الاحتلال الجديد للجنوب وصمة عار على جبين العرب

*الفاشية الإماراتية تحوّل المحافظات الجنوبية إلى معتقلات سرية

الثورة / محمد الفائق
يبدو أن التاريخ يعيد نفسه من جديد فعلا وعملا وجرما ولكن هذه المرة يحمل وجوها جديدة وأسماء جديدة وأجناساً مختلفة ، ذلك ما يمكن مقارنته بين الاحتلالين البريطاني والإماراتي للمحافظات الجنوبية.
امتد الاحتلال البريطاني للجنوب لأكثر من 127 عاما ومارس خلالها أبشع أنواع الجرم والقتل والسحل والاعتقالات بحق أبناء عدن وغيرها من المحافظات التي كانت تقبع تحت وطأة الاحتلال البريطاني ، فضلا عن نهب ثرواتها واستغلال موانئها وأراضيها واستعباد مواطنيها ، حتى انطلقت شرارة ثورة 14 من أكتوبر 1963م، بعد تراتبات عدة وصحوة كفاحية امتد روحها من شمال الوطن عقب نجاح ثورة 26 سبتمبر 1962م، وتوحدت الجهود والتقى رفاق النضال والكفاح في خندق واحد معلنين تطهير ارض الجنوب من رجس الاحتلال، وبالفعل أبت الجموع الوطنية العاشقة للحرية أن تتكسر أو تتراجع عن مشروعها النضالي ونجحت في تلقين المحتل دروس قاسية في الكفاح من اجل الاستقلال رغم إمكانيات المحتل وترسانته العسكرية التي كان يعتقد أنها لن تقهر ولن تهزم، فأعلن هزيمته مجبرا وسلم إدارة البلاد في الشرط الجنوبي لأبناء الوطن ، ونجحت ثورة الـ14 من أكتوبر 1963م وبعد خمسة أعوام وبالتحديد في الـ 30 من فبراير 1967م أعلن عن طرد آخر جندي بريطاني، وهكذا أعيدت الروح اليمنية النقية إلى أصلها بعد قرن وربع القرن من الاحتلال والغزو الذي ذاق فيه أبناء الجنوب اشد أنواع العذاب والقهر والاضطهاد.
ما بين احتلالين
ما أشبه الليلة بالبارحة وما أشبه احتلال اليوم باحتلال الأمس ، وعلى ما يبدو أن الإمارات تحاول تقمص الدور البريطاني الماضي من خلال غزوها واحتلالها لمحافظة عدن ومحافظات الجنوب الأخرى ، إلى جانب ممارساتها مختلف أصناف التعذيب والقتل والتصفيات والاعتقالات بحق المواطنين، وهو ما يؤكده ناشطون ومراقبون، حيث أشاروا إلى أن كل الحقوق في عدن تنتهك بمنأى عن أي مساءلة وأي محاسبة وأي عقاب، وكل المواطنين أصبحت حقوقهم منتهكة وبدون أي استثناء. هذا الانتهاك الجماعي لا نستثني فيه انتهاك حق مدينة كاملة، وهي عدن بتاريخها ومدنيتها العريقة التي تميزت بها على مدى عقود وسنوات طويلة، فانتهاك الآثار انتهاك للتاريخ، انتهاك الأفكار والتنوع الثقافي انتهاك للثقافة، انتهاك الطابع المدني هو انتهاك اجتماعي، انتهاك الحق في ممارسة الشعائر لطوائف معينة كانت موجودة هو انتهاك ثقافي واجتماعي، انعدام البترول وانقطاع الكهرباء وشح المياه والغرق في الصرف الصحي والطرقات التي لا تصلح لأن تمشي عليها حتى الحيوانات الأليفة هو انتهاك للحقوق الاقتصادية، تفشي المخدرات والحبوب المخدرة وغيرها وازدياد معدل الجريمة… وتقول المحامية والناشطة الجنوبية، عفراء الحريري
كل هذه الانتهاكات في مجملها هي من آثار الصراعات العسكرية والأمنية والسياسية بين الأطراف الموالية للتحالف أو الموالية لأي جهة أخرى أو دولة أخرى.
