“العمل الحر” الخيار الوحيد المتاح أمامكم
عماد المسعودي –
لا استطيع أن أتخيل وجود خريج جامعي بدون عمل في عصرنا الحالي¡ لاحظ أني قلت بدون عمل وليس بدون وظيفة¡ فالوظيفة تختلف عن العمل. أولا◌ٍ¡ أتمنى أن يتجه جميع الشباب إلى ريادة الأعمال لمحاولة تأسيس شركاتهم الخاصة¡ ولكن الواقع أن الكثير قد لا تتوفر لهم الظروف المناسبة لبدء مشاريعهم الخاصة¡ ولهذا يضطر الكثير للبحث عن وظيفة أو عمل. فبالنسبة للوظيفة¡ فالمسألة واضحة وضوح الشمس¡ عدد الخريجين أكبر بكثير من عدد الوظائف المتوفرة في السوق ¡ ولهذا نسبة البطالة عالية¡ هذا بالإضافة إلى انتشار المحسوبية والوساطة التي تزيد من صعوبة الحصول على وظيفة ¡ إذا◌ٍ الخيار الوحيد المتبقي هو العمل الحر.
ما أقصد بالعمل الحر¡ هو العمل بالتعاقد¡ أي يتفق الشخص مع شركة أو مع شخص آخر لتنفيذ عمل ما مقابل تكلفة معينة¡ وحال انتهاء العمل تنتهي العلاقة التجارية ما لم يتم التعاقد على مشروع آخر. وبما أن أسواقنا ممتلئة بالأيدي العاملة¡ ففرص العمل الحر تعتبر نادرة لوفرة الموظفين المستعدين لقبول أي وظيفة مقابل أدنى راتب ممكن. ولكن العمل الحر يمكن أن ينفذ لشركات وأفراد من بلدان أخرى¡ خصوصا◌ٍ في الجوانب التقنية والمعرفية مثل البرمجة¡ التصميم¡ الترجمة¡ المحاسبة¡ الهندسة¡ .. إلخ ¡ وأمام الشباب فرصة هائلة في هذا المجال نظرا◌ٍ لفارق التكلفة المعيشية بين كثير من دول الوطن العربي وبين العالم الغربي. فهناك شركات هندسية غربية تبحث عن تصاميم معمارية ولكنها تفضل دفع 1000 دولار لعربي بدلا◌ٍ من دفع 5000 دولار لغربي. وهناك آلاف من الأمثلة المشابهة في شتى المجالات¡ وكل ما على الشباب فعله هو البحث عن هذه الفرص. إذا◌ٍ السؤال هو: كيف يمكن الوصول لهذه الأعمال الحرة¿
هناك أسواق عالمية تنزل فيها مناقصات أعمال حرة ويتم فيها عرض الأعمال تماما◌ٍ كما يتم عرض البضائع في المزاد الإلكتروني. فتقوم الشركة المحتاجه لتنفيذ عمل ما بالإعلان عن تفاصيل العمل والميزانية المتوفرة ومدة التنفيذ¡ ومن ثم يقوم الآلاف من الشباب من مختلف دول العالم بالتنافس على الحصول على العقد. هناك شباب وشركات من الهند والصين والمكسيك¡ وهناك أيضا◌ٍ شباب من مصر والأردن وسوريا واليمن. طبعا◌ٍ السعر عامل مهم في الفوز بالعقود¡ ولكن الجدية في العمل وجودة التنفيذ هما ذو أهمية أكبر. فبعد تنفيذ كل عقد تقوم الشركة بتقييم المزود حسب أداءه¡ وهذا التقييم يساعد الشركات الأخرى في الاختيار¡ لهذا تجد الكثير من الشباب يبدأ بأخذ الأعمال مقابل أسعار زهيدة جدا◌ٍ¡ وبعد تكوين سمعة طيبة وشبكة من العملاء¡ يبدأ برفع أسعاره لتتناسب مع جودة عمله. بصراحة¡ أنصح كل شاب يعاني من البطالة التوجه لمثل هذه الأسواق¡ فالعمل يمكن أن يتطور وينمو¡ وبعد فترة يمكن للشاب أن يكون شركة ويوظف شباب لديه لتنفيذ مشاريعه.