فؤاد محمد ناجي
أوقف آباؤنا واجدادنا الكرام على مختلف مراحلهم ومناطقهم اعزو أغلى أموالهم وعقاراتهم في وجوه البر والاحسان المختلفة تقربا الى الله سبحانه ،وقد كانت العناية والحفاظ على أموال الوقف سمه من سمات مجتمعنا اليمني الكريم الى مستوى الخوف من التولي على أموال الوقف والى مستوى تناقل الحكايات عن الأوقاف وعاقبة من يفرط أو يتهاون أو يعتدي على مال الوقف كمثل تلك العبارة (انفض ثيابك من غبار الوقف).
أو عبارة (الوقف يهلك الذري والذرية) وما شابه ذلك وكانوا يتناقلون الحكايات والقصص المحذرة من المساس بمال الوقف كحكاية من جُنَ عندما اعتدى على مال الوقف ،أو رزق بمولود مختل عقلياً ،أو أصيب بالنكبات ، وليست هذه الحكايات من عالم الخيال بل هي الواقع بعينه ،ولعل في مجتمعنا الكثير من أمثال هؤلاء.
ومن الجدير ذكره ان أنواع وأصناف وأبواب البر الموقوف عليها كثيرة جداً يصل اجمالها الى ما يزيد على اربعين نوعاً من الانواع حيث كان الآباء والاجداد لا يرون نقصاً أو حاجة في جانب من الجوانب اٍلاَ وأوقفوا عليها من خالص أموالهم ليس على بني الانسان فحسب وانما حتى على الحيوان فأوقفوا المسقفات للأغنام اذا هطل المطر ،واوقفوا لسقاية الكلاب والقطط وأوقفوا الما كبر سنه أو اكتسر عظمه من الحمير والحيوان.
وأوقفوا لحمام مكة، واوقفوا للجذمان من الناس ، واوقفوا للمساجد والسماسر، وللعلماء والمتعلمين ،وللطعمه عن الفقراء والمساكين ;كل ذلك يمثل ثروة كبيرة للجوانب الانسانية والخدمية والحقوقية التي لو فعلت وحوفظ عليها لما احتجنا لمساعدة الاخرين ولكان عندنا ما يغطي كثيراً من الجوانب التي فيها نقص .
نائب وزير الاوقاف
قد يعجبك ايضا