الثورة/محمد محمد إبراهيم
في ظل العدوان والحصار الذي استهدف كل جوانب الحياة اليمنية بما فيها الجانب الرياضي والشبابي وقصف منشآتها وقتل اللاعبين وأجبرهم على التوقف عن ممارسة نشاطهم بعد قصف منشآتهم وأسرهم داخل الوطن وحاصر بعضهم الآخر خارجه، أيقظ المنتخب الوطني لناشئي كرة القدم دون 16 عاما سبات الرياضيين اليمنيين وجماهيرهم في الداخل والخارج بعد تأهله إلى نهائيات آسيا المقرر إقامتها في ماليزيا العام المقبل بعد تصدره لمجموعته في التصفيات التي أقيمت مبارياتها في العاصمة القطرية الدوحة حيث تغلب بسداسية يمنية اكتسحت مرمى قطر إحدى دول تحالف الحرب على بلادنا، وذلك في المباراة التي جرت على ملعب حَمَد القطري مساء الأربعاء 20 سبتمبر المنصرم كما بثَّ الروح في رئة الرياضة اليمنية لتعود للحياة مجدداً بعد موتها بهدفين نظيفين سجلهما على نظيره منتخب بنجلادش في المباراة التي جرت على نفس الملعب مساء 22 سبتمبر الماضي، ليرفع رصيده إلى 6 نقاط كعلامة كاملة في صدارة المجموعة الخامسة التي ضمت إلى جانب منتخبنا منتخبي قطر وبنجلادش.. والسؤال الأهم الآن بعد انتزاعه لبطاقة التأهل الأولى عن المجموعة إلى نهائيات كأس آسيا 2018..ماذا سيحققه في تلك النهائيات؟
في هذه المادة نستطلع آراء عدد من منتسبي الرياضة اليمنية تجاه ما حققه المنتخب وما هي متطلبات استحقاقه في نهائيات آسيا.. أو على الأقل تقديم الأداء الأفضل… إلى التفاصيل.
البداية كانت مع الكابتن محمد ناصر التريادي رئيس المؤسسة الرياضية اليمنية الأمريكية- أحد أبرز رموز الرياضة بين أبناء الجالية اليمنية في أمريكا حيث أكد أن رموز ورواد وصناع الرياضة اليمنية وإعلامييها وجماهيريها داخل الوطن تنفسوا الصعداء بعد مرحلة طويلة من اليأس معبرين عن ابتهاجهم الكبير بالتأهل وقد انعكس ذلك على مواقع التواصل الاجتماعي التي اشتعلت فرحاً وشارات وصورا وتغريدات، كما انعكست في الاحتفال الجماهيري باستقبال المنتخب بعد عودته إلى العاصمة صنعاء، وأوضح أن أبناء الجاليات اليمنية في أنحاء العالم تابعوا هذا الإنجاز المفاجئ وعودة الروح والنَّفَس الرياضي للرياضة اليمنية، وأشار إلى أن هذا الانتصار فخر لكل يمني سواء في الداخل أو الخارج.
وأضاف: في الحقيقة أن ما حدث في مباراة منتخبنا اليمني للناشئين ونظيره القطري وفوزه أيضاً على منتخب بنجلادش، وما قدمه منتخبنا بصغاره الأبطال من مستوى متميز وعال في الأداء لعباً واستحواذاً ونتيجة لنصر يثلج الصدر، ويعيد إلينا روح الإصرار رغم الظروف الصعبة التي تمر بها بلادنا الحبيبة، فالجالية اليمنية في أمريكا وفي غيرها عاشت فرحة رياضية عارمة، ليس لما حققه المنتخب من أداء ونتائج بل إدراكا منها أن هذا الإنجاز استثنائي جداً جاء في زمن القحط والموت الرياضي الذي تشهده اليمن نظراً لظروف الحصار والأوضاع الاقتصادية المتردية .. فرغم قلة المادة مقارنة بالمنتخبات الأخرى والإعداد البسيط إلا أن ناشئي اليمن السعيد استطاعوا بعون الله ثم بعزيمتهم أن يرسموا لوحة رياضية فنية يفتخر بها كل مواطن يمني في الداخل والخارج ونؤكد استمرار دعمنا المستمر للنشء والشباب.
