مهازل إعلام العدوان!!!
أحمد يحيى الديلمي
في الخامس عشر من شهر يوليو 2016م أعلنت القناة الفرنسية الناطقة بالعربية في نشرة التاسعة ليلاً بتوقيت صنعاء خبراً عن اليمن جاء فيه : القوات الحكومية على أبواب صنعاء من الجهتين الشمالية والشرقية ، تخوض معارك ضارية ضد القوات الإنقلابية التابعة للحوثي وصالح لإحكام السيطرة على مطار صنعاء الذي بات في مرمى مدفعية الجيش الوطني .
في نفس المساحة الزمنية وعلى لسان المذيعة ذاتها لكن في 15 يوليو 2017م أي بعد انقضاء عام كامل بثت القناة الخبر ذاته مع اختلاف في الألفاظ وتقديم وتأخير في الوقائع ، الفرق الوحيد أن المذيعة قرأت الخبر بفتور لتوحي للمتابع أنها مجبرة على القراءة ، قد تكون استوحت من معطيات وتفاصيل الخبر أنها وردت عليها فوجدت أن الأمر مقزز للغاية ، يجرد القناة من كل معاني المصداقية كما هو حال الكثير من قنوات الزيف والضلال العربية والدولية التي باتت تتعاطى مع الأخبار القادمة من غرفة العمليات الإعلامية المشتركة بالرياض باعتبارها إعلانات مدفوعة الأجر سلفاً تبثها كما وردت من المصدر.
هذه أبشع مهازل العدوان على اليمن.. التخمة المالية لدى دول العدوان الأساسية مكنتها من توظيف المال المدنس لشراء الضمائر وإلجام الأفواه وصولاً إلى فرض تعتيم شامل على وسائل الإعلام الوطنية وكل وسيلة منصفة تقول الحقيقة كما هي ماثلة في الواقع ، ومن ثم التحكم في صياغة الأخبار وبثها إلى وسائل الإعلام المأجورة بوصفها حقائق ومسلمات لا يرقى الشك إلى صدقيتها .
أي أن دولة العدوان الأساسية وهي “السعودية” أنفقت المليارات من أجل التحكم في الرسالة الإعلامية وصياغة مفرداتها كما يحلو لها ، تتحدث عن انتصارات وهمية بمنطق استفزازي حقير لم يترك وسيلة إلا ولجأ إليها وإن تدنى شأنها .
لا أدري لماذا يستسيغ هؤلاء الناس التلهي بمآسي وكوارث الآخرين ؟!! وكأن المال منحهم الفرصة لأن يعملوا أي شيء وأن يتلاعبوا بضمائر الناس كما يحلو لهم.
استناداً إلى ما أسلفت يبدو أن تأثير المال بدأ يفقد بريقه ، وأن المشاعر الإنسانية والعواطف ستتغلب على هذا البريق قريباً إن شاء الله ، وعندما تصبح هي الحاكمة لسلوكيات الناس واتجاهاتهم وتحديد مواقفهم ، فهي الكفيلة بأن تقلب الأمور رأساً على عقب ، وأن تعيد آل سعود إلى الخدر كما خرجوا منه ، وليس ذلك على الله بعزيز .. ونقول لمثل هذه القنوات .. هل أصبح زمن وجودكم محدداً إلى هذا المستوى بحيث تربطونه بنظام متهاو متهالك ، وتترجمون أهدافه الدنيئة بأخبار ملفقة ، غير عابئين بالمصداقية ولا برد الفعل لدى المشاهد والقارئ والمستمع الذي لا شك أنه سيتخذ منكم موقفاً مغايراً تماماً ، وقد بدأ الكثيرون في مقاطعة مثل هذه الوسائل التي استمرت في الكذب والدجل والضلال ولم تتورع عن عمل أي شيء في سبيل حفنة من المال المدنس .. نكرر القول لهؤلاء هل بقي هناك عقول؟! وهل لديكم أفئدة تجعلكم تفرقون بين الحق والباطل والغث والسمين ؟! نأمل ذلك .. والله من وراء القصد ..