مخطط الاستعمار من شيطنة الأنصار
د.أسماء الشهاري
سمعنا بقصصٍ خرافية عديدة عن الرجل الذئب أو الرجل الوطواط، البعض منها يحكي عن تحول البطل عند اكتمال البدر في ليلةٍ مُقمرة إلى ذئب أو إلى مصاص دماء، وبعضها أساطير .
فهل تحول أبطال قصتنا فجأة!
قصتنا التي تحكي عن مجموعة من الرجال الشجعان الذين تصدوا لأبشع مؤامرة وعدوان على يمن الحكمة والإيمان.
وفي هذه القصة. كان يا ما كان منذ عامين ونصف ولا تزال القصة إلى الآن.
فتيةٌ آمنوا بربهم فزادهم هدىً، وقوة وعنفواناً.
هزموا بعزمهم عاصفة الشر وحلف الشيطان، وكانوا يتصدون بأقدامٍ حافية وصدورٍ عارية لأكبر ترسانة عسكرية صنعها الإنسان، وهزأوا بفخر الصناعة الأمريكية وجعلوها في خبر كان.
وفي ما قيل يا إخوان أنهم قدموا أرواحهم رخيصة ليعيش شعب الحكمة والإيمان دون أن يلتفتوا لمن خلفهم من المثبطين والمتقاعسين والجرذان.
بل هبّوا بكل عزة وعظيم شأن ليدفعوا الخطر الوشيك عن كل الأحباب والخلان، وحتى عن من يختلفون معهم في أي أمرٍ ظهر وبان. ولم يكن بينهم أيُّ مندسٍ أو جبان.
وكم قدموا من الدماء حتى صارت الأرض كلها مسجداً وقرباناً.
ولكن فجأة. ظهرت شائعة تقول إن الأبطال قد أصابهم مسٌ من الجان وانحرفوا عمّا كانوا عليه من تضحياتٍ بالروح والأبدان!
فيا تُرى. هل صحيحٌ ما جرى!
وكيف لمن جاوز الحد في الإحسان أن يتحول فجأة إلى شيطان!
كيف لمن ترك أهله و ولده ليحمي أهلك و ولدك و يتحمل من البرد والحر وأصناف الخطوب ما لا يقوى على تحمله أحدٌ أيا كان، أن يجبُن أو يغدُر.
أجبني يا إنسان!
وكيف لمن ذهب ليصُد عنك الصاروخ بصدره العاري أن يأتي ليوجه فوهة بندقيته إليك، وهو من تجرع الجوع والأذى لأجلك في أوحشِ الليالي!
هل من الممكن أن يتحول البطل إلى مجرمٍ وشيطان فإن أبى عقلك وضميرك فتعال نبحث وراء السر، أين يكمن ومن أين يأتي التشويه لأعظم فارسٍ وإنسان.
قالوا منذ القدم يا خلان “فرق تسُد” قاعدة مجربة لمن في قتالهم فشلت أنواع الأسلحة وأقوى الجيوش المُدربة.
وعند استخدام هذا الحل والتجربة فلا بد من تطبيقها على أكثر من أرهق الأعداء حتى صارت صورتهم في نظر العالم مضحكة.
وإن عرفت السر وراء الستار، أخبرتك لماذا شيطنةُ الأنصار؟
فقد يكون من أهمّ هذه الأفكار :
لأنهم الداعم الأكبر والأقوى لكل الجبهات وخاصة بالرجال إلى جانب الشرفاء والأحرار، وإن كنت في شكٍ أومحتار فاسأل مقابر الشهداء تُنبئك في الحال.
وبالتالي فإن النيل منهم هو نيل مؤكد ومحقق للجبهات الصامدة أمام أقوى مؤامرة واحتلال.
والتي لم يفلح العدوان من النيل منها بأي حال من الأحوال.
والنيل منهم هو نيل مباشر من الأمن والاستقرار وجعل الفوضى تشيع وتنتشر حتى في الفيافي والقفار.
ذلك أنه لا يخفى على أحد الدور المهم والأساس والحيوي للجان الشعبية في إشاعة الأمن وردع كل من أراد أن يمس الوطن أو المواطن بأي أذية،
ولو عدنا بالذاكرة إلى الوراء لعرفنا كم كان الوطن في عناء، ففي كل يوم كان هناك اغتيال وتفجير وبلية ، وكم كانت على أجهزة الأمن عصية، ولم نكن نعرف من الفاعل أو حتى إلى أين وصلت القضية؟
أما اليوم فكم من المخططات فشلت في زرع الفتن أمام يقظة رجال الأمن ولجان الشعب والوطن.
كما أنه يستحيل منهم المساومة على الكرامة أو التسليم حتى لو تم ذبحهم أو دفنهم أحياء، فتكون أقدامهم في الأرض و رؤوسهم تناطح العلياء فهم وسام الشموخ والعزة والكبرياء.
وهم من يؤثرون مصلحة الشعب والوطن ويتناسون أي خلاف حتى لو كان قد نخر في عظمهم أو اكتوت منه الروح وتمزق البدن.
والنيل منهم هو نيل من المجد والتاريخ فهم من صنعوا المعجزات وسطروا أعظم معاني الفخر والبطولات بتضحياتهم
ورسموا أروع معاني النصر والمكرمات بثباتهم واستبسالهم إلى جانب الأحرار والشرفاء من أمثالهم.
والقضاء عليهم هو القضاء على أجمل إن لم يكن آخر خيارات الأمل في التغيير والبناء بعد أن رزح هذا الوطن لعقود تحت وطأة الوصاية والعناء.
ولم تفلح السلطات ولا الأحزاب ولا الساسة في صنع أي تقدم سوى أن تظل تحت وطأة الوصاية لمن يقتلونا اليوم بحماسة!
تشويههم والنيل منهم هو نيل مباشر من أسر الشهداء والذين قدموا أغلى ما يملكون ليعيش الوطن والمواطن في عزة وإباء فيشعرون بالقهر والكبت الشديد وأن تضحياتهم قد ضاعت هباء.
وأخطر ما يسعون إليه من شيطنة الأنصار هو حدوث رفض شعبي ومن ثم ثورة شعبية ضد حماة الدين والقضية وذلك عن طريق عمل اغتيالات أو اختلالات أمنية هنا أو هناك واتهامهم وإثارة البلبلة ضدهم والفوضوية على شتى الأصعدة وهم من لا يخفى دورهم والأولوية في تأمين وحماية وصمود المناطق المختلفة إلى جانب الجبهات مثل عاصمة وقلعة الصمود والحرية صنعاء وغيرها من المناطق الأبية التي لهم تواجد قوي فيها حتى يسهل سقوطها واحتلالها بعد ما فشلت كل الزحوفات والخطط الجهنمية للنيل منها وشموخ أبنائها وجبالها العلية.
*هذه بعض أسباب شيطنة الأنصار فهل سنسمح بالنيل من نسيجنا الاجتماعي وضربنا في مقتل بعد ما أوشك العدو على التقهقر والاندحار، وأصبحنا قاب قوسين من إعلان الانتصار.
فهل ستسمحون بذلك أيُها الأحرار؟