جريح العزة والكرامة..
د. أسماء الشهاري
هل جلست تفكر يوما ما مع نفسك، من هو أكثر من يحبك في هذه الدنيا؟
وإذا حصل معك موقف أو حادثة ما فمن هو أكثر شخص قد يقف إلى جانبك وما هو أكثر شيء قد يفعله معك أو يقدمه لأجلك؟!
هل هو والدك.. والدتك.. أخوك.. أختك، صديقك..جارك..ابنك.. زوجك.. أم غيره من الناس؟!
وما هو أقصى ما قد يقدمه لك أو يفعله لأجلك،
هل سألت نفسك يوماً أو فكرت في ذلك؟
هل من الممكن أن يقدم أحد هؤلاء لأجلك إحدى مقلتيه.. رجله..ذراعه أو قطعةً من كبده أو نزف شرايينه إن لزم الأمر لذلك أو استدعى موقف ما؟!
لكن تخيّل أن هناك من يفعل ذلك لأجلك! بل وقد فعله كثيراً.. وهو على أتم الاستعداد أن يهب روحه من أجل الدفاع عنك وهو لا ينتظر حتى كلمة شكر واحدة أو حتى زيارة تواسيه فيها عن ذراعه المقطوعة أو ساقه المبتورة، بل إن سلم من السب وكيل التهم من قبل بعض الناس.!
قد لا يتمكن من الرؤية ثانية أو السمع، وقد تلازمه عاهة ما طيلة حياته، وهو يعرف أن لا أحد قد يسمع صدى آهاته وجراحاته..
بل على العكس هو ينتظر على أحر من الجمر كي ينطلق مرة أخرى باذلا أقصى ما يستطيع في سبيل الدفاع عنك ليتوج ذلك العطاء منقطع النظير ربما بروحه العذبة الزكية أخيراً..
قد تتساءل.. لماذا وهبك ذراعه ومقلته ونزف شرايينه، وأنت لم تكن بحاجة إلى قدم أو ذراع!
فأنت كنت ترى أنك بخير ولست بحاجة إلى شيء من ذلك.!
لكنه منحك إياها بكل حب وبكل صمت وعن طيب خاطر ولم ينتظر منك جزاء ولا شكورا..حتى تعيش حراً وبعزة وكرامة،لأنك إن سلبت ذلك فما كانت مقلتك ولا يدك ولا ذراعك ولا حتى الدماء التي تجري في شرايينك لتغني عنك شيئا..
روحي لك الفداء يا جريح العزة والكرامة..