مملكة الارهاب ( 31)
عبدالله الاحمدي
كان لدى عبد العزيز السعودي جيشا من البدو، يسميهم الإخوان، كانوا أشبه بدواعش اليوم، يذبحون، ويقتلون، ويسلبون وينهبون، ويدمرون، اعتدى بهم على كل مدن نجد والحجاز، واخر عدوان لهم كان على مدينة جدة في الساحل الغربي للحجاز في العام 1925 م.
كان يسمي هؤلاء البدو الإخوان المسلمين، وهم غير إخوان حسن البناء، الذين اسستهم المخابرات البريطانية بدعم وتمويل من شركة قناة السويس. اخوان عبد العزيز كانوا يعتبرون دعم آل سعود نوعا من الجهاد، ومن يعارضون عبد العزيز كفارا يستحقون الموت.
بعد احتلال جدة، واستقرار الأمر لعبد العزيز، أمر هؤلاء البدو بالعودة إلى قبائلهم، بما حصلوا عليه من غنائم، وأسلاب، بمعنى انه قد تم الاستغناء عن خدماتهم، لكن البدو الأجلاف، لم يتعودوا على البقاء دون حرب، وسلب، ونهب، فاتجهوا نحو إمارات الشمال في العراق والأردن، وهي إمارات انشأتها بريطانيا.
لقد شعر هؤلاء البدو أن عبد العزيز قد غدر بهم، بعقده اتفاقيات مع بريطانيا، وكانوا يعتقدون أن آل سعود، هم مجموعة من المرفهين لا يملكون جيشا، وانه من السهل هزيمتهم. هكذا قال قائد الإخوان البدو فيصل الدويش لصديقه قائد قبيلة عتيبة سلطان بن بجاد.
طلب عبد العزيز من البدو كف غاراتهم عن إمارات الشمال المحمية بالمستعمر البريطاني، وعندما رفضوا اعتبرهم مجموعة من المتمردين.
في بداية مارس 1929 م تحرك عبد العزيز بقوة عسكرية مدعمة بالسيارات،المصفحة والرشاشات الاتوماتيكية إلى شمال الرياض، بينما كان الإخوان البدو يمتطون الجمال في الساحة المفتوحة لروضة السبلة، أعطاهم عبد العزيز فرصة أخيرة للاستسلام، لكنهم هجموا عليه، عندها أمر بإطلاق النار عليهم، فقتل المئات من الرجال، والجمال، بل يقول بعض المؤرخين أن القتلى كانوا بالآلاف، في مذبحة مروعة، ولم يبق من الجمع إلا من تظاهر بالموت.
ويقول الكثير من المؤرخين أن تلك المذبحة كانت تخليا من آل سعود بلا رحمة، عن المحاربين الذين قاتلوا إلى جانب عبد العزيز.
في هذه المذبحة قتل فيصل الدويش قائد الاخوان، وتم اسر سلطان بن بجاد زعيم عتيبة، الذي قصى بقية عمره في احد سجون الرياض، موصيا أبناء قبيلته بعدم الاستسلام لآل سعود.
محمد بن سيف العتيبي الذي كان مرافقا لقائده سلطان بن بجاد نجا من هذه المذبحة، وعاد إلى بلدة ساجر التي تقع بالقرب من القصيم. لقد كان هذا العتيبي شاهدا على هذه المذبحة، وعلى غدر آل سعود بالإخوان، وظل الرجل يحكي عن المذبحة لأولاده، كان الرجل يحمل حقدا دفينا لهذه الأسرة الغادرة أورثه أولاده من بعده، ومن نسله خرج جهيمان العتيبي الذي قاد الإخوان في حركة الحرم في العام 1979 م التي قمعتها وحدة كمندوز من الجيش الفرنسي، وقتل جهيمان وكل اتباعه في الحرم.
هكذا هم آل سعود، لا يرعون عهدا ولا ذمة، يغدرون بأقرب المقربين إليهم، طوال تاريخهم الدموي.