مجزرة تنومة جرس إنذار مبكر لعدوانية الكيان السعودي الشيطاني.. “الحلقة الثانية”

*مجزرة الحُجاج الكبرى..كتاب للباحث حمود الاهنومي يوثق لجريمة آل سعود بحق حُجاج اليمن.. “ٹ” تنشر الكتاب في حلقات

اتسم البــحــث بشحة المصادر، لا سيما في الوثائق الرسمية الــيــمــنية، وهي ظاهرة خطيرة جدا، وإذا كان الجانب السعودي قد نشر عن العلاقة السعودية الــيــمــنية كثيرا من الوثائق الرسمية بما يعزِّز من مواقفه وادعاءاته، فإن المركز الوطني للمعلومات وكذلك الباحثون يشكون من شِحَّة وندرة الوثائق والسجلات التي تعود لذلك العهد، ولعلَّ اليد النجدية العابثة طالت إلى هذه المصادر واستولت على كثير منها كما سيأتي في اعتراف أحدِ المسؤولين السعوديين.
ثم لاحقا ساهمت توجهات السلطة الموالية للسعودية في إهمال توثيق الروايات والشهادات الشفهية المعايِشة للحدث من شهود العيان، الذين نجوا من المــجــزرة، وشجَّعت عبر مراكز قوى موالية لقـرن الـشـيـطـان البيئة الخانقة للأصوات التي بقيت حرة ومتمردة.
ومع ذلك فهناك من المصادر ما أفاد البــحــث منها أيَّما إفادة، ومنها تلك الروايات والشهادات الشفهية عن قليلٍ من شهود العيان النـاجــين من المــجــزرة.
ويدين البــحــث بالفضل للبــحــث المخطوط من ورقتين والذي ورد في مجموع أشعار ورسائل السيد العلامة يحيى بن علي الذاري في دار المخطوطات، وورد فيه معلوماتٌ قيِّمة، وأرقامٌ محددة للشــهــداء، والنـاجــين، وقيمة منهوباتهم، ويدل على أن كاتبه كان قريبا جدا من مصادر القرار الــيــمــني.
وأفاد البــحــث من الوثائق التي أوردها صاحب المنار في مقالاته، وهي عبارة عن مراسلاتٍ بينه وبين الإمــام يــحــيـى، أو منشوراتٍ شبه رسمية تعبِّر عن لسان الحكومة النجدية أو الــيــمــنية نقلها عن صحفها الرسمية، واشتملت على تفاصيل ومواقف هامة.
كما أفاد البــحــث من كتاب (الجزيرة العربية في الوثائق البريطانية) في العلاقة بين بريطانيا وابن سعود، وغيره من حكام الجزيرة، وفي الوثائق البريطانية وردت وثيقتان بتقريرين عن المــجــزرة، تعكِس فهمَ كتَّاب التقارير وانطباعاتهم عنها.
ولعلَّ أكثر المصادر التي أفاد منها البــحــث هو (كتيبة الحكمة) في سيرة الإمــام يــحــيـى حميد الدين، المطبوع تحت عنوان (سيرة الإمــام يــحــيـى بن محمد حميد الدين)، لرئيس ديوان الإمــام يــحــيـى السيد العلامة عبدالكريم مطهر، حيث أورد تفاصيل دقيقة، ومعلوماتٍ واضحة، ورواياتٍ تنسجم مع بعضها، وتعود قيمة معلوماته إلى قربه من مصادر القرار الــيــمــنية، وأنه أكثر المؤرخين المعاصرين توسَّع في ذكر المــجــزرة.
وأفاد البــحــث من مقالين وردا في جريدة القبلة المكية، وكانت لسانَ حكومة الشريف حسين في الــحــجاز، وقد تحدّثت عن الفاجعة في حينها بما يعكس الموقف الرسمي لحكومة الــحــجاز، وأوردت تفاصيل مهمة عن طريقة إبادة الوهابيين للحــجــاج وعن النـاجــين والقادمين إلى الــحــج منهم، وأي طريق سلكوا.
كما أفاد البــحــث من مخطوط نزهة النظر للمؤرخ السيد العلامة محمد زبارة، في وقائع المــجــزرة، وتراجم الـشــهــداء، وأمير الــحــج، بخلاف مطبوعه الذي تداولت عليه أيدي الحذف والتمزيق، وغيَّبَتِ الكثيرَ مما يفيدُ في هذا الصدد.
وأفاد البــحــث من تراجمِ العلماء الشعراء الإرياني، والذاري، والــحــجري، في كتاب هجر العلم ومعاقله في الــيــمــن للقاضي إسماعيل الأكوع، ونُبَذٍ وردت فيه عن مــجــزرة تـنـومـة. وأفاد أيضا من كتابه الآخر (دروب الحج) حيث أودع فيه قصائد أولئك الشعراء. كما أفاد من مقدمة الرئيس الأسبق عبدالرحمن الإرياني لكتاب والده (هداية المستبصرين) وفيها معلومات ذات قيمة تسلط الضوء على دوافع القتلة، وصدرت عن أحد أهم رجالات ذلك العهد.