سجون لتصفية الحسابات
وتشير الحريري إلى أن السجون والمعتقلات التي أنشئت حديثا إلى أنها بدأت باسم المتهمين بالانتماء لـ«القاعدة» و«داعش»، ثم تطورت إلى المشتبه بهم بالانتماء للتنظيمين الإرهابيين، ثم إلى سجون لتصفية الحسابات فيما بين الأطراف على حساب أبرياء، وانتهت بالنشطاء في مجالات حقوق الإنسان.
مؤكدة بوجود سجون سرية في عدن، امتلأت بالعديد من المعتقلين، والذين أصبح البعض منهم مخفيين قسراً فيها، وان ما يحدث بالفعل عار على السلطة في عدن وعار على من يلتزم الصمت حيالها.
موضحة أن عدن تدفع ثمناً باهظاً جداً وكبيراً، ويكذب من يقول بأنه يستطيع تعويض عدن وأهلها عما لحق بهم من أذى وضرر واعتداء وتنكيل واعتقال واغتيال ونفي وإقصاء وتهميش.
شراء الذمم
باتت الإمارات هي من تملك القرار في المحافظات الجنوبية دون غيرها ، وتتحرك وفق مصالحها وبما يخدمها كدولة احتلال بعد أن أصبح الفار هادي وحكومته لا أكثر من شماعة تخفي خلفها الإمارات أهدافها التي تعمل على تحقيقها في جنوب البلاد بعد شرائها لذمم العديد من القيادات الجنوبية التي تخلت عن الجنوب وعن أبنائه الذين تركتهم يعيشون تحت رحمة المحتل الإماراتي الذي حول الجنوب إلى سجون ومعتقلات تعج بأبناء الجنوب.
18 سجنا سريا
وكالة “أسوشيتد برس” كشفت في تقرير حديث لها عن شبكة سجون سرية تديرها القوات الإماراتية في جنوب البلاد و قوات يمنية خضعت لتدريبات إماراتية ، وقد تمكنت من توثيق وجود 18 سجناً سرياً على الأقل في جنوب اليمن، وجاء في تقريرها أن تلك السجون مخفية داخل قواعد عسكرية وموانئ، وفي أحد المطارات، وكذلك في فيلات، وحتى في ملهى ليلي ،وإن بعض المعتقلين تم نقلهم إلى قاعدة إماراتية في إريتريا كما أفاد وزير داخلية حكومة الفار هادي حسين عرب للوكالة.
حيث تمارس داخل تلك السجون وفقا لمراقبين شتى أساليب التعذيب للمعتقلين الذين يتم اختطافهم بعد مداهمة منازلهم من قبل قوات الاحتلال الإماراتي وعملائها من قوات “النخبة” في حضرموت أو قوات “الحزام الأمني” في عدن، ومن أكثر من مكان آخر ، ويؤكد المراقبون أن من يعتقد أن المعتلقين هم من المنتمين لتنظيم القاعدة الذين يقاتلون جنبا إلى جنب مع الإماراتي والجنجويدي والداعشي والمرتزقة المحليين في مواجهة الجيش واللجان الشعبية في أكثر من جبهة يعتبر ساذجا ، وهو ما أثبتته عدسة قناة ال بي بي سي في فيلمها الوثائقي الذي حمل العنوان” تعز بين المطرقة والسندان” وأكده القيادي في تنظيم القاعدة خالد باطرفي في الفيديو المسجل الذي اعترف فيه بقتال الجيش واللجان الشعبية في أكثر من 11 جبهة.
