اليمن الذي نريد

 

عبدالفتاح البنوس
التضحيات الغالية السابقة واللاحقة والحالية والقادمة التي قدمها الوطن من خيرة رجاله الشرفاء في ميادين وجهات العزة والكرامة وفي مواقع الشرف والبطولة تلبية لنداء الوطن وما ترتب عليها من أحداث ومواقف وردود أفعال , كلها لم تأت من فراغ ولم تقدم على سبيل الاعتباط والهوشلية والهمل ولكنها جاءت نتيجة قناعة وإيمان مطلق بقداسة وعظمة المهمة التي أوكلت لهم للدفاع عن حياض الوطن والذود عن حماه وحماية مكتسباته وثوابته وسيادته الوطنية .
حيث تسابقوا إلى ساحات الوغى ليس لهم من هدف ولا مطمع ولا غاية غير هدفين أثنين إما النصر بشموخ وكبرياء وعنفوان ، وإما الشهادة بعزة وكرامة ، ولو سألنا أنفسنا لماذا كل هذه التضحيات ؟!! وما هي الفائدة التي ستعود على الوطن من وراء كل هذه التضحيات الجسام ؟!
وللإجابة على هذه التساؤلات ينبغي أن نفهم ونعي وندرك جيدا بأن هذه التضحيات تصب في مجملها في مصلحة الوطن الغالي ، فالكل يعمل من أجل بناء اليمن ، بناء الدولة اليمنية المؤسسية التي يعمل كل فرد فيها من أجل رقيها وتطورها ونموها وتميزها في مختلف المجالات وعلى مختلف الأصعدة ، اليمن الذي يشعر فيه كل فرد بأن له حقوقاً من حقه الحصول عليها ، وعليه واجبات يجب عليه الالتزام بها ، اليمن الذي لا فوارق ولا امتيازات ولا طبقات بين أفراده ، اليمن الذي يدين له الجميع بالحب والولاء ولا يقدمون أو يغلبون عليها أي ولاءات حزبية أو مذهبية أو طائفية أو شخصية ، اليمن الذي تسود فيه قيم المواطنة المتساوية والحرية والذي يحتكم فيه الجميع للنظام والقانون ، اليمن الذي لا مكان فيه لفاسد عابث ، ولا لعميل خائن مرتزق ، ولا لأفاك متسلق منافق ، ولا لجاسوس ومجرم باغ ، ولا متسلط متجبر ، ولا لمتغطرس متعجرف .
اليمن الذي نريده جميعا والذي قدمت كل هذه التضحيات من أجله هو يمن الوحدة الذي يتمتع بالسيادة والاستقلال والعزة والكرامة والشموخ والإباء ، يمن الإنتاج والعطاء في مختلف القطاعات ، يمن الاكتفاء الذاتي من خيرات أرضنا وخبرات وإبداعات العقول اليمانية المبدعة ، يمن التصنيع الحربي والتطوير والتحديث التقني والتكنولوجي .
بالمختصر المفيد، اليمن الذي نريده ونسعى من أجله هو الذي تنبض قلوبنا بحبه وتصدح حناجرنا باسمه ، اليمن الخالي من كافة أشكال الوصاية والعبودية والتبعية والولاء والطاعة للخارج ، اليمن الذي لا يوجد فيه موضع قدم لغاز أو محتل أو مرتزق باغ ، اليمن الذي نكون به ويكون بنا.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .

 

 

قد يعجبك ايضا