وقال: أتمنى للمنتخب التوفيق في الاستحقاق القادم وتحقيق الأهداف التي يعتقد البعض أنها مستحيلة على صغارنا لما تمر به البلاد من محنة ونشكر كل اللاعبين على ما قدموه من مجهود رائع ونشكر كل من كان له دور في إعداد المنتخب من كل الجوانب التدريبية والمادية وألف مبروك لكل أبناء اليمن السعيد وحقيقة فالمستوى الرفيع الذي ظهر به المنتخب كانت صدمة لمنتخب قطر والقطريين إذا ما قارنا حجم النتيجة بالفارق الكبير في الإعداد والأموال التي تصرف في دولة قطر على الرياضة فهذه النقطة تضاف إلى العزيمة والإصرار وتحدي المصاعب بشتى أنواعها من قبل المنتخب اليمني.
إعجاب واسع
الكابتن فايز العماري- المسؤول الرياضي البارز في الجالية اليمنية بألمانيا قال: ما تابعناه باهتمام كبير لأداء أبنائنا في تصفيات الناشئين كان بمثابة غيث أنعش أرواحنا الرياضية، فنبارك للجماهير اليمنية في الداخل والخارج ونبارك لمنتخبنا الوطني وجهازهم الفني والإداري هذا الإنجاز الذي حققوه وإنه لنجاح يشرفنا الاعتزاز به ويعزز لدينا عزيمة مواصلة دعمهم بكل ما نستطيع في الجالية اليمنية بألمانيا.
ودعا العماري جميع الجهات المختصة في الداخل ومنظمات وقيادات الجاليات اليمنية في الخارج إلى النظر إلى منتخب الناشئين – الذين بعثوا روح الفرحة والنصر في نفوسنا – بعين الاعتبار والتقدير للبيئة والظروف الصعبة التي يعيشونها والإسهام في توفير كافة الإمكانيات تقديرا ورعاية للمواهب وأخذا بأيدي هؤلاء المبدعين إلى أداء أكثر تميزاً وبما يمكنهم من أداء أدوار جيدة ومضمونة تسهم في صناعة مستقبل الرياضة الكروية اليمنية.
وقال العماري: إن هذا النجاح الذي حققه الناشئون اليمنيون وفي هذه الظروف التي تمر بها اليمن لنصر بديع ومذهل حاز على إعجاب كل الشباب اليمنيين في كل ألمانيا وفِي كل العالم كما نال إعجاب أصدقائنا الرياضيين الألمان الذين أشادوا بهذه الروح العالية والأداء المتميز لهذا المنتخب الصغير.
الزمر: استمرار الإعداد
من جانبه يرى المسؤول الإعلامي في منتخب أبناء الجالية اليمنية بسلطنة عمان الشاب عبدالكريم الزمر أن المنتخب سيتراجع دوره تماماً خصوصا في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الوطن من أوضاع كارثية صرفت اهتمام الجهات الرسمية عن الاهتمام بالرياضة والرياضيين كما أن الحماس سيقل في حال غابت مسألة استمرار المعسكرات والإعداد الذي يجب أن يتم داخل اليمن وخارجه، لبناء القدرات ومواصلة الرقي بالمستوى الفني للاعبين، داعيا الجهات المختصة وكل الداعمين للرياضة سواء داخل الوطن أو خارجه من أبناء الجاليات حول العالم إلى الاهتمام المستمر بالمنتخب الصغير من خلال إقامة معسكرات مستمرة حتى موعد مباريات نهائيات كأس أمم آسيا للناشئين التي ستقام في ماليزيا 2018م.