بالامتثال
يا الـلـه العونَ بَكْ يا وثيقَ الحِبالْ
كيف يا رب تعطي خصيمٍ مبين
صافناتٍ يقاتلْ بها المؤمنين
وهو الرجسْ إبن السعود اللعين
وهو كان عندك من المنظرين
لا ولا اْوْفَا بما عاهد اللهْ وقالْ
يا الـلـه العونَ بَكْ يا وثيقَ الحِبالْ
كيف يا ربنا تمهل الناصبي
ذي قطع بين أمرك وقول النبي
حارب البيت والواصل الراغبي
ومنع كل من يبذل الواجبي
هو الخصم والمعتدي لا محال
يا الـلـه العونَ بَكْ يا وثيقَ الحِبالْ
يا مسلمينْ كيفْ عاد السرورْ
وحــجــاجنا في بطون النسور
من ذاك ملحق بهم في المغول
سواءك يا من عليك الصبور
فالغوث بك يا مُجيب السؤال
يا الـلـه العونَ بَكْ يا وثيقَ الحِبالْ
كيف يا غارةَ الـلـه يا اهْلَ العقولْ
حــجــاجنا اليومْ ساروا قتولْ
ساروا مقاتيلْ بتلكَ السهولْ
غُرَبَا مساكينْ وماذا نقولْ
كيفَ عادْ سلا لا وكيف الحلالْ
يا الـلـه العونَ بَكْ يا وثيقَ الحِبالْ
يقولْ عليْ أحمدْ جبلْ في القصيدْ
أمسيت ساهرْ وعقلي بليدْ
مِن علمْ أغضبْ جميع العبيدْ
فابن جبل ليس عاده يريد
دون الشهادة واسير بروس النبال
يا الـلـه العونَ بَكْ يا وثيقَ الحِبالْ
ضاقت الأرضْ من قتلةِ اْهْلِ الحجاز
التقاهم عدو الإله للبراز
واشبع الذيب لحما وعجزا وباز
ثم نادى يقول النجاز النجاز
قاتلوا كل حجٍّ وقتله حلال
يا الـلـه العونَ بَكْ يا وثيقَ الحِبالْ
لمت عليهم الف متسلحة بالخيول
كانِّهِم في العوارض مثل السيول
مردفين الرواحل وفوق الذلول
والخيول الصواهل تشل العقول
إمْلَتِ الحيدْ والسايلهْ والرمال
يا الـلـه العونَ بَكْ يا وثيقَ الحِبالْ
جمعوا قوم من برِّها والبحار
والبداوه لي عامدين في القفار
وعلى الوفد ذي هم غريبين ديار
أذي ما معاهم بتلك البلاد اختبار
لا ولا قومْ متسلحهْ للقتالْ
يا الـلـه العونَ بَكْ يا وثيقَ الحِبالْ
يقولْ عليْ احْمَدْ حسين يا رشود
أمسيت ساهر حزين الكبود
حــجــاجنا اليوم ساروا فيود
شاهد الموت منهم بأرض النجود
ساروا لحوماً مقطع وصال
يا الـلـه العونَ بَكْ يا وثيقَ الحِبالْ
أمسيت في الليل باكيْ حزينْ
ودمعي على الخد مثل الزنينْ
والقلب ضايق وفيه الحنينْ
يا عين ابكي بُكا كل حين
على من بنجدٍ وتاك الرمالْ
يا الـلـه العونَ بَكْ يا وثيقَ الحِبالْ
قد بكت الجن الذي في الحيودْ
وبِكْيَتْ وحاشٍ بكلِّ الردودْ
ثم بكيَتْ أطيارْ وادي زرود
منَ اْفْعالْ عبدالعزيز السعود
الباغيَ الكلب ابن الضلال
يا الـلـه العونَ بَكْ يا وثيقَ الحِبالْ
كيف حــجــاجْ قتُّلوهمُو وُحَدا
كتب الـلـهْ لهُمْ أنهُمْ شهدا
والشقيين صاروا منّهم سُعدا
ويوم نلقى محمد ومدّ اليدا
ثم يمحي لهُ الـلـهْ كلَّ الفعال
يا الـلـه العونَ بَكْ يا وثيقَ الحِبالْ
ألف طوبى لحــجــاجنا الــمــســلــمين
ولربنا الأمر في الظالمين
قاتل الـلـهْ نجداً في العالمين
يصبحوا الكل في دارهم جاثمين
شرّدَ الـلـه إجماعهم بالوبال
يا الـلـه العونَ بَكْ يا وثيقَ الحِبالْ
يا إله السماواتْ أنتَ الودود
اجعل اصْحَابْ نجدٍ كما قوم هود
وكبيراً لهم مثل فرعونْ يعود
ذي أورد القوم النار بئس الورود
أهلك الـلـهْ أطفالهم والرجال
يا الـلـه العونَ بَكْ يا وثيقَ الحِبالْ
فكيف يرضيكْ يا رب فعلا ردي
في عبادك من الباغي المعتدي
وهم ضيفانْ عندكْ وكم وافدي
فارقَ اهْلِهْ وفي طاعتكْ قاصدي
واحترمْ سعي بيتك بهذا الفعال
