ثورة 21 سبتمبر.. دروس في الوطنية والانتصار لمظلومية الشعب

الكندي : تمخضت ثورة 21 من سبتمبر عن معاناة شعب يسعى للتخلص من براثن الهيمنة والاستبداد

العليي : تجاوزت العراقيل وانتصرت على عملاء الداخل وأعداء الخارج

جريب : نستلهم من هذه الثورة معاني الوفاء والتضحية للشهداء الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم فداء للوطن

عاصم : القوى المتمصلحة والتي تضررت من الثورة عمدت الى استجلاب الغزاة لمحاربة اليمن وثورته الفتية

استطلاع / مصطفى المنتصر

ثورة الـ 21 من سبتمبر , ثورة ضد الظلم والطغيان ضد الفساد والمحسوبية والعمالة والارتهان للخارج وجماهير الشعب الذين اكتظت بهم ساحات الثورة المباركة وعلت أصواتهم المنددة بالفساد والمرددة لا للظلم ولا لشرعنة الإرهاب ولا للخنوع والذل والهوان أمام الخارج ولن يقبل شعبنا اليمني بالمساومة بأهداف ثورته المجيدة والذي قدم في سبيلها الكثير من الشهداء.. هكذا استهل الأخ أحمد حمود جريب محافظ محافظة لحج حديثه لـ”الثورة” داعياً جميع فئات الشعب اليمني للالتفاف حول القيادة السياسية والعمل بروح الفريق الواحد في إنجاح هذه الثورة والدفاع عن الوطن وسيادته .

 

