ثعابين آل سعود.. والحية الرقطاء

 

عبدالوهاب الضوراني
المقصودون بالثعابين هم أحفاد الملك عبدالعزيز آل سعود الذين انسلوا من جحورهم ومن وسط الصحراء والرمال المتحركة الواحد تلو الآخر للاستيلاء على الخلافة وكرسي العرش في البلاد والمقصود بالحية الرقطاء الملك عبدالعزيز الذي أنجب كل ذلك الكم الهائل من الثعالب ومن الثعابين ابتداءً بالملك سعود الذي تولى الولاية وتربع على كرسي العرش بعد وفاته مباشرة وكان أول الخلفاء وأول الثعابين في حظيرته المليئة بالكثير والكثير منهم والذي لفظ أنفاسه الأخيرة ليس على فراش المرض أو في أحد المنتجعات الأوروبية الفارهة كما جرت العادة وإنما وهو على كرسي العرش إثر إصابته برصاصة طائشة سددها إليه قناص محترف من داخل كواليس الأسرة الحاكمة أردته قتيلاً وانتهاء بآخر الأفاعي والثعابين الملك الشبه معزول سلمان الذي يعتبر أكثر الثعابين لدغا وتوحشا التي تعاقبت وانسلت الواحدة تلو الأخرى من اجل الانقضاض والاستيلاء على السلطة وسدة الحكم في البلاد والتصرف في قضايا وشؤون الرعاة والرعية والأمة المحمدية والمقصود بالحية الرقطاء والمتوحشة هو الملك عبدالعزيز شخصياً الشهير في مجالس ودواوين العرب بالحية الرقطاء وأبا مسيلمة الذي استطاع أن ينجب كل تلك الثعابين والحنشان دفعة واحدة وأول من وضع يده المضرجة بدماء المسلمين في نجد والحجاز وأرض اليمامة في أيدي الصهاينة والأمريكان والذي أوعز للرئيس الأمريكي المزدوج الجنسية إيزنهاور بضرب وإبادة الأقليات في فيتنام والكوريتين في جزيرة الخنازير في العقد الأول من القرن الماضي واكتساح الطوائف والأقليات العرقية في بورما وجاكرتا وسراييفو والشيشان بذريعة أنها أوكار ومواقع وتحصينات تحوي الجماعات الإرهابية المتطرفة وتنظيم القاعدة التي بدأت ممارسة نشاطاتها التكفيرية والمتشددة في تلك الأقاليم والمستعمرات التي كانت تحت الانتداب والوصاية «الأنجلوأمريكية».
الملك الشبه معزول سلمان الذي يعتبر طبقاً لإحصائيات تاريخ تلك العائلة العنكبوتية والمنهارة هو آخر أحفاد وثعابين عبدالعزيز وآخر العناقيد «الحامضة» في شجرته الضاربة جذورها الهشة والمترنحة فوق الرمال المتحركة والحية الرقطاء والمتوحشة الذي لا يتورع عن لدغ ونفث سمومه حتى في أقرب الناس إليه والذي كان آخرهم الأمير المعزول والمصفد بالأغلال داخل جزيرة مهجورة ولا حياة فيها لمن تنادي مقرن بن عبدالعزيز آل سعود الذي أقصاه عن الخلافة التوارثية والسلالية وعزله في تلك الجزيرة النائية وسط إجراءات أمنية واستخباراتية مشددة ليقضي فيها بقية عمره هذا إذا بقي له من العمر بقية وهكذا هم دائماً عيال عبدالعزيز وأحفاده وورثة عرشه على مر العصور إما يغتالون وتتم تصفيتهم أولاً بأول والواحد تلو الآخر وبأيدي بعضهم البعض وإما ينفون من الأرض ومن السلطة أيضاً كالأمير مقرن ومن قبله أبن الأمير نايف والأمير طلال والعديد من الأمراء والسلاطين حتى خلا كرسي العرش من ذريته كما خلت حظيرته أيضاً من ثعابينهم وقرصاتها وأصبح الآن شاغراً وفي انتظار الحاكم الجديد الذي سيكون كبش فداء ووجبة دسمة لرصاصات القناصة من داخل أفراد الأسرة الحاكمة والمتنافسة فيما بينها على كرسي العرش والذين سيقومون بالواجب في مراسيم الاحتفال بتتويج الحاكم الجديد المستغني عن عمره. سلمان يعد العدة الآن ومنذ وقت بعيد لتنصيب ابنه المدلل والمتخلف عقلياً والذي يتلعثم وتنعقد لسانه عندما يتحدث لأحد. الأمير محمد بن سلمان والذي تم تنصيبه وليا للعهد بدلا من الأمير المعزول غير المرغوب فيه من سلمان شخصيا.قرار سلمان المفاجئ وغير المسبوق فتح الباب على مصراعيه لعصر جديد وجيل جديد هما عصر وجيل الأحفاد بدلا من الأبناء الذين انقرضوا وتذبذبوا الواحد تلو الآخر وأصبحوا أثرا بعد عين وحتى يعيد كما يزعم أمجاد أجداده القديمة عبر التاريخ خصوصاً حملاتهم وغزواتهم الشهيرة التي كان أبرزها فتح منطقتي نجد والحجاز الذين جاءوها على صهوات الخيول وشفرات السيوف من بطون الصحراء وأرض الشتات غزاة وليس فاتحين وقاموا بإبادة حكامها الشرعيين ونفيهم في الشتات وشعاب جبال مكة والذي كان الشريف الحسين بن علي شريف مكة وسادته الكعبة المشرفة وحامي حمى الحرمين الشريفين على رأسهم الذي تدحرج رأسه على شفرة سيف عبدالعزيز وأزلامه من القراصنة وقطاع الطرق والذين قاموا بدورهم باكتساح عروشهم التي أقاموا على أنقاضها إمبراطورياتهم وأمجادهم المزيفة وحتى يضمنوا بقاءهم وسيطرتهم عليها وضعوها تحت مسمى «المملكة العربية السعودية» ونصبوا أنفسهم حكاماً وأوصياء عليها.
خاتمة الملك عبدالعزيز السيئة والملطخة بدماء المسلمين في نجد والحجاز وأرض اليمامة هي نفس التراجيديا والدراما التي استهل بها سلمان ولايته المزدوجة والمضرجة بدماء اليمنيين الذي كانوا أول المتضريين وأول المنكوبين فيها. فماذا ننتظر من الحاكم المرتقب والثعبان الجديد القادم من الصحراء التي لا تزال لدغاته وقرصاته ومفاجآته في علم الغيب..؟

قد يعجبك ايضا