” ولد الشيخ ومؤشرات حقده الدفين !!
محمد أحمد الحاكم
في أقل من أسبوع على تصريحات السفير الأمريكي ” ماثيو تولر ” التي أطلقها في مدينة جدة السعودية بشأن الأزمة اليمنية , بدأ المبعوث الأممي غير المرغوب به يمنياً ممثلاً في المجلس السياسي الأعلى وإلى جانبه حكومة الإنقاذ الوطني ومن قبلهما الشعب اليمني الحر بأكمله , بدأ ” ولد الشيخ ” مجدداً بجولته الإقليمية في المنطقة والتي ستشمل حسب ما ذكر في وسائل إعلام العدو كلاً من سلطنة عُمان تليها مدينة ” عدن ” المحتلة ومن ثم الرياض ليختتمها في صنعاء .
طبعاً تحركاته هذه تأتي ضمن معتقده (الهزيل) تحت دعوى إعادة كافة الأطراف اليمنية إلى التفاوض من جديد , بناءً على مقترحه الأخير الذي طرحه أمام مجلس الأمن الدول مطلع شهر مايو من هذا العام , والمتضمن الحديث بشكل خاص حول تسليم الحديدة ومينائها لطرف ثالث يقوم على إدارة شئون الميناء بما يكفل ضمان تدفق إيراداته إلى البنك المركزي اليمني , بهدف صرف كافة مرتبات ومستحقات جميع الموظفين في الجمهورية , وإخراج اليمن من مأزقها الحالي .
من المعلوم بأن تحركات ولد الشيخ هذه تأتي في إطار ما حصل عليه من دعم قوي من قبل الأطراف الدولية (مجلس الأمن) التي ساندته مؤخراً خاصة تلك التي جاءت في بيان رئاسة مجلس الأمن الأخير الصادر في شهر يونيو من هذا العام , بالإضافة إلى ما حصل عليه مؤخراً من دعم من قبل السفير الأمريكي ” ماثيو تولر ” أثناء تصريحاته التي أطلقها خلال هذا الأسبوع , وبالتالي فأن مجمل صور الدعم الذي حصل عليه لا يؤثر على الجانب الوطني اليمني الرسمي منه أو الشعبي , كونه لا يفرق عما حصل عليه من دعم دولي سابق طيلة فتره عمله كوسيط دولي في اليمن , لذا فأن جولته هذه قد عُلم سلفاً مسارها ونتائجها التي لا تفرق عن سابقاتها.
هناك شيء وحيد يميز تحرك ولد الشيخ الأخير , والذي ابتدأه بسلطنة عُمان مقارنة بتحركاته السابقة فعلى الرغم من أن هذا التحرك قد أتى بعد حدوث بعض المتغيرات السياسية والدولية التي انعكست تبادلياً سلباً وإيجاباً على المستوى اليمني في الداخل من ناحية , أو على مستوى قوى العدوان من ناحية أخرى , ونظراً إلى أن موضوع حديثنا هنا لا يعني بالدرجة الأولى الحديث بشكل عام حول مجمل تلك المتغيرات السياسية والدولية التي طرأت على مختلف الساحات , إلا أننا سنتحدث هنا وبنفس الذات وبصورة مغايرة بعض الشيء عن المتعارف عليه أثناء كتابة المقالات السياسية , ذلك من خلال قراءة الأثر السلبي الذاتي الذي أحدثته القوى الوطنية وإلى جانبها الشعب اليمني في ذات هذا المبعوث , الأثر الذي جعل منه يتأبط حقداً وشراً على هذا الشعب ذلك من خلال إستقراء سعيه الحثيث في أن يعكس ذلك الأثر في ذات وكيان القوى الوطنية والشعب .