أساليب التعذيب
وصلت أساليب التعذيب إلى حد الاعتداء الجنسي كما أكده تقرير وكالة “أسوشيتد برس” وكذلك تقارير بعض المنظمات الدولية والوكالات الإخبارية والصحفية بناء على إفادات بعض الضحايا أو أقاربهم ، فضلاً عن وضع السجناء في حاويات تزيد درجة حرارتها عن 50 درجة مئوية وجعلهم يعيشون لأسابيع في حاويات قمامة ، والضرب المبرح ، وليس آخر تلك الأساليب “شواء”أجساد السجناء بالنار.
كلاب بوليسية
من يخنع ويخضع للغازي والمحتل يتلقى أصناف العذاب والويل والثبور ، ويعامل بأسوأ المعاملات التي لا تليق حتى بالحيوانات ، آخر ما تم كشفه عن ممارسات الاحتلال الإماراتي بحق أبناء المحافظات الجنوبية هو ما أكدته مصادر خاصة مطلعة أن دولة الاحتلال الإماراتية الجاثمة على المحافظات الجنوبية استخدمت مؤخرا كلاب بوليسية لاغتصاب المعتقلين في سجونها السرية في المحافظات الجنوبية بما فيها مطار الريان بمحافظة حضرموت الذي تم تحويله إلى أكبر معتقل يمنع على أي مسؤول مرتزق أو أي يمني دخوله.
المصادر أكدت أن من يتواجدون في سجن الريان – المطار سابقا- جنود إماراتيين وأمريكيين وعدد من المرتزقة من مختلف الدول العربية والأجنبية حيث يتناوبون يوميا على تعذيب المعتقلين بوحشية وفضاعة أكثر مما عمله الأمريكيون بحق أبناء العراق في سجن أبو غريب.
وأوضحت المصادر بأن الإمارات بصدد تنفيذ خطة للقضاء بالتصفية الجسدية لجميع المعتقلين الذين يقبعون في سجونها خشية خروجهم وفضحهم للأساليب التي ترتكبها بحق المعتقلين ووفقا للمصدر فإن أكثر من 12 عشر الف مواطن من أبناء المحافظات الجنوبية يقبعون في السجون وتم اعتقالهم تحت مزاعم وتهم متعددة.
قصص مؤلمة
أكد تقرير حقوقي أن المحافظات الجنوبية أصبحت سجنا كبيرا لأبنائها الذين يتعرضون للانتهاكات الدائمة بالاختطاف والسجن والتعذيب بلا اكتراث للمدنيين”.. وأشار التقرير إلى عدد من القصص المؤلمة لمعتقلين ومعاناتهم في المعتقلات، وكذلك حالات الإخفاء لعشرات المعتقلين الذين لا يعرف مصيرهم حتى اليوم.
2560 مخفيا قسريا
وأوردت منظمة سام في تقريرها خلال عام 2016 “الأرض المنسية”، رصد اعتقال ما يقارب 5500 معتقل ومخفي قسريا، كما رصدت خلال النصف الأول 2017 ما يقارب 2560 معتقلا ومخفيا قسريًا. يتعرض الكثير منهم لصنوف من التعذيب في سجون سرية تابعة للإمارات.
سياسات قمعية
مستشار العمليات في مرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في جنيف محمد جواد أشار إلى حالة الاعتقالات تحت سيطرة السلطة في عدن وكذلك قوات الإمارات العربية المتحدة المنتشرة على خارطة المحافظات الجنوبية.
وقال جواد: إن انتشار عشرات السجون السرية في المحافظات الجنوبية يستدعي مواقف صارمة من السلطة خصوصا أن هناك حالات إخفاء قسري وتعذيب.
وأضاف أن السياسات القمعية التي تمارسها ميليشيات دولة الإمارات في اليمن تعد انتهاكا صارخا للمواثيق الدولية.. وتحدث عن التقارير الدولية التي أصدرتها عدة منظمات دولية عن الانتهاكات والتعذيب في السجون التابعة لقوات موالية للإمارات.
