مملكة الإرهاب (20)

 

عبدالله الاحمدي
مملكة العهر الشيطاني تريد أن تفرض نفسها كقوة في الشرق الأوسط، مثلها مثل إسرائيل، وإيران، وتركيا. هي تشعر أنها قوة مالية، وبالتالي لابد أن تكون قوة عسكرية، هي تعلن أن هذا المال هو ريع نفطي، وليس قوة اقتصادية تم بناؤها بالعرق والكفاح، وطوبة ، طوبة، وعلى كل المستويات. الريع النفطي لم يزد مواطني آل يهود إلا تفسخا، وترهلا، لأن الأسس الحضارية لمملكة العهر غير متوفرة. النفط عند طفرة في الاسمنت، ولم يبن الإنسان.
الأسرة الحاكمة تشتري السلاح كل عام بمئات المليارات، ثم يتحول هذا السلاح إلى حديد خردة، تشتريه مصانع الحديد. اثبت العدوان على اليمن أن أسرة آل سعود ليس لديها جيش، رغم الإنفاق الضخم على الميزانية العسكرية، وهذا الكلام بشهادة الخبراء العسكريين.
العدوان على اليمن فضح مملكة العهر، وجيشها البدوي، واثبت أن هذه المملكة هي نمر من ورق، فمجموعة من الحفاة، العراة والجياع ركعوا جيش الأسرة، وفروا هاربين في أكثر من جبهة، تاركين وراءهم السلاح والعتاد. كان آل سعود يحسبون أن الحرب نزهة، وكأن شياطينهم يصورون لهم أنهم سيشربون القهوة العربية مع علي دركولا في القصر الجمهوري بصنعاء في الأسبوع الثاني من الحرب.
مسكينة عرافة الخرافة لم تدر ما فعل الزمان بأرض عاد ) كان آل سعود يحسبون أن اليمن هي تلك المجاميع التي تمد يدها إلى اللجنة الخاصة. لقد خلق الله من أصلاب، أولئك الذين كانت تغرر بهم في الستينيات جيلا شب على حب الوطن، وتشرب الحرية ، واستقلال القرار، وهذا الجيل هو من يقاتل آل سعود، ومرتزقتهم في الحدود، وفي الداخل.
على آل سعود أن يعوا أن يمن اليوم غير يمن الستينيات الذي كانت تنطلي عليه الدعاية والتغرير، وان يعوا ثانية أنهم لن يكبروا على حساب اليمن واليمنيين، وعليهم أن يراجعوا سياساتهم الفاشلة تجاه اليمنً وان يحاسبوا من ورطوهم في العدوان على اليمن. ربما يسكت العالم لفترة عن هذا العدوان، لكن هذا السكوت لن يدوم طويلا، فملف الحرب ضد اليمن لابد أن يفتح، ساعتها، ولا حين مناص.
بالرغم من الدمار الرهيب، والقتل الجماعي الذي أحدثه العدوان الوهابي السعودي في حق فقراء اليمن إلا أن العدوان فشل في تحقيق أهدافه الدنيئة، وفشله الأكبر تجلى بعدم قدرته على تركيع اليمنيين.
الآن على قرن الشيطان إعادة النظر في عدوانه، بل وفي سياساته تجاه اليمن عموما.
اتخذت مملكة العهر الداعشي، منذ ما بعد اتفاقية 1970م سياسة شراء الولاءات، إذ أغدقت المال على مشايخ القبائل، وكبار مسؤولي الدولة، والقبائل المحاذية لحدودها، بغية تشكيل اختراق للوعي والهوية، كما قامت بإنشاء تعليم وهابي موازٍ للتعليم العام في اليمن، ولكن الأحداث أثبتت أن كل هذه الأساليب والاختراقات للوعي والهوية الوطنية باءت بالفشل، فالمشايخ، وطغمة الدين الوهابي، وكبار العملاء هربوا في أول اختبار لهم، أمام ثوار اليمن، وثورة الاستقلال، حتى إن أحد كبار العملاء الذين كانت تراهن عليهم فر من العاصمة مرتديا ثوب امرأة.
أما كبار العملاء من المشايخ فقد فروا بجلودهم قبل وصول جحافل الثورة إلى تحصيناتهم، حتى أن احدهم، لم يجد من يحميه، ويستجير به غير نساء صنعاء. خدع العملاء أسيادهم في الرياض، وأوهموهم أنهم أصحاب القرار، والحل والعقد، ولم يفق آل سعود من أوهامهم إلا عندما وجدوا عملاءهم يطرقون أبواب فنادق الرياض، يطلبون الأمان.
اندهش آل يهود من انهيار أحلامهم في جعل اليمن رهن تصرفهم عندما رأوا كل أحلامهم تنهار، وعملاءهم يتساقطون كالذباب. وعند ذاك طاشت عقولهم، فحركوا كل قواهم في الجو والبر والبحر لقتل وتدمير اليمن واليمنيين.
خمسون عاما من السياسات الخاطئة انهارت في لحظات، أمام مجاميع الحفاة العراة.
هذا الدرس الذي بلعه آل سعود يجعلهم – إن كان لهم عقل – ان يعيدوا التفكير ألف ألف مرة في سياساتهم تجاه الشعب اليمني.

 

قد يعجبك ايضا