الأكرم منا

 

 

فوزية عبد الوهاب الشهاري

أغمضت عيني اقلب صفحات من الذاكرة لما رسخ فيها من صور أولئك العظماء الذين بين الفينة والأخرى يبرزون بعمل أسطوري يفوق خيال كتابتي فأقف عاجزة عن وصفه، وتتزاحم الصور في مخيلتي لتلك البطولات فذاك البطل حافي القدمين من رمى بقنبلته على موقع سعودي فدمره، أو ذاك الذي قد قطعت يده في مواجهة الأعداء فلم يبالي وعاد للجبهة بيد واحدة أكثر شموخا وقوة، أو أو …. وأخيرا وليس بآخر الشهيد الحي عبد القوي عبده حسين الجبري الذي الجم قاتليه واخرس العالم بقوة فدائه، وغيره الكثير الذي سيأتي بمثل تلك القوة والعنفوان.
الكثير من تلك الصور تحضرنا أحيانا وجوههم وتغيب عنا أسماؤهم، يغيب عنا الكثير من تفاصيل تلك البطولات والتضحيات.
وأجد أننا بحق جاحدون لتلك الهامات الشامخة جاحدون لفضلهم للوطن بأسره، جاحدون لتضحياتهم ماذا سنقول لأبنائنا وللأجيال التي ستعقبنا أبخلنا بتمجيدهم أم استهنا بحقهم علينا وعلى الوطن الذين وهبوا حياتهم لأجل رفعته، وألا يضام تحت أقدام أي محتل أليسوا هم من حفظوا ويحفظون وطننا وأعراضنا وكرامتنا؟!!
لم لا تدرس أسطورات تلك البطولات في المدارس ككتاب يمجد عظمة اليمني (تأخذ القصص من أسرهم، من الواقع الميداني.. من زملائهم الخ)
لما لا تخصص القنوات الرسمية برامج لتمجيد الخالدين يغرس في نفوس الصغار العزة والعظمة وحب الجهاد في سبيل الله، لمن قاوم المحتل ووقف أمام جبروت أعظم وافتك أسلحة العالم بقوة الإيمان وحق القضية. (بشكل دائم وليس فقط في بعض المناسبات أو ظاهرة وتختفي)
لماذا نظل نهتف نريد تماثيل ومجسمات تخلدهم ولا نرى منها شيئاً على أرض الواقع؟
بإهمالنا سنغيبهم باقتصارنا على ذاكرتنا الحاضرة سيغيب الكثير مما لم نعلمه أو علمناه ونسيناه.
ستحاسبنا الأجيال القادمة وضمائرنا التي تموت لهثاً وراء الحياة الفانية.
أما أولئك الجرحى فهم الشهداء الأحياء عندما تستمع إليهم تجد البشر على تلك الوجوه التي أرهقها الألم وتتوق رغم كل وجعها للعودة للميدان، وكأنما خلقوا للجهاد لا سواه، ترى بريق الشوق للمعارك في مآقيهم، وتلمس القوة والعزيمة في منطقهم، هم يدافعون عن وطن، ويزفون أرواحهم لباريها ليحظوا برضوانه ونعيمه الأبدي.
فتراهم يتململون من بقائهم في المستشفيات او بين ذويهم رغم كل ما قدموه للوطن من أوصالهم لازالت الروح بين جنباتهم تسعى للخلود لترتقي شهيدة.
ليت حكومة الإنقاذ تعمل لحفظ جميل هؤلاء الشهداء والجرحى (كما تستميت في مطامع الدنيا)، وتستمع إلى جرحى الجبهات، لتتعلم منهم معنى الوطنية ومعنى البذل ومعنى أن تبذل روحك لتحيي شعبا وأمة.
والعاقبة للمتقين..

 

قد يعجبك ايضا