والقصائد الــيــمــنية في رثاء الـشــهــداء بنوعيها الفصيح والحميني عكست الوجدان الــيــمــني تجاه تلك المــجــزرة واختزلت تفسيرات الــيــمــنيين لها، واقترحت الطرق العملية لمواجهة مرتكبيها.
وأفاد البــحــث أيضا من كتاب (رحلة في العربية السعيدة) للأستاذ نزيه العظم الذي عايَشَ الحدثَ، ومن خلاصة نتيجة بــحــثه عن سبب إبادة أولئك الــحــجــاج. كما أفاد من كتاب (ملوك العرب) لأمين الريحاني، فيما يتعلَّق بالشِّق السياسي من أسباب المــجــزرة، ومن كتاب جون حبيب عن الإخوان الوهابيين وظروف نشأتهم وأدوارهم وطريقتهم العسكرية والحربية، وعلاقتهم بابن سعود.
ومن المراجع التي أفاد منها البــحــث بــحــث الدكتور عبدالرحمن الوجيه (عسير في النزاع السعودي الــيــمــني)، لا سيما في تفنيد الرواية السعودية وإظهار بواطلها، وكان سبَّاقا في هذا الجانب، ومثله كتاب (كشف الارتياب) للسيد الأمين العاملي.
وحول الرواية السعودية للمــجــزرة فقد استُفيدَتْ من مجلة المنار، نقلا عن جريدة أمِّ القرى السعودية، وكذلك من كتُبِ مؤرِّخين سعوديين كثيرين، وأبرزهم عبدالواحد دلال في كتابيه: (البيان في تاريخ جازان وعسير ونجران)، و(مطالعات في المؤلفات التاريخية الــيــمــنية).
كلمة.. عن الحجاج والنجديين
كان للهيمنة النجدية أثرٌ بالغٌ في وادِ تلك المــجــزرة، ودفنها في رمال النسيان، من خلال الهيمنة السافرة في القرار السياسي والتربوي والثقافي والأكاديمي في البلد، وبأدواتها المختلفة من الترغيب والترهيب، ورغم أن المــجــزرة كانت جرسا مبكرا يشير إلى عدوانية هذا الكيان الشيطاني المتوحش (قـرن الـشـيـطـان)، والذي نشاهد اليوم بعضا من مخرجاته في هذا العدوان القائم، إلا أننا لم نكن قد أعددنا العدة لمواجهته؛ حيث أُسْدِل الستار عن تلك المــجــزرة عن الواقع التعليمي والثقافي في البلد، فغاب معها الوعي العميق بأسبابها، وهذا يعني أنه في ظروف التحرُّر والاستقلال يجب إعداد العدة لذلك، وتنمية الوعي الوطني المستقل بهذه الأحداث حتى لا نُخْدَع مرة أخرى.
والسؤال الأهم الآن هو: أين تقع تلك المــجــزرة في النظرة السعودية الاستراتيجية للحج ؟ وأين موقعها في سيلِ الاعتداءاتِ السعودية على الــحــجــاج بشكل عام؟ ولماذا لم يخلُ عامٌ من كثير من الأعوام إلا وفيه اعتداءات أو عدوان أو إهمال وتقصيرٌ نتج عنه مجازرُ كبيرة وقتلُ المئات والآلاف من حــجــاج بيت الـلـه الحرام؟
إن الذي يظهر أن دور السعودية (قـرن الـشـيـطـان) الاستراتيجي المنوط بها منذ إنشائها على يد المستعمِرين الغربيين يقوم على استراتيجية إفراغ الــحــج عن محتواه، وأهدافه، وغاياته، من خلال قتل الــحــجــاج الــمــســلــمين، أو الإهمال المتعمَّد المؤدِّي إلى موتهم، ومن ثم تعزيز الشعور النفسي والتربوي لدى عامة الــمــســلــمين بالسخط وعدم الأمان والإحباط.
وكذلك من خلال صد المسلمين عن الحج، ثم منع الــحــجــاج منهم عن البراءة أو التنديد بسياسات المستكبرين، وإذا كان الــحــج في الأساس هو المؤتمر الأعظم للمسلمين سياسيا ووحدويا وثقافيا واجتماعيا، فإنهم قد سخَّروا منابر الحرمين – التي لها قدسيتها في قلوب الــمــســلــمين – لتحقيق أهداف ذلك المشروع الاستعماري، حيث حوَّلوا هذا المؤتمرَ الأعظم من مؤتمرٍ لوحدة الــمــســلــمين إلى مؤتمَرٍ للتفريق بينهم، وتكفيرِهم، وتضليلِهم وتبديعهم، وقتلهم، وإضفاءِ المشروعية على جرائمهم.
