عواصم/ وكالات
تشير الأحداث الميدانية المتعلقة بمعركة الرقة التي تقودها قوات التحالف بقيادة واشنطن ضد داعش الإرهابي إلى أن المعركة لا تسير في نفس الإطار الزمني الذي كان مقررا لها وهذا يرجع إلى أن تنظيم داعش الإرهابي يدافع بكل شراسة عن الاماكن التي يسيطر عليها وأيضا تشتت القوى الديمقراطية الكردية السورية.
ووفقا لتقرير نشره القسم الدولي التابع لوكالة فارس للانباء فإنه يرجع هذا التشتت والتفرق في صفوف هذه القوى الكردية إلى الهجمات العسكرية التي قامت بها القوات التركية على أماكن وحدات الحماية التابعة للمقاتلين الأكراد في شمال محافظة حلب وبالخصوص في ريفي “عين الدقنة” و” عفرين” ولقد قامت القوات الكردية بالتصدي لهذه الهجمات.
والآن مر 40 يوما منذ بداية الأعمال العسكرية للأكراد المدعومة من أمريكا في الرقة وعلى الرغم من وجود دعم جوي وبري لهذه القوات الكردية، إلا انهم لم يستطيعوا أن يحققوا مكاسب ميدانية. ومن الناحية الجغرافية تُعد الرقة مدينة صغيرة، مقارنة مع كافة المدن السورية الأخرى
لقد ظن القادة الأكراد قبل البدء بعملياتهم العسكرية بأنهم سوف يحرروا مدينة الرقة خلال شهرين من الزمان ولكن دخول القوات التركية في مواجهات عسكرية ضد الأكراد في شمال محافظة حلب، أدى إلى تغيير كبير في سير معركة الرقة وكانت سببا لمغادرة عددا من المجموعات ” كجيش الثوار ولواء الشمال الديموقراطي” المرتبطة بالأكراد مدينة الرقة و توجهها إلى منطقة عفرين وذلك من اجل مواجهة القوات التركية والدفاع عن هذه المنطقة.
وفي هذا الصدد، صرحت بعض المصادر الميدانية لصحيفة الأخبار اللبنانية، بأن الأكراد مارسوا ضغوطات على التحالف الأمريكي من اجل أن يتخذ مواقف صريحة وواضحة ضد الهجمات التركية على منطقة عفرين ولكي يضمن الحماية لهذه المليشيات الشبه عسكرية حتى تستطيع التركيز على معركة الرقة، وذلك لأن الأكراد يعتقدون بأنه إذا استطاعت تركيا السيطرة على منطقة عفرين، فإنه لن يكون هنالك أي فائدة من سيطرتهم على مدينة الرقة.
ووفقا لما صرحت به أيضا هذه المصادر، فلقد طلبت القوى الديمقراطية من ما يسمى بـ ” قوات النخبة السورية ” المرتبطة بـ” أحمد الجربا “، أن تغير مواقع تمركزها في شرق الرقة وهذا الأمر كان له تأثير سلبي على سير العمليات العسكرية.
وفي سياق متصل صرح مصدر مقرب من القوات التابعة للجربا بأنه توجد خلافات قوية مع القوى الكردية حول كيفية إدارة مدينة الرقة بعد تحريرها وذلك لأن القادة الأكراد طلبوا من القوات التابعة للجربا بـأن ينسحبوا بالكامل من المدينة بعد تحريرها والخروج منها. وفي الوقت الحاضر تجري الكثير من المحادثات بين هذه القوى وبوساطة أمريكية لإنهاء هذا الصراع.
وبالإضافة إلى ذلك، قامت قوات تابعة لتنظيم داعش الإرهابي خلال شنها هجوما مضادا على قوات الجربا، بمحاصرة عشرات العناصر من هذه القوات لساعات طويلة في أحد أحياء الرقة وفي تلك الأثناء لم تقدم القوات الكردية لهم يد المساعدة.
وفي هذا الصدد، أعلنت القوى الديمقراطية السورية البارحة بأنها نجحت في استرجاع حي “اليرموك” الواقع في مدينة الرقة من أيدي تنظيم داعش الإرهابي. ومن جهة أُخرى صرحت بعض المصادر الإعلامية بأن القوى الديمقراطية أوقفت جميع عملياتها العسكرية وذلك نظرا لتحملها الكثير من الخسائر البشرية خلال اشتباكاتها مع تنظيم داعش الإرهابي في مدينة الرقة.
ومن جهة أُخرى طلب التحالف الأمريكي من أكراد سوريا أن يستمروا في محاصرة مدينة الرقة وبأن يتجهزوا لمهاجمة تنظيم داعش مرة أُخرى.
من ناحية أخرى، يستمر الجيش السوري في تقدمه في مناطق الريف الجنوبية الغربية لمدنية الرقة ولقد نجح في تحرير آبار ” بئر الفهد والزملة والديلعة” النفطية واستطاع الوصول إلى الحدود الإدارية لمحافظة حمص المتصلة بريف مدينة الرقة.
وبعد أن استطاعت القوات السورية الوصول إلى المناطق الغربية “جبل البشري” التي تربط ريف دير الزور بمدينة الرقة والتي تبعد مسافة 50 كيلومتراً شرقا من مدينة دير الزور،استطاعت هذه القوات أيضا أن تقترب أكثر من الريف الشمالي الغربي لمنطقة دير الزور.
ومن جهة الريف الشرقية لمدينة حمص، استطاع الجيش السوري أن يتقدم إلى أطراف مدينة السخنة الاستراتيجية التي تبعد مسافة 10 كيلو مترات عن مركز المدينة ويخطط الجيش أيضا الاستمرار في عملياته هذه حتى يُجبر تنظيم داعش الإرهابي على الانسحاب من المناطق الواقعة بين ريف حمص وحماة والرقة والتي تبلغ مساحتها 10 كيلومترات مربعة وبهذا العمل سوف ينحصر تواجد هذا التنظيم الإرهابي في مناطق دير الزور والريف الشرقي لمدينة الرقة وبعض الأجزاء من الريف الجنوبي لمدينة الحسكة.