السامي الاماراتي أبو محمد
القيادي في الحراك الجنوبي، أكد أن من يحكم جنوب اليمن هو المندوب السامي الإماراتي.
وقال رئيس الحركة الشبابية والطلابية فادي حسن باعوم، إن «في عدن ثمة مندوبًا ساميًا اسمه أبو محمد هو من يدير الأمور من الألف إلى الياء».
حضرموت كذلك
وأضاف باعوم في مقابلة متلفزة «إن الأمر نفسه يحدث في حضرموت… جاء شخص يُدعى أبو أحمد إلى مطار الريان، وحوله إلى ثكنة عسكرية وإلى معتقل للمخفيين قسرياً، وأغلق المطار أمام سكان حضرموت».
تحويل المباني العامة إلى معتقلات
ونقل فادي با عوم عن أصدقاء له قولهم إنهم «تعرضوا لأنواع الإذلال والتعذيب داخل المعتقل (الريان)، لدرجة وحشية لا أستطيع وصفها».. وذكر أن «الإماراتيين حوّلوا مبنى قناة عدن الفضائية العريقة، وهي أقدم قناة في العالم العربي إلى سجن ومعتقل».. وحذر القيادي في الحراك الجنوبي، من أن «الوضع في الجنوب أصبح على شفة هاوية».
وأكد أن «الإمارات تريد مصالحها الاقتصادية بدرجة أساسية.. وتريد كل الموانئ الممتدة على ساحل بحر العرب من المهرة إلى أن يصل للمخا على البحر الأحمر».
لا ماء ولا كهرباء
كما أكد باعوم أن «الإمارات لم تساعد الجنوبيين، أكثر شيء تقدمه الإمارات تجيب 4 سيارات للشرطة وتقوم بطلاء 4 – 5 مدارس، وجابوا كمًا هائلًا من المصورين، وتوزع بعض المأكولات البسيطة».. وأضاف بأن «الإمارات مسيطرة على عدن وحضرموت وإلى الآن لم توفر كهرباء ولا ماء ولا مرتبات».
تمويل المرتزقة
وقال إن «الشيء الغريب والعجيب أنهم (الإماراتيون) تولوا مجموعة من المطبلين والمرتزقة، فهناك الكثير من المبالغ الإماراتية تذهب للمواقع الإلكترونية والصحفيين الذين يطبلون لهم»، مضيفًا أن «هناك نحو 100 موقع إلكتروني يتم تمويلها من قبل الإمارات».
وتطرق إلى تركيبة قوات ما اسماها «الحزام الأمني» و«النخبة»، مبينًا أن أفرادها «أُخذوا من قبائل معينة وتم التخلي عن قبائل معينة.. كأنهم يقصدون التفرقة على غرار السياسة البريطانية (فرق تسد).. وحتى تسليح هذه القوات يقتصر فقط على السلاح الخفيف والسلاح المتوسط وهم فقط يجعلونهم حراسة لهم».
تحرشات إماراتية بالسلطنة
وأشار إلى أن «العمانيين لم يسلموا من تحرشات الإماراتيين عبر الحدود العمانية مع المهرة، حيث تجنيد بعض القبائل وخلق بعض الإشكاليات في إطار الحدود مع المهرة وعمان»، مستدركًا بأن «قبائل المهرة لم ينجروا بعد إلى هذه الفتنة الموجودة في بلادنا».
احتلال عيني عينك
ووصف باعوم الوجود الإماراتي في الجنوب بأنه «احتلال أصلي، احتلال عيني عينك، هذا احتلال بكل ما تعنيه الكلمة من معنى».
وذكر أن «كل من يريد أن يتعامل مع الإمارات عليه أن يأخذ أولاده ويذهب بهم إلى داخل الإمارات، وكأننا في نظام الرهائن»، مؤكدًا أن «أغلب قيادات المجلس الانتقالي الذي يتحدثون عنه أسرهم موجودة داخل الإمارات، لا يستطيعون حتى إخراجهم من هناك».