وأما التفريق والتمزيق للمسلمين من قبل شيوخ الدين الوهابيين فقد أصاخوا بذلك سمْعَ هذا العالمِ كله بنعيقهم وأصواتهم، ولكنهم صم بكم عن المعتدين في فلسطين والعراق وغيرها من بلدان الــمــســلــمين.
وهاهم اليوم ومنذ عام 2015م وهم يصدون حــجــاج الــيــمــن عن فريضة الــحــج، وكذلك منذ 2011م وهم يصدون الــحــجــاج السوريين عنه، وفي العام المنصرم 1438هـ منعوا وسيَّسوا حج القطريين، وخلال نوبات مختلفة تعرَّض الــحــجــاج المصريون والــحــجــاج الأتراك للمنع، وعقب أزمة لوكربي بين أمريكا وليبيا في التسعينات تمَّ منعُ الــحــجــاج الليبيين من الــحــج بضغوط أمريكية وبريطانية وفرنسية على حد قول العقيد معمر القذافي؛ الأمر الذي دفعه لاتخاذ قرارٍ أخْرَق قضى بتوجيهِ بعض الليبيين إلى السياحة إلى المسجد الأقصى المحتل، وأعلنت إسرائيلُ ترحيبَها بذلك.
وأما مــجــزرة الــحــجــاج الإيرانيين في عام 1987م فهي فضيحة مدوية، لم تتفوَّق عليها إلا مجازر 2015م/ 1436هـ بسبب إسقاط الرافعة في الحرم، ثم تسبُّب موكب ولي ولي العهد آنذاك محمد بن سلمان بتوجيه سيولٍ بشريةٍ منهم في اتجاهاتٍ متعاكسة في منى، أدَّى إلى تدافعهم ودعْسِ بعضِهم بعضا، والغاية أن يمُرَّ سِربٌ طويلٌ من السيارات الفارهة يمتطيها أمير (مهفوف) لا يبالي بحياة الناس ولا بكرامتهم، ولكي يتمَّ إظهار ابن نائف وزير الداخلية بمظهر العاجز عن القيام بمهماته في إدارة الحج، تمهيدا لعزله، وهو ما حصل لاحقا.
لم يخلُ عامٌ من الأعوام إلا وفيه مــجــزرة للحــجــاج، بدعاوى مختلفة، وأعذار باردة، ما عدا الأعوام التي حكم فيها الملك عبدالـلـه بن عبد العزيز، فتميَّزت بالسلامة للحــجــاج، وهذا يثير أكثرَ من سؤال.
إن الصدَّ عن المسجد الحرام يأتي في ذات السياق الذي تبذل فيه مملكة قـرن الـشـيـطـان جهودا كثيفة وسعيا حثيثا لإفراغ الــحــج من أهدافه وغاياته التي تمثل تجسيدا حيا للوحدة الإســـلامية وللكيان العالمي الموحَّد حيث مؤتمر الــمــســلــمين السنوي، ووجوب إظهار براءتهم – وهم في خِضم ذلك المشهد الأسطوري – من أعداء الـلـه الذين يناقضون المشروع الإلهي في هذه الأرض، وسيستمر الوضع على هذا النحو ما دام هذا الكيان – الذي سماه الإســـلام (قـرن الـشـيـطـان) والمرتبِط بالاستعمار ومشاريعِه الهدامة والمفرِّقة – يُحْكِمُ سيطرتَه على ذلك البيت الطاهر.
البيت الذي جعله الـلـه للناس أمنا، وجعلهم فيه سواءً العاكفَ فيه والبادي، حيث لا شرعية أبدا لأيِّ إجراءٍ يتمُّ فيه منعُ أو عرقلةُ الــحــجــاج من أيِّ مكانٍ قدموا؛ حيث جعل الـلـه حق البادي – وهو النائي عن المسجد الحرام وممن ليس من أهله – مثل حق العاكف فيه، سواء بسواء.
وإذا قلَّب آلُ سعود صفحة التاريخِ القريبة، فربما استشعروا أنهم سيخرُجُون من الباب الذي دخلوا منه، فتحديدا في عام1924م أشاع والدُهم عبدالعزيز أن حاكم الــحــجاز آنذاك الشريف الحسين بن علي قد صدَّ حــجــاج نجد من دخول مــكــة، فعقدوا مؤتمرا في الرياض حضره أعيانُ نجد ومطوِّعتها وقادتها، وقرَّروا وجوبَ إعلانِ الجهاد ضدَّ مَنْ صدّ عن بيت الـلـه الحرام، وبهذه الذريعة تمَّ لهم اجتياحُ واحتلالُ الــحــجاز والحرمين الشريفين.