ويضيف جريب: يحل علينا شهر سبتمبر الأغر من كل عام حاملاً بين جنباته مناسبة عزيزة وعظيمة هي ثورة الـ 21 من سبتمبر , حري بنا ونحن نحيي ذكراها الثالثة أن نستلهم منها معاني الوفاء والتضحية للشهداء الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم فداء للوطن ولكي ينعم أبناؤه بالحرية والاستقلال عن التبعية لقوى الاستكبار والظلم والطغيان الإقليمي والدولي والتخلص من رموز الانبطاح والعمالة والارتزاق الذين لفظهم الشعب دون رجعة.
وأشار إلى أن الثلاثة الأعوام من عمر الثورة قد طوى فيها الشعب آخر أوراق المفسدين والمتنفذين والمرتزقة وعملاء الداخل وجنرالات الحرب ومشائخ الدفع المسبق للعدوان السعودي وقرر الشعب أن يعيش بكرامة وبعزة مثله مثل بقية شعوب العالم بعيدا عن الإذلال والتبعية لمرتزقة الداخل ووحوش الخارج.
وأكد جريب في ختام حديثه بالقول: ان الشعب اليمني قد اختار العيش بكرامة وحرية ولا مكان للذل والخنوع بين هذا الشعب وان طائرات العدوان لن تثني هذا الشعب عن المضي قدما نحو تحرير كامل اليمن أرضا وإنسانا من تحت عباءة العمالة وسنطهرها من فكركم المريض ليعود اليمن سعيداً كما كان قبل أن يعرفكم الوجود بآلاف السنين.
ثورة شعبية
من جانبه يرى الأستاذ حميد عاصم عضو الأمانة العامة للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري أن أهمية هذه الذكرى تكمن في ان تورة21سبتمبر أتت كثورة شعبية بعد أن افشل قادة اليمن وخاصة المشترك وشركاءه ثورة 11فبراير2011م وبعد أن طغت المحاصصة في حكومة باسندوة على المصالح الوطنية وانتشار الفساد في كل مرافق الدولة أكثر مما كان عليه قبل ثورة فبراير , كما أنها تكتسب أهمية في كونها أتت بعد الحوار الوطني الشامل والذي استمر فترة طويلة وكاد أن يخرج برؤية كاملة حول الحلول للمشاكل السياسية والاجتماعية والاقتصادية لولا تدخل القوى الخارجية وخاصة الأمريكية والسعودية التي عملت على إجهاض الحوار في اللحظات الأخيرة وحاولت فرض واقع سياسي جديد وتقسيم اليمن إلى ستة أقاليم ومحاولة فرض دستور غير متوافق عليه ومحاولة فرض هيئة وطنية تعنى بتنفيذ مخرجات الحوار وتعيين أعضائها بخلاف ما تم الاتفاق عليه بين المكونات.
وأشار عاصم إلى أن لكل ثورة من الثورات مناصرين وأعداء وثورة 21سبتمبر لاشك أن لها مناصرين كثراً على مستوى الساحة الوطنية لأنها ولدت من رحم الشعب ولأنها تعمل على تصحيح مسار ثورة فبراير التي تم حرف مسارها من قبل أعدائها , كما أن لها أعداء وخاصة أولئك الذين تضررت مصالحهم غير الوطنية والذين عاشوا جل حياتهم تحت وصاية أعداء الوطن وتحت وصاية دول الاستكبار وخاصة الأمريكية فعملت هذه القوى المتمصلحة على تشويه الثورة وعملت على استجلاب الغزاة والطغاة لمحاربة اليمن وثورته الفتية وأعتقد بأن تلك الحرب ستزول بانتصار الوطن على أعدائه وبقوة الشعب اليمني وصبره وثباته وحبه للاستقلال والحرية والكرامة والعزة وبالتفافه حول الجيش واللجان الشعبية وحول القيادة السياسية.
وقال عاصم: إن الدور الذي قدمه الشعب اليمني منذ بدء العدوان على اليمن قد أذهل العالم وأرعب كل دول العدوان والمرتزقة فصمود الشعب اليمني وجيشه ولجانه أكثر من عامين ونصف في وجه دول العدوان التي تمتلك اعتى سلاح وأكثر مالا والتي لم تكتف بسلاحها وجيوشها بل أنها استجلبت المرتزقة من أصقاع العالم ومن الشركات الأمنية العالمية.
ولكن قدرة الله تعالى وصمود وثبات الشعب اليمني في وجه ذلك العدوان جعل دول العدوان تخسر الحرب كل يوم لذلك فالشعب اليمني بكل شرائحه مطالب بالاستمرار في الصمود ودعم الجبهات بالرجال والمال وبالإعلام وبالتلاحم أكثر وأكثر وبالابتعاد عن المناكفات حتى النصر بإذن الله تعالى.
ثورة من رحم المعاناة
فيما يرى الشيخ محمد بالعيد الكندي رئيس مجلس التلاحم القبلي بحضرموت أن ثورة الـ21 سبتمبر جاءت في وقتها وتمخضت هذه الثورة المباركة من معاناة شعب يسعى للتخلص من براثن الهيمنة والاستكبار ويطمح للعيش بحرية وكرامة واستقلال بعد أن فرض عليه فلول النظام السابق نظام الوصاية والارتهان وذاق فيه شتى صنوف المعاناة والألم أبرزها الفشل الأمني الذريع الذي كانت العاصمة تغرق فيه واغتيال الشخصيات السياسية والأكاديمية والعسكرية النظيفة والشريفة.
وأضاف الكندي : هناك أسباب عديدة وهامة جعلتنا نقف إلى جانب هذه الثورة ونؤيدها وقد أتت هذه الثورة الشعبية من اجل اجتثاث قوى الوصاية والارتهان للخارج حيث كان لا يمكن إقرار أي قرار إلا بعد أن يتم اخذ موافقة قوى العدوان الإجرامية وإلا لماذا صبت هذه القوى جم حقدها على هذا الشعب بعد ان فضحت ثورة 21سبتمبر مخططاتها الرامية إلى إفشال حركة التقدم الذي كان اليمنيون يشقون طريقهم نحوها .
وأشار إلى أن ثورة 21 سبتمبر عملت الكثير وحققت العديد من أهدافها وهي تسعى لاستكمال ما تبقى من تلك الأهداف المجيدة وأنا من منظوري الخاص أسميتها الثورة الجريحة، الثورة المتألمة كونها ومنذ الوهلة الأولى لانطلاقها حاولت قوى العدوان ومرتزقتها وهي في السلطة حينها إفشالها وواجهتها بشتى أنواع الأسلحة حتى تعيق سير هذه الثورة إلا أن أبناء الشعب وقفوا في وجه هذه القوى الظالمة بكل شجاعة واستبسال وقدموا حينها العديد من الشهداء ولا يزال شعبنا اليمني حتى اللحظة يقدم الشهيد تلو الشهيد في ميادين الشرف والبطولة من اجل الذود عن امن الوطن واستقراره .
طرد نفوذ الفساد
إلى ذلك يقول الأستاذ احمد العليي منسق الجبهة الوطنية لمواجهة الغزو والاحتلال: ان لحظة قيام ثورة 21من سبتمبر 2014م كانت اليمن تخضع لسيطرة مراكز نفوذ عرف عنها فسادها ونهبها للمال العام وحكومة تقاسم ومحاصصة لم تقدم الحد الأدنى من الخدمات التي انتظرها الشعب مع تراجع مخيف في مستوى حياة المواطنين وارتفاع كبير للأسعار وتدهور مفزع للعملة الوطنية كلها أسباب دفعت لقيام ثورة شعبية خالصة للوقوف في وجه هذا الفساد المستشري في جسد الوطن المنهك بالمعاناة .
وأضاف العليي : وكغير المألوف ولترجمة قيم الثورة الوليدة وجهت قيادة الثورة بتوقيع اتفاق السلم والشراكة كتأكيد على التعايش واستيعاب القوى السياسية كافة حتى القوى التي ناصبت الثورة العداء بل الذهاب إلى استكمال الحوار الوطني وإنجاحه وفق ما يحقق المصالح الوطنية العليا للوطن والشعب.
ولكن الحقيقة هي أن الثورة واجهت تحديات جمة أهمها تعمد إفشال الحوار الوطني ثم استقالة الرئيس المنتهية ولايته ورئيس حكومته في محاولة لإجهاض الثورة , كما شكل موضوع فرار هادي إلى عدن واستحضار الجماعات الإرهابية لمواجهة المؤسسة العسكرية والأمنية في مدينة عدن وإغراقها بالفوضى وتحويلها إلى مصدر للتآمر على الثورة تحديا آخر فرض على قيادة الثورة مواجهته بقوة وإفشاله في الوقت الذي كان البعض وبالتعاون مع آل سعود يعدون العدة لشن عدوان آثم وإجرامي على بلادنا كانت قضية فرار هادي إلى سلطنة عمان هي كذبته الكبرى وشماعة أمريكا وإسرائيل لتدمير اليمن.
وأكد العليي أن قيادة ثورة 21 سبتمبر قد نجحت في حشد الطاقات الوطنية سياسيا وعسكريا رغم تواضعها واستطاع جيشنا الباسل وأبطال اللجان الشعبية التحول وفي زمن قياسي من حالة الدفاع إلى حالة الهجوم وأصبح المقاتل اليمني يقاتل في العمق السعودي ويحقق انتصارات كبرى محدثا هزائم كبيرة رغم الإمكانيات العسكرية الهائلة التي يمتلكها العدو.

قد يعجبك ايضا