يعلم ولد الشيخ وبصورة تامة بأن مسعاه الأخير هذا لن ينجح إطلاقاً , لعلمه المطلق بأن القوى الوطنية اليمنية التي في الداخل لن تستجيب أو تلتفت لبرهة بأن توافق على استقباله أو الحديث عن مبادرته تلك ووفق تلك الصيغة , ذلك أن رصيده السياسي الذي تشكل خلال أكثر من عامين منذ توليه هذا المنصب كمبعوث دولي والذي كان سبباً رئيسياً في تحجيم قيمته الذاتية والمعنوية , قد أضحى صفراً في ناظر القوى الوطنية والشعب اليمني , ولم يعد يحظى بأي تقدير أو احترام إلى الدرجة التي وصلت إلى طرده وعدم قبوله جملة وتفصيلاً من قبل القوى الوطنية اليمنية والشعب اليمني على حد سواء , ونظراً إلى أن هناك بعض المؤشرات التي تؤكد بأن فترة عمله ستنتهي على الغالب مطلع أو خلال شهر نوفمبر من هذا العام , ولكي يحقق هذا المبعوث بعض الانتصار الذاتي والسياسي لنفسه والذي خسره مسبقاً وما زال يخسره إلى حد اليوم نتيجة ما مني به من إذلال وإمتهان نفسي من قبل القوى الوطنية التي أكدت عدم مصداقيته في مهمته وإتهامه أتهاماً صريحاً بإنحيازه التام وإرتهانه المطلق لقوى العدوان , بالإضافة إلى ما مني به من إذلال واسع النطاق من قبل الشعب اليمني خاصة أثناء زيارته الأخيرة إلى صنعاء , نجده يحاول من خلال تحركاته الجديدة ( العبثية ) والتي إستهلها بسلطنة عمان تحقيق بعض الإنتصار السياسي والذاتي وذلك من خلال ما يلي :-
1- يحاول أن ينتزع من القوى الوطنية اليمنية بعضاً من التنازلات الدبلوماسية عبر الموافقة مجدداً بالقبول به كوسيط دولي إلى اليمن , وذلك من خلال اعتقاده بأن سلطنة عُمان ستشكل ورقة ضغط قوية على القوى الوطنية اليمنية باعتبارها طرفاً حيادياً ومقبولاً لدى القوى الوطنية والشعب اليمني
2- بموجب هذا التنازل وعلى قدر ما يحمله ويكنه هذا المبعوث من حقد وضغينة جوفاء تجاه القوى الوطنية والشعب اليمني الحر , فإنه في حال نجاحه سيثبت للعالم أجمع وللداخل اليمني على وجه الخصوص أنه أستطاع أن يكسر الإرادة الحرة للقوى الوطنية والشعب اليمني القائمة على ثبات الكلمة والمواقف والاستقلالية في اتخاذ القرار, وبالتالي يكون قد حقق بعض الانتصار الذاتي لنفسه .
3- هناك بعض الحقائق التي تعزز منطقية ما ذهبت إليه آنفاً ومنها :-
* ففي العرف الدبلوماسي الدولي يعلم ولد الشيخ بأنه الآن قد أصبح شخصاً غير مرغوب فيه , وبالتالي من المفروض عليه أن يقدم استقالته من هذا المنصب والإنكفاء نحو البحث عن أي عمل دوبلوماسي آخر يقرره له الأمين العام للأمم المتحدة , إلا واقع الأمر وفق ما نراه باستخفاف وإزدراء يكمن في أن هذا المبعوث مازال يعمد في التغافل عن حقيقة وضعه وبالذات أمام القوى الوطنية اليمنية التي أكدت للعالم أجمع بعدم قبوله كمبعوث أممي إلى اليمن .
* نمت كل تحركاته الدولية السابقة والحالية عن مستوى وحجم وطبيعة الصفات الأخلاقية الذاتية والسياسية التي يحملها هذا المبعوث وكل دول العدوان التي تقف وراءه وتدعمه خلال تعاملهم مع الأزمة اليمنية ومظلومية هذا الشعب العظيم , صفات أقل ما يمكننا الإشارة إليها بأن توصف بـــ ( الوقحة ) , إذ أنها تعكس مستوى وحدود جرأتهم ( المبتذلة ) في تقديم ما يحملونه من إبتذال أخلاقي وسياسي يقوم على الإستخفاف والتهكم والإزدراء والتقليل من شأن وقيمة وعظمة وحرمة دماء أبناء هذا الشعب اليمني العظيم الصامد منذ أكثر من عامين ونصف أمام هذا العدوان الغاشم .
* عدم الإكتراث أو الإحساس من قبله وقبل كل قوى العدوان بمن حولهم من المجتمعات الدولية والمنظمات الدولية الحقوقية والإنسانية , والذي أيضاً يعكس عن مستوى الإستهتار بالقانون الدولي والحقوق الإنسانية والعرف الدبلوماسي الدولي .