نهايتهم في الحرمين الشريفين لن تكون أحسن من نهاية كفار قريش لمّا صدوا الــمــســلــمين بقيادة الرسول الأكرم صلى الـلـه عليه وآله وسلم عن البيت الحرام في السنة السادسة للهجرة، فاعتبره القرآن خطيئة تُضارِع خطيئةَ الكفر، وموجِبا لإسقاط ولايتِهم الواقعية على البيت الحرام، بالإضافة إلى سقوط ولايتهم الشرعية أصلا، وسببا موجِبا لتعذيبهم من الـلـه؛ (وَمَا لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ الـلـه وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُواْ أَوْلِيَاءهُ إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ)(الأنفال: 34)، واعتبره إلحادا ظالما يستحق صاحبُه عذابا أليما، (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ الـلـه وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاء الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) (الحج: 25).
إنه عندَ إغلاقِ أبوابِ البيتِ الحرام أمام القلوب التي تهوي إليه، يكون الـلـه قد أذن لأوليائه المؤمنين بفتحه والدخول إليه آمنين؛ ألم يقلِ الـلـهُ تعالى: (لَقَدْ صَدَقَ الـلـه رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء الـلـه آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحاً قَرِيباً)(الفتح: 27)، لقد كان صدُّ الكفار للمسلمين عنه فتحا مبينا لمــكــة وللبيت الحرام على يد الــمــســلــمين.
في ظل هذا العدوانِ البشِع الذي يستهدِفُ الأطفالَ والنساءَ بالدرجة الأولى علينا أن نحُجَّ جميعا إلى جبهات العزة والشرف، ونلبس ثيابَ الرجولة، وننوي الإحرام بالجهاد المزلزِل المنتصِر لدماء شهدائنا في تـنـومـة وغيرها، وأن نطوف مع الجيش واللجان الشعبية حيث ما طافوا، ونسعى بين صفا حاجاتهم، ومروة عُدَّتهم وعتادهم، وأن ننطلِقَ للمرابطة والوقوف مع الأبطال على صعيد الجبهات، وكلُّ الجبهات مشعرٌ حرام، ولا يصحُّ حجُّنا إلا بالمبيتِ والمرابطة فيها، ويجب أن نزدَلِف إلى الـلـه بأن نجمع بين الجهادين جهاد المال وجهاد النفس، والكلمة والموقف، وأن نرمي في كل يومٍ معسكرات إبليسهم الرجيم، ومواقعَ شيطانهم النجدي بما يسره الـلـه من زلزال3، أو توشكا، أو سكود أو بركان، أو بما يبدعه الــيــمــنيون، مما لا نعلمه من فصيلة (والقادم أعظم).
هذا هو حجنا الذي يجب أن نحُجَّه كلَّ عامٍ حتى النصر، بلا وداعٍ للجبهات، ولا كللٍ من المشاركة فيها، وعاقبة التخلف عن هذا الــحــج العظيم هو الوقوعُ في السخط الكبير، والعاقبة الأثيمة.
ستستمرُّ هذه المملكة في المضي في طريقِها الشيطاني في الصد عن الــحــج، وتسييس الحرمين الشريفين، وتوظيف قدسيتهما في الترويج للمشروع التمزيقي التدميري للأمة الذي يتّسق والمشروع الأمريكي في المنطقة، وفي إفراغ الــحــج عن محتواه، ولكن عقابَ الـلـه آتٍ عليهم لا محالة، تلك سنة الـلـه وناموسه الحكيم، قال الـلـه تعالى: (وَمَا لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ الـلـه وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُواْ أَوْلِيَاءهُ إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ)(الأنفال: 34).
ما هو مطلوبٌ اليومَ من الشعوب الإســـلامية أن تتحرّك لتحرير الحرمين الشريفين على يد أوليائه المؤمنين الذين رضيَهم أولياء على الحرمين الشريفين الذين يحقِّقون كونه (مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً)، يأمنون فيه، ويؤمِّنون غيرهم، لا يخضعون للحسابات الضيقة ولا للضغائن السياسية، ولا للإملاءات الأمريكية، الذين بهم تتيسَّرُ منافعُ الــحــجــاج وتتوفَّر أجواءُ الذكر والعبودية الخالصة لله في تلك الأيام المعلومات التي يتهيَّأ فيها الــحــاج نفسيا وسلوكيا وعقليا واجتماعيا لإعادة ضبط نفسه على أساس المعايير الإلهية الفطرية، فطرة الـلـه التي فطر الناس عليها، فيعودُ بعد حجه المبرور (كيومِ وَلَدَتْه أمُّه) كما ورد في الأثر الشريف على صاحبه وآله أفضل الصلاة والسلام.
.. يتبع بالفصل الأول إن شاء الله

قد يعجبك ايضا