يا الـلـه العونَ بَكْ يا وثيقَ الحِبالْ
فأين الاســـلام من شامها والــيــمــن
أين من كان يعرف شروح السنن
أين قوم يعدون طود المحن
أين أهل المهاري وهجم الزمن
أين صبيان ذي يطعنوا بالنصال
يا الـلـه العونَ بَكْ يا وثيقَ الحِبالْ
أيها الناس من كان حامل سلاح
حامُوَا الدين يا اهل العقول الرزاح
جاهدوا بعد هذا قدِ النصر لاح
ارجعوا الـلـه وفي حب سيد الملاح
ومن توكّل على الـلـه نال السؤال
يا الـلـه العونَ بَكْ يا وثيقَ الحِبالْ
أيها الناس ما هذه الخاتمه
القيامه بذا وقتنا قائمه
والحوايم على الــمــســلــمين حايمه
والجنايات في الدين متلاحمه
وكثير من الناس عنده مقال
يا الـلـه العون بك يا وثيق الحبال
واسألك تنصر المَامْ(4) نصرا عزيزْ
ذي حمى دين الاسلام من الإنقليز
ومن الكفر واصحاب عبدالعزيز
واجعلِ اعْداه ما تصبحِ الَّا هزيز
وجميع ما معاهم يصير بيت مال
يا الـلـه العونَ بَكْ يا وثيقَ الحِبالْ
يا جميع العوالم من المسلمين
شبوا الحرب لكن بذمة ودين
واجمعوا قوم تعدو على الباغيين
وسلام على نوح في العالمين
ذي دعا دعوة الحق من ضيق حال
يا الـلـه العونَ بَكْ يا وثيقَ الحِبالْ
ما ظهر لي من ابن السعود إيش به
مظهر الدين والكفر في مذهبه
قربْ لله أما النبي كذَّبِه
فبهذا أرى لعنته واجبه
وِانْ قلنا نوقِّفْ فقد هو محال
يا الـلـه العونَ بَكْ يا وثيقَ الحِبالْ
لو كان معنا للحرب آله وزاد
والبنادق مع الجبخانه(5) وجاد
لكان نسافر بأنفسنا للجهاد
ونحمي الدين طاعة لرب العباد
ثم نعدي لفيد الخيول والجمال
يا الـلـه العونَ بَكْ يا وثيقَ الحِبالْ
لكن إذا نوينا نجاهد وقلنا قيام
ردنا البعد عنهم وأمر الإمام
حيث فيها رهائن واسم النظام
والمعاشات قلّت وصرف الطعام
لا ولا به مع الناس شي بيت مال
يا الـلـه العونَ بَكْ يا وثيقَ الحِبالْ
سافر القلب ما عاد لها الا الغروم
وعلى الله قصد السبيل والقدوم
يا لها من شهادة وعزٍّ يدوم
لو لي جناح لا اشد بين النجوم
واقطع البعد يوم المراحل طوال
يا الـلـه العونَ بَكْ يا وثيقَ الحِبالْ
فمن يريد الشهادة يجاهد بلاش
يطلب الا ذره وقل المعاش
ثم يرضي بها الله ومن عاش عاش
ومع الناس الى نجد ليله ولاش
وخذوها نهار اللقا والزوال
يا الـلـه العونَ بَكْ يا وثيقَ الحِبالْ
يقول بن جبل الناظم المعتني
يا بديع السماوات لاطفْتَني
واعفُ عني بما قال به ملقني
وإلى الخير يا رب دليتَني
واحمني من جهنم ويوم الشعال
يا الـلـه العونَ بَكْ يا وثيقَ الحِبالْ
يا الـلـه اليوم يا من يدك قادره
ولك أعيان يا ربنا ناظره
أنت عالم بسرّي وبالظاهره
ظني الخير فيكَ اطْلُب المغفره
فاعف عنّي إذا قد ذنوبي ثقال
يا الـلـه العونَ بَكْ يا وثيقَ الحِبالْ
وتاريخها اثنين بعد اربعين
داخل الحجةَ العلم ذا باليقين
بأرض أهل الحجاز كان في المسلمين
وضبط القراش لموا الكافرين
واعتدوا القوم أهل الكذب والضلال
يا الـلـه العونَ بَكْ يا وثيقَ الحِبالْ
والصلاة تبلغ الطهر ثم السلام
تبلغ أحمد وآله نجوم الظلام
كلما ناح في الجو طير الحمام
وعلى الصحب والتابعين الكرام
والمع كل بارق وما المزن سال
يا الـلـه العونَ بَكْ يا وثيقَ الحِبالْ
3- قصيدة: في القفار مجندلينا(6)
وهي قصيدة رائعة تعكِس رأيَ عمومِ الناس تجاه تلك المجزرة، ومدى حزنهم وأساهم على شهدائها، ومدى استعدادهم للاقتصاص من المجرمين، ونظرتهم للإمام وعماله، تقول القصيدة:
ونبدعْ بالذي له اسمْ قاهرْ
ورافعْ للسما واحنا رجينا
خلقْ للعبد أشيا من فواكهْ
وإحنا مخطئين ومذنبينا
واثنِّي بالرسولْ طه محمدْ
ختام الأنبيا والمرسلينا
وعاد الحيدرهْ هو إبن عمه
فكم أفنى من الجيش اللعينا
ضرب بالسيف يمنا ثم يسرا
وقال يا ذا الفقار مالك ثخينا
وفي الجنة ونسكن في رضاهم
بنات الحور هي بالواصلينا
ألا يا ملقِني ما لك تنهجرْ
وخلق الله قد هم راقدينا
وجوب لي وقال الحس ضائع
وشد النوم وادَّاها يمينا
على الحجاج لي ساروا شهاداتْ
وفي ساق الغراب حن الحنينا
عدو الله أخذهم بالدهايات
وهم في جيل وادي طارحينا
فيا غبني على شيبه وشبان
وساروا في البلاد مستغربينا
ولا بكفن ولا به قبر مفتوح
ولكن في القفار مجندلينا
ألا يا من رسولْ هذي الكتابات
يبلغها إلى من يقربونا
اوْصَلْ صنعاءَ وانشِدْ من محلي
وهو شق الجبل ….؟؟(7)
وبلِّغهم سلامي معْ تحياتْ
وريح المسك لأهلٍ أجمعينا
يسلِّم لك معاشكْ لا تحيَّر
والايام عندنا مثل السنينا
ومن أرضِ الطعام وحث الاقدام
وتلقى ذا العلوم فيَ الجبينا
وطيرْ اخْضَرْ وصوته با ينادي
ملكْ من عند ربِّ العالمينا
وزمزم والحرم والركن الازحم
ملائكة السما مستنكرينا
حمام مكهْ تقُلْ يا فقد قلبي
ويا دمع اهملي مثل الزنينا
لنا عهدٌ من الحج اليماني
وفي هذي السنه ما زد رأينا
جبل عرفات تقل يا شمس قيفي
وعاد اهل الحجاز متنخِّرينا
فأينِ اهل العقول وأهل فكرٍ
يقولون يا إمام المسلمينا
وأين حاشدْ وخولانٍ وأرضْ سنحان
وقالوا في خَمِر متجمِّعينا
وأين أرحبْ وهمدانْ ثم سفيانْ
وساروا في حمى الله الـمـعينا
فيا مولاي لا تبخل علينا
بيوت المال كُلُوها الفارغينا
مع العمال صاياتْ ثم جيخانْ
وكانوا في المنازل قاعدينا
يجيهمْ ألضعيف يشكي ويبكي
يقولون يا خبير متعذرينا
وإن جاء الغني قالوا له ادخلْ
ودعواك والشهود محضرينا
ونختم بالصلاة على محمد
ختام الأنبيا والمرسلينا
يتبع في الحلقة القادمة .. النتائج والتوصيات
الهوامش:
(1) القصيدة لدى السيد إسماعيل محمد عجلان النعمي، من القزعة مديرية المفتاح، محافظة حجة، كان ينشدها في الأعراس والمناسبات، ويُطْلَق على هذا الشكل من الشعر الشعبي اسم (القَوْل)، وذكرت القصيدة أن من قالها هو ابن عامر.
(2) أظهر الشاعر في هذه الأبيات نفساً غير لائق.
(3) القصيدة بحوزة العقيد عبدالوهاب الهندي. وكتب كاتبها في آخرها ما نصه: “بعناية الأخ ضياء الإســـلام والدين حمود بن حمود إسحاق, وكان رقمها يوم الثلوث في شهر محرم 1342هـ, وكان التمام من رقمها يوم الربوع 23 محرّم سنة 1342, نسأل الـلـه يحسن لنا وللمؤمنين الختام. كاتبها: يحيى أحمد … “.
(4) أي الإمام.
(5) مخزن لعدة وأدوات الحرب. والوجاد: أي كثيرة.
(6) هذه القصيدة، حصلت عليها من السيد العلامة يحيى محمد جحاف، وهو صوّرها من أصل موجود لدى الأخ محمد يحيى قحطان، من أهالي بيت قدم، مديرية شرس، محافظة حجة، كان والده ينشدها في المناسبات بلحنٍ شجي، ذكر كاتبها في نهايتها أنها “قيلت من شاعر مجهول في شهداء ساق الغراب، الذين قتلهم غزاة الدولة السعودية في عهد الملك عبدالعزيز آل سعود، وإمام اليمن يحيى حميد الدين، وذكر أنها كتبها بتاريخ 24 … “.
(7) لم تتضح العبارة الأخيرة في هذا البيت.