ينتقد الجميع يحبه الجميع

صقر الصنيدي . –
يشترط نواب المشترك لعودتهم هيكلة رئاسة البرلمان بالتوافق وقد حددت مطالبهم بتعيين رئيس مجلس النواب من المستقلين ونوابه من¡ الأطراف السياسية بناء على توافق تضمنته روح المبادرة الخليجية- كما يقولون .
لكن الحديث عن المستقلين داخل البرلمان أمر لا يخلو من تعقيدات فكلما تذكر نائبا وتتبعه بكلمة مستقل يقفز لك صوت أحد زملائه ومن قال لك إنه مستقل ثم يبدأ بسرد دلائل انتمائه إلى تيار سياسي وبهذا لن تصل إلى نائب مستقل .
إلا أن أكثر من يمكن اعتباره بعيدا عن طرف سياسي هو النائب ناصر عرمان الذي يصارع الجميع ويحبه الجميع أيضا◌ٍ لأنهم يعرفون أن ناصر لا تدفعه أهدافه الضيقة بل قيمه النبيلة وحرصه على استقرار البلاد , إنه المتضامن مع الحقيقة دوما وإن كانت أحيانا عائمة فهو يأخذ ظاهر الأمور يدين القتل لكل إنسان أينما كانت وجهته السياسية¡ أدان مجزرة جمعة الكرامة للشباب السلميين وحزن بشدة على ضحايا السبعين وضحايا كلية الشرطة وصولا إلى استنكاره لوقوع ضحايا سقطوا أمام الأمن القومي .
يضم صوته إلى صوت أحمد سيف حاشد مطالبا◌ٍ بمحاكمة عادلة للمتهمين ويعيب على زملائه الذين يمتلكون مسلحين يقطعون الطرق ويهاجمون المواطنين .
حين ينهض للكلام مستخدما عصاه التي تعينه على الوقوف تهدأ القاعة لأن رأيه سيثير جدلا ومقترحه سيقدم حلا واضحا◌ٍ أو بين طياته , يحرص على التواجد قبل زملائه ولا يغادر إلا وقد رفعت الجلسة¡ يتحمس لكل القضايا من مياه الشرب في تعز إلى تعويضات سيول حضرموت إلى كهرباء سقطرى ويدعم المناطق التي لا يوجد من يتحدث عن مشاكلها , تسمعه وهو يتحدث عن الشحر وكأن دائرته هناك وليست في مدينة البيضاء ويشارك المبتعثين للدراسة في الخارج آلامهم وكأنه أحد الطلاب المبتعثين إلى ماليزيا .
يكفي أن يراك مرة واحدة كي يلوح لك بالسلام مرة أخرى وأنت عابرا في أحد شوارع صنعاء وليس بالضرورة أن تكون من نطاق دائرته أو على مقربة من انتخابات.
يكره المزايدات- كما يحب أن يطلق عليها- ولا يحب من يزيف وعي الناس ودوما◌ٍ يقدم النصح لزملائه الذين يتجاوبون مع أخلاقه فحين اختصم النواب مع بعضهم وأوشكوا على ترحيل مشاكلهم إلى رئيس الجمهورية ليفصل فيها وفق ما تنص عليه المبادرة الخليجية صرخ فيهم مؤنبا◌ٍ ” أيها الزملاء لا يعقل أنه كلما اختلفنا قصدنا الرئيس ألا يكفيه ما لديه من هموم وضغوطات , إن واجبنا في المرحلة الحالية أن نكون عونا له كما وعدناه وأن نكون سنده في الخروج من الأزمات المتتالية لا أن نضيف إلى المتاعب الحاصلة “.
تم التراجع عن ترحيل المشاكل إلى رئاسة الجمهورية وتم التوافق بين الكتل داخل البرلمان وأسفر عن ذلك التصويت على موازنة الدولة للعام الحالي .