مسرحية القاعدة
ورأى أن «السعوديين والإماراتيين يوزعون الأدوار فيما بينهم، والسعوديون يغضون الطرف والبصر، ولكن إلى حين يتم ترتيب وضع القيادة في السعودية من جديد سيكون واقعاً آخر».
واعتبر أن كل الحملات المدعومة من قبل الإمارات، ضد تنظيم «القاعدة» في الجنوب، عبارة عن «اتفاق»، مستشهدًا بأن «خروج التنظيم من حضرموت كان عبر وساطة مع الإمارات تولاها شيخ سلفي يسمى صالح الشرفي»، زائدًا أن «دخول ما اسماها النخبة الشبوانية إلى عزان كان باتفاق لمدة 3 أشهر لا غير.
التعامل بالدرهم
في إطار فضح جرائم الغزاة ونشر غسيلها بثت قناة الجزيرة التابعة لدويلة قطر إحدى دول العدوان سابقا، تقريرا مفصلا كشف عن تداول أبناء جزيرة سقطرى العملة الإماراتية ” الدرهم الإماراتي”.
وكشف التقرير أيضا عن وجود شبكة اتصالات تابعة للإمارات في جزيرة سقطرى اليمنية التي يبلغ سكانها 150 ألف نسمة، وقال التقارير: إن وجود هذه الشركة يشكل إحدى ركائز احتلال الإمارات الفعلي للجزيرة التي تعتبر أجمل جزيرة في العالم.
أهلاً بك في الإمارات
وكانت حكومة هادي نفت أن يكون في جزيرة سقطرى شركة اتصالات إماراتية فيما تقرير الجزيرة يؤكد بوجود الشركة ويستخدمها عدد كبير من المواطنين في الجزيرة.
وذكر التقرير أن الشركة الإماراتية استغلت انخفاض تغطية “يمن موبايل” في جزيرة سقطرى من 60% إلى 20% بسبب دمار أهم أبراج التغطية جراء الأعاصير، مؤكدا بأن الشركة الإماراتية نشرت في جزيرة سقطرى أبراج تغطية بدون تصريح رسمي.
وأوضح التقرير أنه فور وصولك إلى الجزيرة تستقبل رسالة تابعة لشركة الاتصالات الإماراتية “أهلا بك في الإمارات”.
وفي تواصل مع عدد من المواطنين بمحافظة سقطرى عبر وسائل التواصل الاجتماعي أكدوا أن وجود شركة اتصالات إماراتية وتداولا رسميا للعملة الإماراتية “كلها مؤشرات على أن هذا احتلال”.
وهو ما أكده القيادي في الحراك الجنوبي فادي باعوم عن سيطرة الإمارات على جزيرة سقطرى، مستشهدًا بنفسه قائلا: «أنا جنوبي إذا أريد أن أذهب إلى سقطرى لازم آخذ تصريحًا من المندوب السامي الإماراتي».
الحاكم
الكاتب والناشط السياسي مروان حليصي يؤكد أن كل هذه الأحداث توصلنا إلى نتيجة واحدة مفادها انه على أرض الواقع في الجنوب لا تواجد للفار هادي ولا لحكومته ولا لمحافظي المحافظات ، وأن الآمر والناهي في شؤون تلك المحافظات هو الحاكم الإماراتي، وهو من يسير الأمور فيها حسب مصالح بلاده وفقاً لأجندة أمريكية وصهيونية تقف خلف مشروع العدوان والاحتلال ، مستخدماً سياسة تكميم الأفواه لكل من يعترض على ذلك ومصيره أحد تلك السجون.
