محمد النظاري
مفارقات عجيبة نعايشها في الوسط الرياضي، فالرياضيون هم من يرسمون البسمة على وجوه الجماهير، تجدهم في حالة من البؤس ولا تجد من يلتفت اليهم – في حالة مرضهم – إلا قلة من الأوفياء.
باسمة العريقي وكيلة وزارة الشباب والرياضة لقطاع المرأة، ترقد حاليا في العناية المركزة بأحد المشافي الخاصة بالعاصمة صنعاء، وحالتها الصحية سيئة – شفاها لله – فهي في حالة غيبوبة بسبب مرض في الكبد.
لم يشفع لها انها ذات منصب كبير في الوزارة الغنية بصندوق النشء، فزيارتها على ما يبدو هو اقصى ما يمكن ان تقوم به الوزارة..
بين اشتداد الألم وتنكر الاخرين، إلا من الصور التي يزينون بها مجموعات الفيس والواتس، انبرى كعادته أحد رجال الخير من المقيمين خارج الوطن، ليتكفل بنقلها للعلاج في الخارج، لم يتوقف الأمر عند ذلك، بل ونسق لسفرها، في حين السلطات المختصة بالوزارة لم تقم بما قام به.
حالة الاخت باسمة انموذج فقط للمآل الذي يصل اليه من قدموا للوطن الكثير في مشوارهم الرياضي، واغلب الرياضيين غادرونا وهم مقهورون في منازلهم لم يمد اليهم احد يد المساعدة.
نشيد بالتفاف الجميع مع حالة العريقي، ولكني اذكرهم بحالات لرياضيين افنوا عمرهم في الميدان، حتى انهم لم يتوظفوا من اجل اسعاد الوطن وجماهيره، وعندما وصلوا لمحطة الاعتزال، اعتزلهم الجميع، واداروا لهم ظهورهم، وأولهم الجهات الرسمية، في تنكر واضح لما قدمه النجوم.
نشكر رجل الخير على تعاونه معها، ولكن كم سيكون جهد سنان أو أربعة من طينته الخيرة… المسألة تحتاج الى وقوف حقيقي عندها، فالعلاج اقل القليل لما يمكن ان تقدمه الدولة للرياضيين.
لا نريد الوصول الى حالة من التمييز بين هذا وذاك وهذه وتلك… ولأن هذا أو تلك لهم معرفة بالإعلام ، لهذا ستسلط عليهم الاضواء ويتداعى الآخرون لنجدتهم.
إن ايجاد قانون للتأمين الصحي للرياضيين من لاعبين وحكام ومدربين واداريين سواء ما زالوا عاملين أو معتزلين، هو مطلب ملح ينبغي على الحكومة انجازه.
هناك من يعتقد ان تذكرة سفر للمريض ومرافقه، وألف دولار، هي كل ما يحتاجه الرياضي .. وهي وإن كانت أول خطوة لسفر للعلاج إلا أنها غير كافية ابدا… وهنا استغرب كيف يمكن اعتبار تلك مساعدة مكافئة لما قدمه الرياضي للوطن.
وزير الشباب والرياضة حسن زيد وجه بمكافأة مليون ريال ، لأربعة من اللاعبين المعتزلين بالحديدة منذ عدة اشهر، بعضهم الان في العناية المركزة ولم يستلموا المبلغ بعد، وبعد هذه المدة الطويلة أكد الوزير بأنه قد صرف المبلغ وهناك من استولى عليه.
نتمنى للأخت باسمة الشفاء العاجل، وان يجزي الله من تعاون معها خير الجزاء، وان يعين بقية الرياضيين المحتاجين ويسخر لهم الف بشير، لانقاذهم من وجع الرياضة المزمن..