مشيراً إلى أن ما يفعله الإماراتي في جنوب البلاد من ممارسات هي تجسيد للاحتلال الذي بدأ منذ وطأت أقدامهم ارض الجنوب بذريعة تحريرها من الجيش واللجان الشعبية الذين انسحبوا منها لأسباب لست في صدد الحديث عنها،وما يرتكبه من انتهاكات جسيمة ضد المعتقلين والسجناء واستخدامه لأساليب تعذيب قذرة ومنها الاعتداء الجنسي ، لا يختلف عن ما مارسه الاحتلال الأمريكي بحق العراقيين في سجن أبو غريب سيئ الصيت وسجن غوانتانامو الأمريكي،ولا يقل عما تمارسه سلطات الاحتلال الصهيوني بحق السجناء والمعتقلين الفلسطينيين واستخدامها لأساليب لا أخلاقية ولا إنسانية ضد السجناء ، فكلٌ منهما الإماراتي والصهيوني والأمريكي محتل، ويتشاركون نفس أساليب التعذيب ، وكلهم يحملون نفس الأهداف في استعباد هذه الأمة واذلالها.
من حلم الجنة إلى قضبان السجون
وقال حليصي : “شيء مؤسف أن تتحول المحافظات الجنوبية إلى سجون سرية لقمع أبنائها بعد أن كانت موعودة بأن تتحول إلى دبي أو أبوظبي ثانية، ومؤسف أكثر أن دول العدوان لم ترض باختلاقها للمحافظات الجنوبية حالة اللااستقرار التي تعيشها والفوضى الأمنية التي تشهدها وتزايد عمليات الاغتيالات والتصفيات من قبل العديد من التيارات التكفيرية والإرهابية لبعض أبنائها ، وانعدام الخدمات الأساسية، وتفشي وباء الكوليرا في عديد من المحافظات التي أعلنت أربع منها حالة الطوارئ لعجزها عن مواجهته وهي عدن ولحج وأبين والضالع بعد تخلي دول العدوان وعلى رأسها دويلة الإمارات عن دورها في مواجهته ذلك، حتى تُكافئها بأن تحولها إلى سجون ومعتقلات سرية لتعذيب ابنائها”.
دعوة للثورة ضد الغزاة ومرتزقتهم
وأضاف حليصي “ندرك جميعنا أنه لا جدوى من الأمم المتحدة أو غيرها لوضع حد لهذه الممارسات الاحتلالية التي يمارسها المحتل الإماراتي بالشراكة مع الإدارة الأمريكية في ظل عجز الفار هادي وحكومته عن زيارة أحد تلك السجون السرية للإطلاع عليها فقط وليس إغلاقها، وفشلهم في تسيير شؤون محافظة عدن فقط واستتباب الأمن فيها، وتوفير الحد الأدنى من الحماية لأبنائها من الإرهاب الداعشي والقاعدي ومن قمع المحتل الإماراتي،إلا أننا سنظل ندعو الأمم المتحدة إلى القيام بدورها حيال ذلك ، وسرعة تشكيل لجنة تحقيق دولية محايدة للتحقيق في تلك الانتهاكات الجسيمة ووقف كل وسائل التعذيب والإرهاب الذي تقوم بها الإمارات واذرعها في جنوب البلاد ضد السجناء والمعتقلين وإغلاق كافة المعتقلات السرية وفك الحصار ووقف العدوان الظالم على شعبنا اليمني الصامد.
ورسالتي إلى الأحرار في الداخل وأمام وضع كهذا ، فإنه لم يتبق لنا من خيارات متاحة سوى خيار الكفاح ضد المحتل والغازي حتى تطهير البلاد من رجس الغزاة والمحتلين، ودعوتي للأحرار من إخوتنا في جنوب الوطن بالانتفاضة على الفار هادي وحكومتة التي يستمد المحتل وجوده منها ويستظل بوهم شرعيتها المنتهية ، والعمل على مقارعة المحتل الإماراتي ، وإذا كان الشهيد لبوزة قد أشعل ثورة الـ14 من أكتوبر من جبال ردفان ضد المحتل البريطاني، فلتكن كل مدن وشوارع جنوب وطننا الحبيب ردفان آخر ضد المحتل الإماراتي ومرتزقته.

قد يعجبك ايضا